تحقيق: محمد إبراهيم حالة من القلق والترقب، يعيشها أولياء أمور طلبة صفوف النقل من (1-11)، بسبب موعد امتحانات الفصل الدراسي الثالث «المحطة الأخيرة»، لأبنائهم، المقرر انطلاقها 11 يونيو/حزيران المقبل، حتى 18 من الشهر ذاته، لتزامنها مع شهر الصيام، والتزام الأسر بعض العادات المجتمعية في الشهر الكريم، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة.في الوقت الذي دعا فيه أولياء أمور طلبة صفوف النقل إلى إعادة النظر في مواعيد الامتحانات أو توحيدها على مستوى الصفوف كافة، مطالبين بتقديم مواعيدها أسوة بطلبة الثاني عشر، تعالت أصوات أخرى، مؤكدة أن تقديمها لا يصب في مصلحة الطلبة، وأن فيه شيئاً من الرفاهية التي يجب على الطلبة الإبتعاد عنها، لكونهم مطالبين بالتحلي بالجلد والصبر لبلوغ غاياتهم. وسم «لا امتحانات في رمضان»اولياء الأمور أكدوا عدم قدرة أبنائهم على تحمل الامتحانات مع ساعات الصيام الطويلة، فأطلقوا وسم «لا امتحانات في رمضان» على «تويتر»، حيث تصدر «ترند» الإمارات على مدار 3 أيام.وقالوا ل«الخليج»: نناشد وزارة التربية والتعليم، والقائمين على الشأن التعليمي، بتعديل موعد امتحانات أبنائنا لتبدأ في وقت امتحانات طلبة الثاني عشر، يوم 28 مايو/أيار لطلبة «المتقدم» و30 ل«العام». ورفعت مدارس الدولة درجة الاستعداد لاستقبال الامتحانات، وفقاً لتوجيهات الوزارة.وأكد عدد من مديري المدارس ل«الخليج»، ضرورة توحيد مواعيد الامتحانات لجميع مراحل التعليم، لاسيما أنه لا يضر بالعملية التعليمية.وحذر عدد من الأطباء من نوبات التشنج الحراري، وضربة الشمس الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة.«الخليج» التقت الأطراف جميعاً، للتعرف إلى أهم المقترحات لتجنيب الطلبة أضراراً محتملة خلال الامتحانات، والتقت أطباء للوقوف على مدى خطورة ارتفاع درجات الحرارة، لاسيما في وقت الصيام، ومدى جاهزية المدارس وإجراءاتها الاحترازية. الظروف المناخية رأى عيسى الراضون، ولديه ابنة في الصف الثالث الابتدائي، أن قرار التقويم الدراسي وموعد الامتحانات القائم، لم يراعِ الظروف المناخية للدولة.وأكد أهمية إعادة النظر في تلك المواعيد، أو تقديمها أسوة بطلبة الثاني عشر، والعمل على إعداد تقويم جديد ينتهي به الدوام قبل يونيو، كما هي الحال في جميع دول الخليج. معاناة كبيرةوأكدت «أم حمدان» ولديها ولدان في الأول والثالث الابتدائي، و«أم عمر» ولديها أبناء في العاشر والسابع والرابع والروضة الثانية، و«أم خالد» ولديها أبناء في الثاني والثالث والخامس، أن معاناتهن الكبرى تجسدت في التقويم المدرسي الذي ألزم الطلبة في تلك الأعمار بالخروج إلى الامتحانات، ولم يراعِ ساعات الصيام وحرارة الشمس. وطالبن بتقديم امتحانات النقل أسوة بطلبة الثاني عشر، وإعادة النظر في إعداد التقويم. مأزق حقيقيأما «نورة علي» ولديها 3 بنات في الثالث والخامس والسابع، و«أم مريم» ولديها 4 في الثالث والسابع والعاشر والثاني عشر، فيرين أن التقويم وموعد انطلاق الامتحانات في رمضان، وتحت حرارة الشمس، وضع الأسر في مأزق حقيقي، لاسيما الأمهات اللاتي لديهن أكثر من طالب أو طالبة، ولم يمنحهن الفرصة، لإقامة طقوس الشهر الكريم، وألزمهن البحث عن سبل حماية بناتهن من الشمس المحرقة.درجة الاستعداد وفي لقاء عدد من مديري المدارس الحكومية في مختلفة أنحاء الدولة، أكدوا أنهم رفعوا درجة الاستعداد من الآن، لاستقبال الطلبة وتوفير الأمان لهم خلال الامتحانات، والتأكد من جودة تشغيل المكيفات وتوفير المظلات المناسبة لحماية الطلبة من الشمس، وتوفير وحدات طبية بصفة دائمة خلال الامتحانات داخل المدارس، للتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث.لا للنزول عند رغبة الطلاب في الوقت الذي طالب فيه عدد من أولياء الأمور بتغيير موعد الإمتحانات أطلت علينا شريحة أخرى، ترى أنه من غير المقبول المساس بالتقويم الدراسي والنزول عند رغبة الطلبة في كل صغيرة وكبيرة، مشيرين إلى أن خوض الإمتحانات أثناء الصيام ليس بالشيء المستحيل أو المتعب الذي يتخطى قوة وقدرات الطلبة.وقال أحمد علي، ولي أمر 3 طلاب، إنه من الضروري أن يتكيف الطلبة مع مختلف الظروف، وعدم التحجج بالطقس أو الحرارة التي تحول دون قدرتهم على الدراسة، وعليهم تعلم تحمل المسؤولية من الآن.أما حسن منصور، ولي أمر 4 طلاب، فشاطره الرأي مؤكداً أن النزول عند رغبة الطلاب سيتسبب بحالة من التسيب مستقبلاً، حيث ستكثر الإعتراضات على مختلف القرارات التربوية وهو أمر يعتبر غير مقبول.فيما أكد أنور موسى، ولي أمر طالبين، أنه يرفض فكرة تقديم موعد الإمتحانات لأن ذلك يعني تقديم موعد العام الدراسي المقبل، ما يتسبب بإرباك لدى مختلف الأسر التي وضعت برنامج عطلتها الصيفية من الآن. نصائح طبية حذرت الدكتورة جميلة كوبا، من الأمراض التي يسببها ارتفاع درجات الحرارة، مثل «تشنجات الحرارة والإغماء، والإنهاك»، ونصحت بالبقاء داخل الأماكن المغلقة قدر المستطاع، وتجنّب الخروج بين العاشرة صباحاً والثالثة عصراً، مع أخذ الاحتياطات اللازمة، لتجنّب حدوث تلك الإصابات، كشرب السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم، وسد النّقص الناتج عن التعرق، وتجنب تشنجات الحرارة التي تحدث آلاماً في العضلات.أما بالنسبة للإغماء، فيجب نقل المصاب إلى مكان أبرد ومظلل في وضع الاستلقاء، مع إعطائه كميات كافية من السوائل، وإذا استمرت الحالة فمن الضروري نقله إلى الطوارئ، أما الإنهاك فهو عدم قدرة الجسم على التحكم بدرجة حرارته نتيجة التّعرّض لحرارة عالية تفوق 35 مئوية إضافة إلى الرطوبة. قرار التقويم استناداً لقرار مجلس الوزراء الخاص بالتقويم المدرسي العام الجاري، قررت وزارة التربية والتعليم، أن يكون يوم 22 يونيو المقبل نهاية دوام جميع الطلبة، و6 يوليو نهاية دوام الهيئات التدريسية، في وقت بلغ عدد أيام الدراسة العام الجاري 184 يوماً. وحددت يوم 18 يونيو، موعداً للامتحانات المؤجلة والإعادة لطلبة الثاني عشر بفرعيه «العام والمتقدم» وينتهي في 22 منه، والامتحانات المؤجلة لطلبة الصفوف من 1إلى 11 يوم 2 يوليو المقبل وينتهي الموعد 22 من الشهر نفسه.
مشاركة :