نفذت تركيا، أمس، عشرات الغارات على مواقع ل«وحدات حماية الشعب الكردية» شمال شرقي سوريا، موقعة 18 قتيلاً على الأقل، في تصعيد يتزامن مع خوض فصائل كردية وعربية بدعم من واشنطن معارك لطرد الإرهابيين من الرقة، فيما تسببت غارات تركية مماثلة على شمال العراق بمقتل 6 من البيشمركة الكردية، في وقت قتل 14 شخصاً على الأقل، وأصيب العشرات بجروح، في غارات «يرجح أنها روسية» استهدفت مناطق شمال غربي سوريا، وأدت إلى خروج مستشفى ميداني عن الخدمة، وفقاً للمرصد السوري ومصدر في الدفاع المدني. وذكرت «وحدات حماية الشعب الكردية» في بيان، أمس، أن «طائرات حربية تركية قامت بشن هجوم واسع النطاق على مقر القيادة العامة ل«وحدات حماية الشعب الكردية»؛ حيث يتواجد مركز الإعلام والإذاعة ومركز الاتصالات، وبعض المؤسسات العسكرية» في محافظة الحسكة. ويقع المقر قرب مدينة المالكية الواقعة في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا. وأحصى المرصد السوري في وقت لاحق مقتل 18 شخصاً هم ثلاثة من العاملين في المركز الإعلامي، و15 مقاتلاً كردياً «جرّاء عشرات الغارات التركية»، في حصيلة تعد الأكبر في قصف تركي ضد الأكراد. وتسببت الغارات التركية في العراق بمقتل ستة عناصر من قوات الأمن الكردية، وفق ما ذكر الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق جبار ياور. وقالت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان في بيان، إن «مقتل البيشمركة محل أسف كبير لنا، وقصف البيشمركة من قبل المقاتلات التركية، غير مقبول». ودعت الوزارة في البيان «حزب العمال الكردستاني» إلى «سحب قواته من جبل سنجار والمناطق المحيطة به». ومن جانبها، طالبت «وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا، التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالتدخل لوقف الهجمات التركية. وقال قيادي كردي رفض الكشف عن اسمه «نطالب التحالف الدولي بالتدخل لوقف هذه الهجمات التركية»، معتبراً أنه «من غير المعقول أن نحارب على جبهة بأهمية الرقة ويقصفنا الطيران التركي في ظهرنا». وأضاف القيادي: «نحن بحاجة إلى ضمانات أكثر من قوات التحالف، وإلى موقف واضح ومعلن، بأنه بإمكاننا إكمال عملية الرقة دون أن نكون مستهدفين في خطوطنا الخلفية». من جهة أخرى، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «استهدفت غارات يرجح أنها روسية، صباح أمس، قرية الدويلة في ريف إدلب الشمالي الغربي، وتسببت بمقتل 12 شخصاً بينهم خمسة من المدنيين على الأقل إلى جانب مقاتلين». وأضاف: «بعد نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى ميداني في بلدة كفر تخاريم المجاورة، استهدفت غارات محيط المستشفى، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بعد تضرر المبنى والمعدات»، إلا أن مصدراً في الدفاع المدني قال إن طائرات حربية روسية شنت عدة غارات، أمس، على جبل الدويلة، قرب مدينة كفر تخاريم، ما أدى إلى مقتل 14 مدنياً، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة أغلبهم من النساء والأطفال؛ حيث سارعت فرق الدفاع المدني، إلى انتشال القتلى، ونقل المُصابين إلى النقاط الطبية القريبة. وأضاف المصدر أن الطائرات الروسية شنت غارات بصواريخ فراغية شديدة الانفجار استهدفت مستشفى وسيم حسينو في مدينة كفر تخاريم، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة بشكل كامل، وإصابة بعض أفراد كادر المستشفى بجروح. (وكالات)
مشاركة :