تطرقت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى اللقاء الأخير بين زعيمي الصين والولايات المتحدة؛ مشيرة إلى إجبار اللقاء ترامب على إعادة النظر في تصريحاته الحادة ضد الصين. جاء في مقال الصحيفة: أجبر اللقاء الأخير، بين الزعيم الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على تغيير سيد البيت الأبيض من لهجته الحادة ضد الصين، وخاصة أنه لا يمكن أبدا تجاهل قوة الصين وتطور اقتصادها. ولكن واشنطن في الوقت نفسه لا تقبل بأن تتجاوزها بكين وتقصيها عن موقع الزعامة العالمية. وقد اتفق خبراء اجتمعوا حول طاولة مستديرة برعاية اتحاد الاقتصاديين العالمي على أن الصين بزعامة شي جين بينغ تطمح إلى زعامة العالم. ولكن هل لديها الموارد اللازمة لتحقيق طموحاتها؟ وما هو الدور الذي سيمنح لروسيا في النظام العالمي الجديد؟ Carlos Barria شي جين بينغ ودونالد ترامب بحسب نائب مدير معهد موسكو للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية فاسيلي ميخييف، لدى الزعيم الصيني عدة أسباب تجعله يسعى للارتفاع ببلاده إلى مركز الصدارة. فهو أولا، يريد بهذا تعزيز سلطته الشخصية، إذ يزداد الاستياء في المراتب الحزبية العليا على خلفية الحملة الواسعة النطاق، التي يقودها ضد الفساد. "ثانيا، إن انسحاب الولايات المتحدة من الشراكة عبر المحيط يولد في المنطقة الحاجة إلى الزعامة الصينية"، - كما يؤكد الخبير. فالبلدان الآسيوية، التي كانت تأمل بجني الفوائد من تعاونها مع الولايات المتحدة، أصبحت مهمشة حاليا. ولكن هناك عوائق تمنع الصين من أن تحتل مركز الزعامة في العالم، بحسب ميخييف. ويتمثل ذلك قبل كل شيء في افتقارها إلى ما تقدمه إلى العالم في المجال الفكري، وأن نموذج الحياة في الصين ليس مرغوبا عند الشعوب الأخرى. ويقول ميخييف إن "غياب الديمقراطية في الصين هو نقطة ضعفها في المنافسة على زعامة العالم". لذلك، فإن البلاد في المستقبل إما أن تواجه إصلاحات سياسية جذرية، أو لن يكون باستطاعتها تجاوز الولايات المتحدة. أما رئيس مركز المعلومات العلمية والتوثيق في معهد الشرق الأقصى لدى الأكاديمية الروسية للعلوم أندريه أوستروفسكي، فقد أورد مشكلات أخرى للصين و "قبل كل شيء المشكلة السكانية، حيث يطرح السؤال نفسه: من سيعمل؟ حيث بدأ عدد الأيدي العاملة منذ عام 2011 بالانخفاض. وثانيا، مشكلة توفير مصادر الطاقة، حيث تستورد الصين حاليا كميات كبيرة جدا من النفط والغاز. وثالثا، مشكلة البيئة، حيث إن 66 في المئة من الطاقة تولد باستخدام الفحم الحجري الملوث للبيئة. أما بالنسبة إلى الوضع السياسي، فإن بكين متخوفة مما حدث في الاتحاد السوفيتي، وتخشى الفساد والانهيار الداخلي". من جانبه، يعتقد رئيس مركز الدراسات الصينية في الجامعة المالية نيقولاي كوتلياروف أن العلاقات الصينية–الروسية في مجال الاقتصاد بغض النظر عن تصريحات الساسة تراوح مكانها. لذلك، حتى وإن تمكنت الصين في وقت ما من إزاحة الولايات المتحدة عن موقع الهيمنة العالمية، فإن فائدة ذلك لروسيا ليست واضحة تماما كما يُظن. ترجمة واعداد كامل توما
مشاركة :