جبريل أبو كميل :جحود الإنسان على الإنسان

  • 4/27/2017
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

ما بين الفلسفة والمنطق وواقع كثر الحديث فيه مؤخرا عن مصير أناس يقبعون في غياهب الجب, واقع برز فيه جحود الإنسان على الإنسان حقيقة تنفي ادعائه البحث عن وسائل تسعد حاله ما استطاع إليها سبيلا .. مليونان وما يزيد من البشر على بقعة صغيرة يتربعون لأكثر من أحد عشر عاماً يعيشون كرهائن لفلسفة حاكم يؤله نفسه وبين منطق يلخص ألم ووجع عبودية الألفية الثالثة في “العام 2017″. ورغم قهرهم على مستقبل بات سراب لا يروي ظمأ الجواهر ومكابدة الليل يخرج الحاكم بسيفه متحديا وكأنه يذكرهم بقصص طفولة إعتادوا على سماعها قديماً قبل النوم ” برز الثعلب يوماً”. إشارة وليس فعلا.. وبعذر أوقح من ذنب يصنع مبرارات لخطيئته التي يرتكبها بحق عبيد لا حول لهم ولا قوة سوى طلب الرحمة والغفران من الربّ الرحمن. ينام العبيد على خور ثور نطح أحدهم ليلا.. ويستفيقون على نهيم فيل غدر بعزيزهم مبكرا يعزون من بقي بينهم حيا. تتسابق الأحداث المفتعلة بقناع أسود.. قناع ينزعه مراقبون سريعا دون فكاك من حلقات المشكلة العارية ، فيغضون البصر ويلقون التحية. ليس غريباً عنه وما غريب إلا شيطان ، يستغل ضعفهم حسب رؤيته المحدودة لفلسفته القاتلة، بينما يخرج ابن رشد والغزالي يتحدث بمنطق لا يتعلق بالمنطق الذي اعتاد الناس على قراءته في مبادئ كتابه القديم . يستطرد ابن رشد والغزالي مخاطبا إياهم بالحب والأشعار ممسكاً بكتابه الجديد. وبألوان زاهية وفكرة باهية نجد فنان يبدع برسم صورة أراد من خلالها لكم مشاهدة كلّ شئ جميل من بعيد.. لكن الحقيقة تجرد الفنان من مهنيته التي استغلها مبدعاً في رسم صورة أحبها رغم سماعه صرخات الجياع الذين بالكاد تسمع صوتهم الذي تحول لدموع جفت مع مرور الوقت كحالهم الذي توقف. لا حاجة هنا للسؤال عن ثالث ورابع وخامس وإن شئت المزيد…. فهم يرقبون لحظة يمسكون بها السيف مزيفاً بالعلم يتغنون بالجديد فرحاً “لرفع علمك يا بلادي”. فلسفة ومنطق لكن ليس كالذي به يتحدثون، رسائل الانفجار لا يقوى عليها صابرون على سنوات عجاف.. على قارعة الطريق ينتظرون وصول المهدي على حصانه الأبيض قادما من بعيد بعيد لكنه لن يأتي حتى وإن جاء العيد.. فالغريق يتأرجح ممسكا بقشة تطفو على سطح الماء لينقذ نفسه حباً للحياة.. ——————————————————————- الكاتب جبريل أبو كميل منقول

مشاركة :