تأججت الاحتجاجات في فنزويلا نتيجة الأزمة الاقتصادية الطاحنة في البلد الغني بالنفط الذي يسكنه 30 مليون نسمة. وقالت جانيت كانوزو (66 عاماً): «معدتي خاوية لأنني لا أجد طعاماً»، وأشارت إلى أن الشرطة استخدمت الرصاص المطاطي ضد المحتجين، الذين سدوا شارعا في كراكاس في الصباح، كما جاء في تقرير «رويترز» من العاصمة الفنزويلية. حاويات القمامة وأحواض الاستحمام استخدمت كمتاريس في احتجاجات فنزويلا أمس، وعاق المتظاهرون حركة المرور بتنظيم «اعتصامات» على امتداد الطرق الرئيسية للضغط من أجل تنفيذ مطالبهم بانتخابات مبكرة مع دخول المظاهرات المناهضة للحكومة أسبوعها الرابع. وذكرت الحكومة الفنزويلية، أول من أمس (الاثنين) أن شخصين آخرين قُتِلا في مظاهرات احتجاجية، لترتفع بذلك حصيلة الوفيات جراء الاحتجاجات الأخيرة في البلاد إلى 24 شخصاً. وفي مدينة ميريدا بشمال غربي فنزويلا، توفي مسؤول محلي بعد إصابته بطلق ناري في عنقه، بحسب مسؤول حقوق الإنسان بالحكومة طارق ويليام صعب، فيما أصيب ستة أشخاص آخرون بجروح خطيرة. كما توفي متظاهر آخر، 54 عاماً، جراء جروح أصيب بها بسبب طلق ناري، وذلك في مدينة باريناس القريبة. وشهدت مدن أخرى اشتباكات شبه يومية وأعمال نهب هذا الشهر بين قوات الأمن المسلحة برصاص مطاطي وقنابل غاز والمحتجين الذين يرشقون الشرطة في بعض الأحيان بالحجارة والقنابل الحارقة. واتهمت الحكومة الاشتراكية التي يقودها الرئيس نيكولاس مادورو خصومها بالسعي لانقلاب بتآمر أميركي، بينما تقول المعارضة إنه ديكتاتور يقمع الاحتجاجات السلمية. والمطالب الرئيسية للمعارضة هي الانتخابات وإطلاق سراح النشطاء السياسيين واستقلال البرلمان الذي تتزعمه المعارضة. واحتجاجات أبريل (نيسان) الحالي هي الأسوأ في فنزويلا منذ عام 2014، عندما لاقى 43 شخصاً حتفهم في فوضى نجمت عن احتجاجات مشابهة ضد مادورو. وأشعل ملثمون النيران في شاحنتين على طريق سريع في شرق كراكاس ثم سكبوا الزيت على الطريق، وقال مصور الصحافة الفرنسية إن الشرطة لم تتدخل في الحال. وفي مكان آخر من العاصمة قام عناصر شرطة مكافحة الشغب بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين كانوا يرشقونهم بالحجارة. ومع ذلك فإن غالبية المتظاهرين الذين يعدون بالآلاف ساروا بهدوء في مظاهرات سلمية. وكانت عودة العنف إلى الشارع حتمية بعد هدوء ساد عطلة نهاية الأسبوع. ويتبادل الطرفان الحكومة والمعارضة المسؤولية حول العنف الدامي الذي يرافق التظاهرات، وكل طرف يتهم الآخر بمحاولة تنفيذ «انقلاب». والأزمة السياسية الحالية ناجمة عن فوز المعارضة من يمين الوسط في الانتخابات التشريعية نهاية عام 2015، ما وضع حداً لهيمنة تيار الراحل هوغو شافيز. وتطالب المعارضة بإجراء انتخابات عامة مبكرة العام الحالي، ورحيل مادورو قبل انتهاء ولايته في ديسمبر (كانون الأول) 2018. إلا أن مادورو أعلن في خطاب أخير أنه يؤيد إجراء انتخابات محلية، ولكن على مستوى رؤساء البلديات والأقاليم، لا على المستوى الرئاسي. يُذكَر أن الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية تعرضت لموجة من الاحتجاجات العنيفة الشهر الحالي بسبب محاولة فاشلة من المحكمة العليا الموالية لمادورو لتجريد الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة من سلطاتها. وتهدف السلسلة الحالية من احتجاجات المعارضة اليومية إلى الضغط على مادورو للتنحي. ويرغب المتظاهرون في إجراء انتخابات جديدة وإطلاق سراح السجناء السياسيين واحترام البرلمان وتوفير الغذاء والدواء بشكل أفضل للسكان.خ
مشاركة :