باريس - وكالات - أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، أمس، امتلاك بلاده أدلة دامغة تؤكد مسؤولية النظام السوري عن استخدام غاز السارين القاتل في الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون، الخاضعة للمعارضة السورية، مطلع الشهر الجاري، وأدى لمقتل العشرات.جاء ذلك خلال عرضه تقريراً لأجهزة الاستخبارات الفرنسية إثر اجتماع لمجلس الدفاع برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند.وقال ايرولت «لدينا مصادر قاطعة تؤكد أن تصنيع غاز السارين الذي أخذنا عينات منه (من خان شيخون) مطابق لطرق التصنيع التي طورتها المختبرات السورية»، مضيفاً ان «هذه الطريقة في التصنيع تحمل توقيع النظام وسمحت لنا بتأكيد مسؤوليته عن الهجوم. نحن نعلم ذلك يقينا لأننا احتفظنا بعينات من هجمات أخرى وأودعناها في مختبرات متخصصة ويمكننا إجراء مقارنات معها».وأوضح ايرولت ان تحديد مسؤولية النظام تمت من خلال الاستناد الى طريقة تصنيع الغاز المستخدم ومقارنته مع عينات من هجوم في العام 2013 على سراقب (شمال غرب) نسب الى النظام.وأوضح مصدر ديبلوماسي ان فرنسا اخذت قذيفة لم تنفجر بعد الهجوم وقامت بتحليل محتواها.واضاف ايرولت «بوسعنا التأكيد ان السارين المستخدم في 4 ابريل (الجاري) هو نفسه المستخدم في الهجوم على سراقب في 29 ابريل 2013».وأكد ملخص التقرير، الذي تضمن عناصر تم رفع السرية عنها، العثور في الحالتين على مادة هيكسامين المثبتة وان «أسلوب التصنيع هو نفسه الذي طوره مركز الدراسات والبحوث العلمية في سورية لصالح النظام».من جهتها، أفادت الرئاسة الفرنسية في بيان أن التقرير يوضح ان «النظام لا يزال يمتلك مواد حربية كيماوية، في انتهاك للالتزامات التي وافق عليها العام 2013 للتخلص منها».وسرعان ما رد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، مؤكداً أن «واقعة استخدام السارين لا شكوك حيالها، لكن من المستحيل التوصل الى استنتاجات بشأن مسؤولية ذلك من دون تحقيق دولي».وأضاف ان موسكو «لا تفهم امتناع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن إجراء هذا التحقيق».وتستند فرنسا التي «اثبتت» اجهزة استخباراتها خمس هجمات بغاز السارين في سورية منذ ابريل 2013، وفقاً لبيان مرفق بالتقرير، الى عينات في الموقع وتحاليل من الضحايا، وفقا لمصدر ديبلوماسي فرنسي.واضاف المصدر ان «سلسلة اقتفاء» العينات وتحاليل مركز الدراسات «بوشيه» في منطقة باريس المختبر المرجعي في فرنسا، «تتطابق» مع المعايير الدولية.ويشمل التقرير ثلاثة جوانب رئيسية من الهجوم على خان شيخون وهي طبيعة المنتج، وعملية التصنيع وطريقة انتشاره.وأخيراً، يؤكد تحليل السياق العسكري الفرنسي أن قاذفة تابعة للنظام من طراز «سوخوي 22» أقلعت من قاعدة الشعيرات لشن غارات جوية على خان شيخون صباح الرابع من ابريل الجاري، ووحده النظام لديه هذه الوسائل الجوية.
مشاركة :