بلغ مجموع براءات الاختراع الممنوحة من مكتب براءات الاختراع في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ انشائه عام 1998 ولغاية اليوم أكثر من 30 ألف براءة اختراع 7% منها تعود لأفراد ومؤسسات خليجية. وقال المستشار مزعل الحربي مستشار شؤون دعم الابتكار في مكتب براءات الاختراع لدول مجلس التعاون خلال مشاركته في الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية الذي عقد في جامعة الخليج العربي، بتنظيم مشترك بين الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وجامعة الخليج العربي، قال إن الكيمياء والهندسة الكيميائية تأتي على رأس براءات الاختراع المسجلة في العام 2015 بنحو 1651 براءة اختراع، ثم الهندسة الميكانيكية والكهربائية بـ1131 براءة اختراع، يليها هندسة البترول والغاز الطبيعي ب 602 براءة اختراع، يتبعهم الصيدلة والتقنية الحيوية بـ533 براءة اختراع. وفي جانب متصل تحدث المستشار مزعل الحربي حول تحويل الابتكار من الفكرة إلى السوق حيث قال إن الابتكار يحتاج الى منظومة من المعرفة تشمل استراتيجية واضحة ورؤية قابلة للتطبيق، الى جانب توافر التقنيات المساعدة على تطبيق الابتكارات، ثم الموارد البشرية القادرة على دراسة حاجة المجتمع وخلق الأفكار ثم تنفيذها تقنياً لتتحول إلى منتج، وضمان نموها واستمراريتها. ولفت المستشار الحربي إلى ان الابتكارات الثورية التي أحدثت نقلة نوعية في العالم لا تتجاوز نسبتها 0.5% (نصف في المئة) من الابتكارات في العالم، موضحاً ان ابتكار الهاتف الذكي يعتبر من الابتكارات التي غيرت مجرى الاقتصاد العالمي ونقلت قيمة شركة (أبل) من 3 مليار في نهاية التسعينات، إلى 700 مليار في يومنا الحالي. وذكر ان 70% من الأفكار الابتكارية تفشل في السنة الأولى لغياب اهداف استراتيجية تدعم تحويلها الى منتج سوقي. وأكد ان المنتج المبتكر يجب ان ينبع من مشكلة إنسانية تحتاج الى حل، حيث يمثل المنتج حلاً لها. كما يجب ان يوضع في الاعتبار ملائمة المنتج للسوق أي ان يكون المنتج مرغوب على مستوى السوق ويخدم شريحة كبيرة من الناس. وعلى المبتكر ان يضع في اعتباره إمكانية استمرارية المنتج عبر توسيع الشريحة المستفيدة منه. من جانبه أشار رئيس قسم الابتكار وإدارة التقنية في جامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور عودة راشد الجيوسي إلى أن تطوير الجامعات في العالم العربي يمثل القاعدة التي يجب ان ننطلق منها للمجتمع المبتكر. موضحاً أن هذا الأمر يحتاج إلى تطوير عدة عناصر منها الابتكار في صياغة الرؤية والرسالة في ظل العولمة والمعلوماتية لكي يتضمن الابتكار المؤسسي في مؤسسات التعليم العالي تقاطع المشروع الوطني للتنمية مع رسالة الجامعة ورؤيتها، بحيث تساهم في توطين المعرفة وتعزيز الصناعات ودعم القطاع العام وتطوير نموذج عمل الابتكار، كما يترتب على الجامعات الابتكار في تطوير المناهج وطرق التدريس التفاعلية من أجل تعزيز مبادئ الاستدامة والمواطنة والحرية. إلى جانب الابتكار في البحث التطبيقي المرتبط بالصناعة وحاجات المجتمع. كما الابتكار في تطوير الشراكات والتواصل مع العالم عبر الابحاث المشتركة. وأكد الدكتور الجيوسي على أهمية تعزيز مبادرات الابتكار الاجتماعي والمفتوح من أجل خدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة. واستثمار الابتكار في تحقيق الاستدامة المالية حيث تعتمد الجامعات عدة طرق منها الدعم المالي من الخريجين لها او الجمهور، او تأسيس صناديق للبحث العلمي او الوقف الجامعي من خلال دعم الصناعة او مؤسسات البحث العلمي. بدورها عرضت فاحص براءة الاختراع في مكتب براءات الاختراع لدول مجلس التعاون الصيدلانية أبرار سليم جانباً من أنشطة مكتب براءات الاختراع حيث قالت إن المركز يتميز بانه يمنح براءات اختراع مصدقة في 6 دول خليجية بإجراء واحد يشمل كافة الدول، كما يشجع المكتب على البحوث التعاونية بين أبناء الدول الأعصاء بما يساهم في تحفيز الابتكار، ويمنح في جانب متصل العديد من الجوائز لمعارض الابتكار التي تقام على المستوى الخليجي والتي تصل قيمتها إلى 100 ألف ريال سعودي. وفي جانب متصل تناولت سليم خلال عرض قدمته بهذه المناسبة مجموعة من الابتكارات التي خصصت لخدمة الإنسانية منها منتج الطباعة الحيوية ثلاثيّة الأبعاد التي تنتج الأطراف الصناعية وتهدف لتجديد الأنسجة البشريّة التالفة، واللوحة الإعلانية في بيرو التي تنتج ماءً من رطوبة الجو وانتجت ما يقارب ٩٦٠٠ لتر ماء صالح للشرب في ثلاثة أشهر. كذلك توصل الباحثون لحلول الطاقة المتجددة لتشغيل الثلاجات في المناطق الريفية في الهند، وتصنيع بطاريات من الغرافين لشحن الهواتف المحمولة بدقائق معدودة في الصين. وفي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة توصل المبتكرون لكراسي متحركة تتولى نقلهم من وإلى بوابة المطار مرورا بالطائرة، بحيث يثبت المقعد في الطائرة دون الحاجة إلى مضايقتهم أثناء تحريكهم. يشار إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) اعتمدت السادس والعشرون من أبريل يوماً عالمياً للملكية الفكرية. حيث يهدف هذا اليوم بإثراء المعرفة بحقوق الملكية الفكرية بأنواعها، ويتم الاحتفال به في الجامعات ومكاتب براءات الاختراع والجهات المختصة بالابتكارات. وفي عامنا الحالي ٢٠١٧ تركز الويبو على الابتكارات التي تحسن حياة الناس وتهدف لتهيئة رعاية صحية أفضل.
مشاركة :