< دشن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل أول من أمس (الإثنين) منجم ومصنع الدويحي للذهب، ومشاريع البنية الأساسية للتعدين بمنطقة مكة المكرمة. وعُرضت أمام أمير مكة المكرمة والحضور صبّ سبيكة الذهب من منجم الدويحي، إيذاناً بالتدشين الرسمي للمنجم والمصنع. ويُعد المنجم أحد مشاريع شركة «معادن» الرئيسة لتطوير مناجم الذهب في مكة المكرمة، ويفوق إجمالي الموارد المُقدّرة للذهب في المنطقة الوسطى للدرع العربي البالغة 7 ملايين أوقية، تشمل منجمي «الدويحي» و«السوق» وأيضاً المناجم المستقبلية «منصورة» و«مسرة»، وهي في طور الدراسات النهائية، إضافة إلى منجم «الرجوم» الذي يخضع لمراحل دراسة الجدوى الاقتصادية الأولية، فيما ستساعد هذه المناجم الجديدة على الوصول بإنتاج الذهب في «معادن» إلى ما يزيد على 500 ألف أوقية عام 2020. وتسهم مشاريع «معادن» للذهب الحالية في المنطقة في زيادة إنتاجها من الذهب، إذ يصل الإنتاج الكلي لـ«معادن» إلى حوالى 300 ألف أوقية سنوياً، في حين تبلغ القدرات التصنيعية لمنجم الدويحي للذهب مليوني طن سنوي من الخام، ويبلغ متوسط إنتاجه السنوي قرابة 180 ألف أوقية من الذهب الصافي بما يعادل مليوني أوقية خلال العمر الافتراضي الأولي للمنجم. وتجاوز استثمار «معادن» في بناء وتأسيس المنجم 1.5 بليون ريال في إنشاء المنجم والمرافق الأساسية، وإنشاء طريق مسفلت بطول 117 كيلومتراً يربط المنجم بطريق الرياض - الطائف، في حين اكتمل بناء المنجم والمصنع، وبدأ الإنتاج التجاري مطلع نيسان (أبريل) 2016. ويكتسب المشروع قيمة بيئية نوعية تتمثل في مشروع خطوط أنابيب المياه المعالجة الذي استثمرت فيه «معادن» 600 مليون ريال، ويمتد بطول 450 كيلومتراً من محطة مياه الصرف الصحي المعالجة التابعة لشركة المياه الوطنية في الطائف عبر محطة «معادن» في العطيف إلى منطقة وسط الدرع العربي، حيث منجم الدويحي ومشاريع الذهب المستقبلية المجاورة. من جانبه، قال المستشار بوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي في كلمة ألقاها إن منجم ومصنع الدويحي للذهب أحد المشاريع الكبيرة الذي يمثل رمزية لأعمال التعدين المتطورة في المنطقة، أو ما يعرف جيولوجياً بمنطقة وسط الدرع العربي، وهي من أغنى المناطق الجيولوجية بالمعادن في المملكة. وبيّن أن إنشاء وتشغيل منجم الدويحي ومن قبله منجم السوق في هذه المنطقة الغنية باحتياطات الذهب يمكّن من الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية الوطنية بهدف زيادة الوظائف التي يُسهم قطاع التعدين في توفيرها وزيادة مساهمة قطاع التعدين في مجمل الناتج المحلي الوطني، مؤكداً أن إحدى المبادرات الداعمة لتحقيق هذه الأهداف هي تطوير مراكز الذهب في المنطقة الوسطى والشمالية في منطقة الدرع العربي في المملكة. وقال: «قطاع التعدين السعودي يُشكّل أهمية كبرى للصناعات السعودية، وما مشروعا المدينة الصناعية في رأس الخير وتطوير مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية إلا نموذجاً لما يمكن أن تقوم به المملكة بالتعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة في هذا المجال». من جهته، أكد رئيس وكبير المديرين التنفيذيين لشركة «معادن» المهندس خالد المديفر أن توجه «معادن» نحو تطوير احتياطات المملكة من الذهب الخام هو في صميم استراتيجياتها وخططها، بصفته قائداً مسؤولاً بقطاع التعدين السعودي الحديث الذي يضم إلى جانب الذهب صناعتي الفوسفات، والألومنيوم، والنحاس، والمعادن الصناعية. وقال: «نعتز بإدارة معادن ستة مناجم للذهب، في مقدمها مهد الذهب التاريخي، وبلغة في منطقة المدينة المنورة، والصخيبرات في منطقة القصيم، ومنجم السوق في منطقة مكة المكرمة ومنجم الآمار في منطقة الرياض، ومنجم الدويحي». وأضاف المديفر: «أن منجم الدويحي للذهب ومشاريع البنية الأساسية لقطاع التعدين في منطقة مكة المكرمة منجز إضافي يُعزز من توجه معادن نحو تطوير احتياطات المملكة من الذهب الخام، وإنجاح استراتيجياتها، وخططها في ريادة قطاع التعدين الذي يضم إضافة إلى الذهب صناعات الفوسفات، والألومنيوم والنحاس، والمعادن الصناعية». وأشار إلى أن المنجم يمد بدوره يد النماء لأبناء وأهالي المنطقة من خلال توفيره مئات الفرص التدريبية والوظيفية المباشرة وغير المباشرة للشباب». المشروع يوفر 670 فرصة وظيفية أسهم مشروع منجم «الدويحي» في دعم اقتصاد المنطقة مع منجم «السوق»، من خلال إيجاد 350 وظيفة مباشرة للشباب يشكّل أبناء المحافظات المجاورة غالبيتهم، في حين تم تدريب 30 شاباً منهم في المعهد السعودي التقني للتعدين في عرعر الذي أسسته «معادن» بالشراكة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. فيما يوفر المنجم 320 فرصة وظيفية من طريق مقاولي التشغيل، إذ تلزم «معادن» مورديها بنسب سعودة محددة في الوظائف وبالذات لأبناء المحافظات المجاورة، إضافة لمئات الوظائف غير المباشرة في المنطقة.
مشاركة :