تشهد مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، أجواء احتفالية بمناسبة الذكرى الأولى لتحريرها من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، بعملية نوعية من قبل قوات التحالف العربي في 24 إبريل 2016. وعلى الرغم من تطبيع الحياة في المدينة التي باتت تعيش استقراراً أمنياً كبيراً منذُ تحريرها، وتنطلق نحو المستقبل بقوة بفضل الدعم السخي من قبل قوات التحالف العربي، إلا أن سكانها ما زالوا يتذكرون جيداً تفاصيل يوم سقوط مدينتهم بيد الجماعات الإرهابية، بعد انسحاب قوات الجيش الموالي للرئيس المخلوع علي صالح منها بشكل مفاجئ، وتواطؤ بعض الأحزاب السياسية في عملية التسليم، كان ذلك في ابريل من العام 2015 بعد بدء دول التحالف العربي عملية عاصفة الحزم. وهدف المخلوع صالح من ذلك إلى خلط الأوراق سياسياً وارباك التحالف. عام كامل حبس أبناء حضرموت أنفاسهم، بعد سيطرة أنصار التنظيم الإرهابي على عاصمتهم، حيث شلت الحركة فيها، وتغيرت ملامح المدينة لتعود إلى حياة القرون الوسطى. إذ عاثت هذه الجماعات في المكلا فساداً وأرعبت الأهالي، ونهبت البنوك، ونبشت القبور، ودمرت الآثار، وعطلت النظام والقانون، وتعطلت معها الحياة. وحاول تنظيم القاعدة بعد سيطرته على مقدرات الدولة في المكلا، الاستفادة مما تتمتع به حضرموت من مزايا، أهمها الميناء البحري، لتهريب الأسلحة، بالإضافة إلى إنشاء معسكرات تدريب على الأطراف الغربية للمدينة، لتجنيد المئات من الشباب صغار السن، وتحويل المدينة إلى وكر للجماعات الإرهابية للانطلاق لتنفيذ عمليات إجرامية في داخل اليمن وخارجها. تحرير وضمن جهود التحالف العربي في اليمن، والرامية إلى تأمين المحافظات المحررة وتطبيع الحياة فيها، ودحر مسلحي التنظيمات الإرهابية الذين استغلوا الفراغ الأمني وانشغال الحكومة في حربها ضد الانقلاب، أطلقت قوات التحالف عملية ضخمة في 24 أبريل 2016 وتمكنت خلالها قوات النخبة الحضرمية بدعم وإسناد من قبل قوات التحالف، من السيطرة على مدينة المكلا بعد معارك شرسة مع عناصر تنظيم القاعدة، أسفرت عن تحرير المدينة بشكل كامل من ربقة الإرهاب، ليعلن التحالف العربي في 25 أبريل 2016 عن تحرير مدينة المكلا بالكامل من العناصر الإرهابية، إثر معارك أسفرت عن قتل أكثر من 800 من مسلحي التنظيم. تطبيع الحياة وعقب تحرير المدينة من عناصر تنظيم القاعدة التي خلفت دماراً واسعاً، بدأت عملية تطبيع الحياة التي دعمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال دعم الأجهزة الأمنية الوليدة في المحافظة، للحفاظ على الانتصارات التي تحققت، كما تم دعم الجانب التنموي والإغاثي عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بتنفيذ عدد من المشاريع التنموية في المدينة والمناطق المجاورة. هذه الجهود أسهمت، وخلال فترة وجيزة، في تأمين المدينة بشكل كامل بقوات من أبناء حضرموت بعد تدريبها وتأهيلها من قبل قوات التحالف العربي، كما أسهمت جهود تطبيع الحياة في استعادة مدينة المكلا مكانتها الريادية التي تستحقها بعد سنوات من الإهمال والتهميش، واستضافت مؤخراً مؤتمر حضرموت الجامع، وهو أكبر مؤتمر يضم نخبة من أبناء حضرموت، وذلك بهدف تحديد مستقبل المحافظة في ظل الظروف التي تعيشها البلاد.
مشاركة :