اعتقال 8 في برشلونة بينهم أربعة يشتبه في علاقتهم بتفجيرات بروكسل

  • 4/26/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شاركت عناصر من الشرطة البلجيكية مع نظرائهم في الأمن الإسباني، خلال عملية مداهمات جرت صباح أمس في مدينة برشلونة والمناطق المحيطة بها، وشملت 12 منزلا وأسفرت عن اعتقال ثمانية أشخاص بينهم أربعة يشتبه في علاقتهم بتفجيرات بروكسل، تتراوح أعمارهم ما بين 21 و39 عاما. وقالت صحيفة «ستاندرد» البلجيكية اليومية على موقعها بالإنترنت، ونقلا عن مصادر موثوق بها إن أسامة عطار الذي يشتبه في ضلوعه بدور كبير في تفجيرات مارس (آذار) من العام الماضي، كان أحد أبرز الأهداف من وراء المداهمات، التي جرت في برشلونة. وصرح متحدث باسم شرطة كتالونيا أن «أربعة من المعتقلين يرتبطون بعلاقات مع أشخاص معتقلين على خلفية الهجمات على مطار ومحطة قطارات في بروكسل». ولم يتضح ما إذا كان الأربعة متورطين مباشرة في شن هجمات بروكسل، بحسب المتحدث. وجرى الإعلان في بروكسل أن ثلاثة من المعتقلين لهم صلة بشخص يدعى ياسين عطار وهو شقيق أسامة وبالتالي يمكن أن يكون لهم علاقة بشكل أو بآخر بالتحضير أو التنفيذ لتلك الهجمات التي تسببت في مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين. وكان ياسين الموجود حاليا في أحد السجون البلجيكية قد جرى اعتقاله يوم 27 مارس من العام الماضي أي بعد أيام قليلة من التفجيرات وعثر بحوزته على مفتاح الشقة التي قالت السلطات البلجيكية إنها توجد في أحد أحياء بروكسل واستخدمت للتحضير لتفجيرات باريس وبعدها ظل صلاح عبد السلام الناجي الوحيد من بين منفذي هجمات نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 مختبئا فيها لعدة أسابيع. وقال مكتب التحقيق الفيدرالي البلجيكي في بروكسل إن العملية الأمنية التي جرت في برشلونة جاءت في إطار التنسيق والعمل المشترك بين بلجيكا والشرطة الإسبانية وخصوصا في كتالونيا وقد نجحت السلطات الإسبانية خلال العام الحالي في اعتقال 22 شخصا من المتشددين الإسلاميين خلال 16 عملية أمنية. وصرح متحدث باسم شرطة كتالونيا لوكالة الصحافة الفرنسية أن «أربعة من المعتقلين يرتبطون بعلاقات مع أشخاص معتقلين على خلفية الهجمات على مطار ومحطة قطارات في بروكسل». ولم يتضح ما إذا كان الأربعة متورطين مباشرة في شن هجمات بروكسل، بحسب المتحدث. وصرح وزير داخلية كتالونيا جوردي جين لإذاعة «راك1» أن المعتقلين في كتالونيا «ربما شاركوا أو تعاونوا في عمليات سابقة» وربما زاروا بلجيكا. ويعيش المعتقلون الثمانية في كتالونيا وتتراوح أعمارهم ما بين 31 و39 عاما، بحسب ما صرح قائد شرطة كتالونيا جوسيب لويس ترابيرو لتلفزيون «تي في3». ويرتبط بعض المشتبه بهم بعصابات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، بحسب الوزير. ونفذت الشرطة مداهمات على 12 مبنى في خمس مدن في كتالونيا من بينها العاصمة برشلونة. وبلجيكا في حالة تأهب قصوى منذ 22 مارس آذار العام الماضي عندما هاجم انتحاريون مطار زافينتيم ومحطة مالبيك للقطارات ما أدى إلى مقتل 32 شخصا وإصابة أكثر من 320 آخرين. ومؤخرا قالت تقارير إعلامية متعددة، أن شخصا يدعى أبو أحمد هو المخطط الرئيسي لتفجيرات بروكسل ومن وقتها بدأت الأوساط الإعلامية الأوروبية تشير إلى أن أبو أحمد هذا هو أسامة عطار البلجيكي من أصل مغربي. وحسب ما أوردت وسائل الإعلام البلجيكية فإنه منذ فترة طويلة توجد أدلة قوية تشير إلى أن أسامة عطار مخطط رئيسي لتفجيرات باريس وبروكسل وظل لفترة طويلة واحدا من أكثر المطلوبين أمنيا في أوروبا، وهو قريب الأخوين خالد وإبراهيم البكراوي اللذين شاركا في تنفيذ هجمات بروكسل وفجر الأول نفسه في محطة للقطارات الداخلية والثاني في مطار زافينتيم ببروكسل. وتمكن أسامة عطار في صيف العام الماضي من زيارة عائلته في بروكسل دون أن تكتشف السلطات الأمنية الأمر أي بعد عدة أشهر من تفجيرات العاصمة البلجيكية ورفضت النيابة العامة الفيدرالية في بلجيكا تأكيد أو نفي الأخبار التي تم تداولها حول هذا الموضوع. وبالنسبة لرئيس النيابة العامة البلجيكية فإن تحديد أسامة عطار كواحد من الآمرين بالهجمات من سوريا هي «فرضية عمل من بين فرضيات أخرى». وقام بتنفيذ الهجمات التي خلفت 130 قتيلا بباريس و32 ببروكسل والتي تبناها تنظيم داعش، الخلية نفسها ذات الأغلبية البلجيكية الفرنسية. وعقب هجمات باريس في نوفمبر 2015 برزت كنية «أبو أحمد» سريعا في التحقيق بعد الاعتداءات، وذلك إثر توقيف الجزائري عادل حدادي والباكستاني محمد عثمان في 10 ديسمبر (كانون الأول). وكان الرجلان قد وصلا في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) 2015 إلى جزيرة ليروس اليونانية مع مهاجرين آخرين في الوقت نفسه مع انتحاريين عراقيين فجرا نفسيهما خارج ملعب استاد دو فرنس في 13 نوفمبر. وقال المشتبه فيه الجزائري إن أسامة عطار هو الأرجح أبو أحمد وذلك بعد أن عرض عليه المحققون مجموعة من الصور. وظهرت كنية «أبو أحمد» أيضا في التحقيق بعد اختراق جهاز كومبيوتر عثر عليه في سلة مهملات بالقرب من أحد المخابئ التي استخدمتها خلية الجهاديين في بلجيكا. وفي أغسطس (آب) الماضي تطورت الأمور، وتصاعد الجدل، بشكل كبير، في ملف مشاركة الخارجية البلجيكية في ممارسة الضغوط على الحكومة العراقية، خلال حملة انطلقت في عام 2010 لإطلاق سراح أسامة عطار بسبب ظروف إنسانية، ولكن بعد إطلاق سراحه في 2012 وخضوعه للتحقيق لفترة من الوقت في بلجيكا اختفى أسامة عن الأنظار. وحسب الإعلام البلجيكي ألقي القبض على عطار في 2005 على الحدود بين العراق وسوريا والبعض قال إنه كان يحمل أدوية والبعض الآخر قال إنه كان يقوم بتهريب السلاح للمقاتلين هناك بينما قال محاميه فينست لوكرين إن الأمر ليس له علاقة بتهريب الأسلحة وإنما لأنه لم يتم العثور على أوراق تثبت هويته لدى اعتقاله ودخل السجن لمدة عشر سنوات أمضى منها سبع سنوات ونصف السنة وأطلقت السلطات العراقية بعدها سراحه بعد تخفيف المدة وذلك في عام 2012. وأما فيما يتعلق بالقول إنه كان مصابا بسرطان الكلى فقد تبين فيما بعد أنه كان مصابا بالتهابات في الكلى وعندما وصل إلى بلجيكا في سبتمبر (أيلول) 2012 اعتقلته السلطات وخضع للتحقيق ولم يجدوا شيئا ضده يستوجب بقاء احتجازه، ومنذ ذلك الوقت اختفى عطار. وعلى الجانب الآخر لا تزال أسرته متمسكة بالقول: إنه بريء ولا علاقة له بالإرهاب، بينما قالت الاستخبارات الفرنسية، إن عطار عاد مؤخرا إلى أوروبا ووصفته بأنه مسلح وخطير.

مشاركة :