سيف غباش: معرض أبوظبي للكتاب إلى العالمية

  • 4/26/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: نجاة الفارس تعد هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إحدى أنشط المؤسسات الفاعلة في الساحة الثقافية الإماراتية، بما تقدمه من جهود كبيرة سعياً لترسيخ التقدم الحضاري لدولة الإمارات على صعيد الفكر والمعرفة والثقافة، وإبراز مدى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة عبر توجيهات قياداتها الحكيمة، نحو إحلال مجتمع المعرفة والتقدم في هذا المجال إلى مصاف الدول الأولى، كون المعرفة والثقافة هي مفاتيح الانطلاق نحو إشراقات مستقبلية لا تعرف حدودا.. وللوقوف على مجمل هذه النشاطات التي تقوم بها الهيئة والاطلاع على مشروعاتها المستقبلية أجرت «الخليج» الحوار التالي مع سيف سعيد غباش مدير عام الهيئة.رسخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب مكانته على الخارطة الثقافية، فما هي خطة الهيئة للحفاظ على مستوى هذه الفعالية السنوية والارتقاء بها؟، وكيف ترون دور المعرض في تنشيط الحركة الثقافية في أبوظبي خاصة والإمارات عامة؟- شهدت الساحة الإماراتية خلال السنتين الماضيتين حراكا ثقافيا مهما، تبلور في العديد من الإنجازات والمشروعات الثقافية الجبارة التي قادتها الهيئة وغيرها من الهيئات، مثل المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات والتي تضم متحف زايد الوطني ومتحف اللوفر أبوظبي ومتحف جوجنهايم، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع «كلمة» للترجمة، والسينما ودعم المواهب الشابة وغيرها من المشروعات، ونتج عن ذلك ظهور طاقات إبداعية إماراتية استطاعت أن توصل الإنتاج الإماراتي ومستوى الصناعات الثقافية والإبداعية إلى العالمية.أما عن المشهد الثقافي، فمع ما نشهده من تحفيز لصناعة النشر والكتاب، وازدياد كبير في نسبة طباعة وتداول الكتب مقرونة بنسبة زيادة اهتمام القراء بها، نتيجة رعاية القيادة الرشيدة واحتضانها لمبادرات عام القراءة 2016 وشهر القراءة مارس/آذار 2017، بتنا نشهد ثراء الثقافة الإماراتية بتجارب أدبية وإبداعية وشعرية مخضرمة وواعدة، وأعتقد أن هذه المبادرات الثقافية مجتمعةً تساعد في خلق مشهد ثقافي فعّال يساعد في بناء الإنسان ثقافياً ومعرفياً، ويرسّخ مفهوم الهوية الوطنية لأبناء الإمارات.تؤكد جائزة الشيخ زايد للكتاب والجائزة العالمية للرواية العربية دورهما المؤثر في الارتقاء بشأن الثقافة العربية، بالإضافة إلى ما يُشكله مشروع «كلمة» كأحد أهم محاور الاستراتيجية الشاملة للهيئة في خدمة الثقافة العربية والمحتوى العربي المترجم عن اللغات الأخرى. ولعلّ من أبرز إنجازات الهيئة ما حققه معرض أبوظبي للكتاب من دور في تعزيز حوار الثقافات والتبادل المعرفي، والذي أصبح معرضاً دولياً وعالمياً بكافة المعايير والخصائص، خاصة مع مشاركة 1320 دار نشر من 65 دولة، وتنظيمه لأكثر من800 فعالية ثقافية، واستضافة أبوظبي لمؤتمر الترجمة الخامس. استطاعت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة توسيع قاعدة الجمهور المهتم بالفعاليات الثقافية كيف تسنى لكم ذلك؟ - إننا نؤمن بأهمية الثقافة والمعرفة الكيفية والنوعية لا الكمية فقط، والجميع يشهد ما حققته الإمارات على مدى العقود الماضية من منجزات ثقافية شاملة وضعتها في مصاف أولى دول العالم في مؤشر المعرفة، بفضل حكمة وبصيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤية القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه الحكام، وفي إمارة أبوظبي خاصةً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.لقد قدمنا في الهيئة الصورة المشرقة لقيمنا المجتمعية الإنسانية النبيلة من خلال العمل على المزج بين الأصالة والمعاصرة، كنموذج فريد للتنمية والبناء والنهضة الثقافية واستدامة المعرفة، منسجمين في عملنا مع مسيرة التطور الشامل الذي تشهده الدولة، فدورنا الأساسي يكمن في تحفيز المجتمع الإماراتي الذي يشتمل على أكثر من 200 جنسية بهويات ثقافية متعددة تثري مشهدنا الإبداعي وتعزز دورنا في التنشئة والتوعية الثقافية والفكرية المتكاملة، وفي فتح آفاق الإبداع، والعمل على تشجيع حوار الثقافات، بالتوازي مع تنفيذ استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي، والمرتبطة بثقافة الآباء والأجداد وقيمهم وأخلاقهم وعقيدتهم وانتمائهم العربي.ويتميز الأداء الثقافي للدولة اليوم بنهج واضح وبنّاء، يلبي حاجة مجتمعيةً للتكامل والعمل الثقافي المشترك، ويعمل على تعزيز علاقات التعاون الثقافي والفني مع الدول الشقيقة والصديقة. وهنا يمكننا الإشارة إلى ما حققته العاصمة مؤخراً من خلال احتضانها لقمة القيادات الثقافية العالمية، والحوار الثقافي الإماراتي- الفرنسي. برامج تعليم الفنون تحرص الهيئة على التوسع في برامج التعليم الثقافية، ما أهم هذه البرامج وما الهدف منها؟ - إن برامج تعليم الفنون وتعليم المهارات الإبداعية وصقل المواهب هي في صلب اهتمامات الهيئة، لما لذلك من دور تربوي وأكاديمي وتعليمي مهم يخلق جيلاً مبدعاً مفكراً يرتقي بمنتج الوطن ثقافياً ومعرفياً وسياحياً، ويسهم في إيصال رسالتنا الإنسانية للعالم أجمع، بأنّ الثقافة هي اللغة الوحيدة للحوار وتلاقي الشعوب، وبأن الفكر والمعرفة هما سلاحا الإنسان ضد الجهل والتعصب والانغلاق. كيف تنظرون إلى دور الهيئة في تطوير رسم ملامح الهوية التاريخية العريقة والحضارية لإمارة أبوظبي؟ - إنّنا في الهيئة نسعى إلى ترسيخ الانتماء الوطني وتعزيز ملامح ومفاهيم الهوية الإماراتية مستنيرين بالرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في جعل أبوظبي عاصمة للثقافة العربية ومنارة للإبداع، وتشجيع كل جهد يسعى لإبراز الموروث وحفظ التراث واستعادة كنوزه المعنوية وتسجيلها في قوائم «اليونيسكو» كمواقع أثرية ورياضات وفنون تقليدية شعبية، والحفاظ على ملامحه العمرانية وغيرها من أشكال التراث المادي الملموس.وسعياً لتحقيق هذه الرؤية، تقدّم الهيئة العديد من الفعاليات التراثية التي تحكي تاريخ إمارة أبوظبي وتنظم برامج مستدامة للزوار في كل المواقع التابعة لها في واحات العين ومهرجانات الفنون التقليدية، وقلاع المويجعي والجاهلي ومواقع الهيلي وغيرها ومتحف العين الوطني، وفعاليات قصر الحصن. أضحت دار الكتب نبعاً ثقافياً ينهل منه المثقفون والباحثون والعلماء ونحن نعيش عشرية القراءة ما هي الخطط المستقبلية من أجل تطويرها أكثر؟ - سعت الهيئة عبر قطاعاتها المختلفة وضمن مبادراتها الهادفة لترسيخ بنية المعرفة والاستدامة إلى ترجمة إعلان العام 2016 عاماً وطنياً للقراءة، في إطار رؤية طويلة الأمد لتحفيز الفعل الثقافي وتبادلية المعرفة وإنتاجيتها نوعاً وكماً، وكان لدار الكتب الدور الأبرز في ذلك من خلال تواجدها على الساحة الثقافية بإطلاق العديد من المبادرات، على سبيل المثال لا الحصر، يكمل مشروع كلمة للترجمة عقده الأول مع إصدار أكثر من 1000 عنوان، وهناك موسوعة الشعر العربي، وكذلك تسهم دار الكتب بترسيخ بنية المعرفة من خلال توفير كل مصادر المعلومات في المكتبات لتسخيرها في خدمة المجتمع في إمارة أبوظبي، وهناك المبادرات المعنية بالإهداءات التي تضمنت أكثر من 300000 كتاب تم توزيعها وإهداؤها لشركاء الهيئة من مؤسسات ثقافية ومجتمعية وتعليمية، وكذلك هناك الأنشطة الثقافية والمحاضرات المعنية بإبراز الكتاب الإماراتيين والمؤلفين وتسليط الضوء عليهم وعلى نتاجهم الإبداعي والأدبي، كما أننا نشهد تنظيم الكثير من حفلات توقيع الكتب وغيرها.في عشرية القراءة هناك الكثير من الأنشطة التي نظمناها وننظمها ونخطط لتنظيمها، عبر الدور الفاعل لدار الكتب والاستراتيجية العامة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في احتفالية عام القراءة وعام الخير، منطلقين من دورنا المهم في تنفيذ استراتيجية إمارة أبوظبي في تشجيع القراءة وبناء مجتمع المعرفة.ولأننا نستشرف الاحتياجات الثقافية لمجتمعنا ودولتنا، نعمل ضمن استراتيجية الهيئة على التوسع قدماً في خطط تنويع مصادر القراءة والمعرفة، والغوص أعمق في كنوز تراثنا الأدبي والثقافي العريق، إبرازاً للوجه الثقافي والحضاري لإمارتنا التي نخصها بالكثير من الخطط من حيث المشاركات الخارجية، إذ سيتواجد قطاع دار الكتب من خلال برامج ومشاريع محلية وعالمية إن كان على مستوى معارض الكتب المحلية التي تشتمل على معرض أبوظبي الدولي للكتاب والشارقة للكتاب، أو على مستوى تعزيز دور مشروع كلمة للترجمة عبر فتح الآفاق أمام الترجمة عن اللغات العالمية الحية جميعها، والترجمة عن العربية إلى اللغات العالمية الأخرى، وكذلك ما تشهده جائزة الشيخ زايد للكتاب من تطور على صعيد عدد المشاركات والمساحات الجغرافية التي تغطيها من الشرق إلى الغرب، أو المشاريع الأخرى داخل وخارج الإمارات من خلال إقامة الأنشطة الثقافية وحضور المعارض الدولية المعنية بصناعة الكتاب، وهناك كذلك خطة كبيرة في توزيع الكتب والانطلاق أكثر نحو إيصال المنتجات الثقافية الفكرية والكتب التي تصدرها الهيئة إلى كافة بقاع العالم من خلال شبكة كبيرة من الوكلاء والموزعين تعمل على إيصال الكتاب إلى كل من يرغب في قراءته، إن ما يحفزنا على تطوير إنتاجنا الأدبي والتأليفي هو ما تتميز به كتبنا من جودة جعلتها تنال العديد من الجوائز المحلية والدولية تقديراً لجهود الهيئة وجهود دار الكتب ومشروع كلمة في الترجمة والتأليف وإبراز التراث وثقافة دولة الإمارات. كيف تنظرون إلى أهمية التبادل الثقافي عربياً وعالمياً؟ - بتصدّر إمارة أبوظبي للمشهد الثقافي في المنطقة العربية، فإن ذلك يوجب علينا في الهيئة أن نلتزم بتعزيز حوار الثقافات بين الشعوب، وتشجيع التبادل المعرفي بين الدول والجنسيات المختلفة، ومن هنا، فإننا ندعم المساعي الرامية إلى الارتقاء بالفنون والموسيقى والآداب في الإمارات كونها اللغة التي توحّد العالم، مع حفاظها على خصوصيتنا الثقافية وفرادة هويتنا بما تحفل به من رموز ذات أهمية في ضمير ووجدان أبناء شعب دولة الإمارات، وبما تحمله أبوظبي من رسالة حضارية إنسانية إلى بقية شعوب العالم، بسعيها لإغناء حياة كل أولئك الذين يَفدون إليها. إنّ التبادل الثقافي يعني بالنسبة إلينا أن ندعو ضيوفنا من العالم إلى التعرّف على الجوانب المختلفة لتراثنا الثقافي الغني، وجماليات بيئتنا الطبيعية، وملامح التقاليد والضيافة الأصيلة في أبوظبي. إلى أي مدى تساهم الهيئة في إثراء معرفة الشباب وتحصينهم ضد التيارات الظلامية التي تستهدفهم؟ - تستند الإمارات إلى تاريخ يمتد لآلاف السنين، بإمكاننا أن نستمد منه العديد من القيم والأعراف، ومن هنا تأتي أهمية تدريس التربية الأخلاقية في مدارسنا، إذ تسهم في تعليم الأبناء السلوكيات الحميدة، والقيم النبيلة، والمبادئ الأساسية في التعامل مع المستقبل، لا سيما أن القيم والأخلاق أبرز سمات الشخصية الإماراتية، ومع تأكيدنا على دور المعلم في تشكيل شخصية الطالب، فضلاً عن دور الأسرة، الذي يسهم بشكل فاعل في صقل أخلاقياتهم، نسعى في الهيئة إلى دعم مهمة معلمي التربية الأخلاقية في ابتكار وسائل وطرائق جديدة لتدريس مادة التربية الأخلاقية، لصقل معارفهم العلمية وقيمهم الأخلاقية من التسامح والانفتاح إلى الوسطية والحوار سبيلاً وحيداً للانتصار على التيارات الظلامية التي تستهدف شبابنا الإماراتي والعربي.إننا نثمن الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في إطلاقه مادة «التربية الأخلاقية»، لما يعنيه ذلك من حرص سموه على تعزيز مناهج التعليم، وترسيخ الهوية الوطنية والمنظومة الأخلاقية في نفوس الطلبة، كما نشكر سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، لما يبذله من جهد في متابعة تنفيذ هذه المبادرة، وصولاً إلى تحقيق أهدافها التي تصب في خدمة الوطن وريادة أبنائه، وهذه الرؤية الخلاقة لقيادتنا الرشيدة هي السبيل لمنع انتشار فكر التطرف والتكفير والإقصاء بين صفوف الطلاب والشباب الذين هم قادة المستقبل. آفاق بلا حدود مشروع كلمة للترجمة مبادرة طموحة وفعالة في إحياء حركة الترجمة وقد أسست قاعدة بيانات المترجم، كم بلغ عدد المترجمين في هذه القاعدة وما الهدف من تأسيسها؟ - مشروع «كلمة» مشروع حضاري إنساني انطلق أواخر العام 2007، واستطاع المشروع إنجاز مبادرات ثقافية حيوية تطور الواقع الفعلي لحركة الترجمة في الوطن العربي، بل وتخطو به خلال أعوام قليلة ما يعادل إنجاز دول مُجتمعة في عقود من الزمن. إذ استطاع مشروع «كلمة» أن ينقل للقارئ العربي حتى اليوم أكثر من 1000 كتاب مترجم عن أكثر من 14 لغة.لمشروع كلمة «عائلة» تشكل قاعدة بيانات المترجم، حيث باتت هذه العائلة تمتد من المشرق العربي إلى مغربه، ومن الخليج العربي إلى المحيط، وصولاً إلى أوروبا وأمريكا وآسيا، حيث تجاوز أفراد هذه العائلة ال 500 مترجم ومحرر وناشط في مجال الترجمة، ممن تتضافر جهودهم معاً لتحقيق هذا الإحياء المرجوّ لحركة الترجمة كما كانت في عهدها الذهبي في أوج ازدهار الحضارة العربية الأموية والعباسية، هذا الإحياء الذي نراه اليوم واقعاً متجسّداً وملموساً في حركة الترجمة في الإمارات والعالم العربي. ما هي جهود الهيئة في وضع خريطة ثقافية خلال المرحلة المقبلة؟ - إن الهيئة تستكمل ترسيخ البنية التحتية للثقافة والفنون في إمارة أبوظبي، وهي كادت تنتهي من أعظم مهمتين لها خلال عمرها الممتد طوال عقدين من الزمن، المهمة الأولى تكمن في إنجاز المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، والمهمة الثانية تتمثل في مهمة ترميم منطقة قلب المدينة الثقافية في قصر الحصن والمجمع الثقافي ومحيطهما. إلى أي مدى تنسق الهيئة مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في تفعيل البرامج الثقافية والتعاون بشأنها؟ - إن الجهات الثقافية الحكومية الاتحادية والمحلية تعمل بانسجام تام في سبيل ترجمة الرؤية الثقافية للإمارات السبع، ترفدها الجهود المحلية والاستراتيجيات التي تضعها حكومة كل إمارة على حدة، ومن جهتنا ننسق في مجالات الإنتاج المعرفي والإصدارات والمشاركة في معارض الكتب والفعاليات داخل وخارج الدولة، كما ننسق في مجالات توثيق التراث المعنوي والتعامل مع المنظمات الدولية، حيث إن اختصاصات كل من الجهتين تتكامل وتتماثل وتتقاطع. عندما يذكر معرض أبوظبي الدولي للكتاب نتذكر المجمع الثقافي حيث كانت البداية الأولى للمعرض في المجمع، أين وصل مشروع تطوير وتجديد المجمع الثقافي المنارة الثقافية في العاصمة؟ - يعد مبنى المجمع الثقافي عنصراً مهماً من عناصر الذاكرة الجماعية لأبوظبي، فهو الجسر الذي يربط بين قصر الحصن ورؤية أبوظبي الطموحة للريادة الثقافية مستقبلاً. وتعد جهود المحافظة على هذا المبنى عنصراً أساسياً من عناصر مشروع المحافظة الشاملة على قصر الحصن ككل، فقد كان المبنى الذي تم إنشاؤه في عام 1981، مركزاً للتراث والفنون والثقافة، وتم إغلاقه عام 2009 تزامناً مع انطلاق أعمال الصيانة التمهيدية لقصر الحصن، ويعد مبنى قصر الحصن والمجمع الثقافي معلمين أساسيين في إمارة أبوظبي. مراحل مشروع الترميم التي تتضمن مقر المجلس الوطني الاستشاري ومبنى المجمع الثقافي ستنتهي باستكمال تجديد موقع قصر الحصن بالكامل، والمحافظة على قيمته التاريخية العريقة، وتحويل هذه المنطقة التاريخية إلى وجهة سياحية وثقافية للجمهور بشكل مستمر حيث من المنتظر افتتاح الموقع للجمهور في عام 2018 بحلة مجددة ومبتكرة.

مشاركة :