أبوظبي: «الخليج»تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، أمس معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في دورته السابعة والعشرين، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك».حضر الافتتاح الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، والدكتور أحمد مبارك المزروعي، الأمين العام للمجلس التنفيذي في أبوظبي، وعويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الشؤون البلدية والنقل، ومحمد خليفة المبارك، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وسيف غباش مدير عام الهيئة، ومنصور المنصوري، مدير عام المجلس الوطني للإعلام، والدكتور علي بن تميم، مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، وحشد من المثقفين ومحبي الأدب والكتاب.دشن سمو الشيخ سيف بن زايد جناح جمهورية الصين الشعبية، ضيف الشرف في هذه الدورة، وذلك تحت شعار: «الصين تقرأ» يرافقه شانغ تشي، نائب وزير إدارة الدولة للصحافة والنشر والراديو والسينما والتلفزيون الصيني، وعدد كبير من المسؤولين من البلدين الصديقين.واطلع سموه على منصة الرئيس الصيني في الجناح التي تعرض مجموعة من نسخ كتاب حول حكم وإدارة الرئيس الصيني جين بينغ، الذي قدّم الكثير من الأفكار والنظريات والاستنتاجات الجديدة، وأجاب على المسائل النظرية والواقعية المهمة حول تطور الصين المعاصرة، كما اطلع سموه على جهود الصين في الطباعة. وقد قدمت الطباعة الصينية إسهامات كبيرة للحضارة الإنسانية، وتطورت مع مواكبتها عصر التكنولوجيا الرقمية، لتدخل حقبة جديدة من منتجات طباعة كافة وسائل الإعلام الرقمية، والمحتوى والتكامل الوظيفي، كما اطلع سموّه على إصدارات الكتب الصينية الحديثة، ونشأة وتطور الرموز الصينية، واختراع وتطور صناعة الورق والنقش على البرونز، والحفر على الحجر، وتلقى سموه هدية في الجناح الصيني، عبارة عن مطبوعة ملفوفة بالطريقة الصينية القديمة.وشملت جولة سمو الشيخ سيف بن زايد، الكثير من الأجنحة بينها جناح شركة أبوظبي للإعلام، حيث اطلع على المجموعة الكاملة لإصدارات مجلة ناشيونال جيوغرافيك «2011»، كما اطلع على مجموعة من إصدارات أعضاء النيابة العامة في دبي، واستمع إلى شرح حول مشاركة الجناح السعودي في المعرض، من خلال إحياء دور الصالونات الثقافية، وركن الطفل، إلى جانب المشاركة بنحو 280 كتاباً تضم إصدارات جديدة للجامعات السعودية، كما استمع إلى شرح من الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، في جناحها بالمعرض، والتي شاركت فيه بإصداراتها عن ثلاثية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كما تابع سموه معزوفة شعبية في جناح صوت الرشاد، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وقدمت غاية خلفان الظاهري، الباحثة بالهيئة شرحاً مفصلاً حول محتويات المعرض الذي يركز على إبراز التراث الأصيل، كما زار جناح جائزة الشيخ زايد للكتاب، والتقى الدكتور عبد الله العروي، شخصية العام الثقافية. وزار سموه جناح اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في المعرض، حيث كان في استقباله حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، واطلع سموه على أحدث إصدارات الاتحاد، مبدياً إعجابه بما يتضمّنه الجناح من أعمال أدبية وفنية تسلط الضوء على الحركة الثقافية في دولة الإمارات. وزار سموه جناح حملة «أبوظبي تقرأ» الخاص بمجلس أبوظبي للتعليم، وتفقد الأنشطة المقدمة في الجناح، وتعرف إلى مشاركات الطلبة في مختلف فعاليات حملة أبوظبي تقرأ خلال المعرض.وقالت الدكتورة كريمة مطر المزروعي، مستشارة المدير العام، والمدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي بالإنابة في المجلس: «حملة أبوظبي تقرأ تهدف إلى تعزيز مهارات القراءة والكتابة لدى الطلبة، وذلك من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة التي نغرس من خلالها أهمية القراءة ونشجع أبناءنا الطلبة على تكون جزءاً من عاداتهم اليومية».وأكدت أن حرص المجلس على المشاركة السنوية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ينبع من الإيمان بأهمية هذا المعرض في تعزيز مكانة الكتاب ودوره في تحفيز الطلبة على اقتناء الكتب.كما توقف سموه في جناح «الملتقى» الذي يعد من أحد نوادي اليونسكو، التي تسهم بدور بارز في تبادل الأفكار الثقافية والأدبية في المجالات الحضارية والاجتماعية، كما زار سموه جناح المجلس الوطني للإعلام، واستمع لشرح حول كتاب «خليفة رحلة للمستقبل»، الذي يستعرض مسيرة قائد الوطن، ويعد من أبرز إصدارات الأرشيف الوطني، كما التقى سموه مع مجموعة من طلبة المدارس المشاركين في إحدى الورش القرائية بالجناح.وقال محمد خليفة المبارك: «لقد بات المعرض اليوم أكثر احترافية وهو الأسرع نمواً في الشرق الأوسط، وذلك بفضل استراتيجية تطويره، حيث إنه ليس مجرد سوق لبيع الكتب، وإنما يعد تظاهرة فكرية ثقافية رائدة تهدف للتعريف بالجديد في مجال التأليف والنشر والترجمة، ولقاء الجمهور مباشرة بالمؤلفين والناشرين وغيرهم من عناصر الصناعة المعرفية. نؤمن في معرض أبوظبي للكتاب بأن الآداب والفنون، هي أفضل مدخل للتعرف إلى ثقافات العالم. من هنا نسعى في كل دورة إلى مد جسور التواصل الثقافية والمعرفية مع واحدة من أكبر ثقافات وحضارات العالم، حيث تحل الصين ضيف شرف هذه الدورة لما تمثّله من تنوع ثقافي ومعرفي مذهل وعميق».وأضاف: «نلتقي على مدى 7 أيام لنمد جسور المعرفة نحو حضارة الصين العريقة، عبر باقة مميزة من الفعاليات الفنية والثقافية، واتفاقيات التعاون في مجالات النشر والترجمة والتبادل الثقافي. ونستلهم هذا العام من قصائد وأشعار الفيلسوف العربي الكبير ابن عربي، صاحب الرؤية الإنسانية المتميزة، هذا المثقف الشديد الثراء فكرياً وإبداعياً. كما وأودّ التوجه بالشكر لكل من أسهم في تنظيم هذا المعرض، وفق أرقى المعايير التي وضعناها، مما أتاح لنا أن نوفر لكل زوّارنا وشركائنا إقامة غنية ومثمرة، ليتمكنوا من اكتشاف مشاهد وأصوات إمارة أبوظبي».وقال سيف سعيد غباش: «تلعب أبوظبي دوراً مهماً في دعم النشر والأدب والثقافة، ويمثل المعرض ملتقى لجميع المهنيين في مجال النشر ووسائل الإعلام الرقمية والخدمات الإلكترونية، والكُتّاب والأدباء من جميع أنحاء العالم، وفرصة هامة لنا لإطلاعهم على نتاجنا الأدبي الإماراتي من خلال استضافة أبرز الكتاب والمثقفين الإماراتيين ودور النشر. خاصة أن المعرض يستضيف نخبة متميزة من المواهب الأدبية والثقافية على مستوى العالم، من خلال الاحتفالية الخاصة بتكريم الفائزين بكلٍ من الجائزة العالمية للرواية العربية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي تصاحب فترة انعقاد المعرض، وهو ما يُؤكد مكانة أبوظبي على خارطة الثقافة».وتابع غباش: «وإذ تعمل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لأن تكون أبوظبي واحدة من الوجهات السياحية العالمية الرئيسة، فإننا نأخذ في الاعتبار ما لدى أبوظبي لتقدّمه للعالم، انطلاقاً من تنوّع الخدمات السياحية وارتقاء معاييرها، وليشمل ذلك أيضاً الجانب الثقافي، من تراث غنيّ وتقاليد عريقة ومعالم أثرية متفرّدة، وملامح حضارية مُشرقة».
مشاركة :