مرة أخرى تعرض خليج الخنازير في كوبا لغزو، ليس من خلال قوات مناوئة لكاسترو ومدعومة من الولايات المتحدة كما حدث عام 1961، لكنه غزو شنته، هذه المرة، ملايين من حيوان السلطعون ذات اللون الأحمر والأصفر والأسود. ففي كل عام بعد هطول الأمطار في بداية فصل الربيع يسير السلطعون لعدة أيام من الغابات المجاورة إلى الخليج الواقع على الساحل الجنوبي لكوبا كي يضع بيضه في البحر ناشرا الفوضى على طول الطريق. والسلطعون الذي يظهر وقت الفجر وعند الغسق يتسلق حوائط المنازل وينتشر على الطريق الساحلي المحيط بخليج الخنازير، فتسحقه السيارات المارة لتطغى رائحته الكريهة على المكان بينما تحدث قواقعه الحادة ثقوبا في إطارات السيارات. لكن، وكما يقال فإن مصائب قوم عند قوم فوائد، فالأمر يبدو مربحا بالنسبة لبعض السكان المحليين. يقول إيتو مولينا الذي يعمل في ورشة لإصلاح إطارات السيارات إن السياح الزائرين للمنطقة يدفعون بسخاء لإصلاح إطارات سياراتهم التي تتعرض للثقب. وأشار مولينا إلى أن السياح يدفعون عشرة دولارات لإصلاح إطار مثقوب واحد، وهو رقم كبير مقارنة بمتوسط الرواتب الحكومية الذي يقدر بنحو 25 دولارا شهريا. ويقع خليج الخنازير ضمن حديقة وطنية يمكن لزوارها أن يشاهدوا داخلها 80 في المئة من إجمالي الطيور المستوطنة في كوبا إلى جانب زواحف وحيوانات برية أخرى.
مشاركة :