موسكو - أعلن الجيش الروسي الأربعاء أن موسكو خفضت إلى النصف عدد طائراتها في قاعدة حميميم السورية في إطار حملة القصف التي تشنها دعما للرئيس السوري بشار الأسد. ونقل بيان وزارة الدفاع عن القائد الأول سيرغي رودسكوي قوله في مؤتمر أمني في موسكو، إن الاستقرار النسبي في وتيرة النزاع في سوريا "سمح لنا بإعادة نحو نصف المجموعة الجوية المتمركزة في قاعدة حميميم إلى روسيا". وقال رودسكوي إنه بين نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ويناير/كانون الثاني 2017 نشرت روسيا حاملة طائرات لشن الغارات وأن عدد الطائرات في قاعدة حميميم "لم يتجاوز 35 طائرة". وأضاف أنه رغم أن الطائرات الروسية في سوريا كانت قليلة جدا مقارنة مع طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إلا أن روسيا "شنت طلعات أكثر بثلاث مرات" (أكثر من 23 ألف طلعة) مقارنة بالتحالف وشنت "أربعة أضعاف الغارات تقريبا (77000)" مقارنة مع طائرات التحالف. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رودسكوي قوله إن الجيش الروسي يعتقد أن ما يصل إلى 4500 من الروس ومواطني الجمهوريات السوفييتية السابقة كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في مطلع العام 2015. وكانت موسكو قد أعلنت مرارا أن تدخلها العسكري في سوريا يأتي ايضا لحماية أمنها القومي، مشيرة إلى وجود آلاف الجهاديين من الجمهوريات السوفييتية السابقة ومن القوقاز يقاتلون في صفوف تنظيمات إرهابية في سوريا. وكانت قد بدأت في سبتمبر/أيلول 2015 عملية عسكرية واسعة دعما للنظام السوري، مؤكدة أن حملتها الجوية تستهدف الجماعات الارهابية، لكن المعارضة السورية ودولا غربية من بينها الولايات المتحدة اتهمتها باستهداف المعارضة المعتدلة. وأتاح الدعم العسكري الروسي قلب موازين القوى لصالح الأسد الذي حقق مكاسب ميدانية كبيرة بعد أن كان مهددا بالسقوط مع اقتراب الفصائل المسلحة من معاقله الرئيسية. ولعبت روسيا وإيران وميليشيات شيعية متعددة الجنسيات دورا حاسما في سقوط حلب أكبر المدن السورية في أيدي القوات النظامية في 2016. وصرح وزير الدفاع سيرغي شويغو الأربعاء في نفس المؤتمر الأمني أن القوة الجوية الروسية تواصل دعم القوات السورية في مهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة (جبهة فتح الشام لاحقا) المرتبطة بتنظيم القاعدة. وحذر شويغو من أن الضربات الصاروخية الأميركية على سوريا "خلقت تهديدا على حياة جنودنا الذين يحاربون الإرهاب في سوريا" وأكد أن ذلك أجبر روسيا على "اتخاذ إجراءات إضافية لضمان سلامة عناصرنا".
مشاركة :