الدوحة - الراية : تَعدُ العدّاءة الشابة مريم فريد، 19 سنة - إحدى لاعبات منتخبنا لألعاب القوى - بمستقبلٍ باهرٍ بما لديها من طموحاتٍ عالية تسعى لتحقيقها على المستوى العالمي. وتطمح الطالبة الجامعية الموهوبة وإحدى أعضاء المنتخب القطري لألعاب القوى بأن تكون قدوة حية للفتيات الشابات الطموحات في قطر وفي جميع أنحاء المنطقة، وأن تتحدى المفاهيم والتصورات فيما يتعلق بمشاركة المرأة القطرية في الرياضة. وتُركز مريم جهودها حالياً من أجل الاستعداد جيداً للمشاركة في جولة الدوحة للدوري الماسي التي ستقام في الخامس من مايو، حيث ستتنافس في سباق الـ 100م وسباق الـ 100x4 تتابع. ولا يسع العداءة الشابة صاحبة الأرقام القياسية الوطنية الانتظار للتنافس أمام جمهور وطنها وإلى جانب أشهر نجوم الرياضة من حول العالم، وهي متحمسة جداً لانتهاز هذه الفرصة الفريدة من أجل اكتساب المزيد من الخبرات حتى تطور من أدائها بشكل أفضل، حيث تقول: «إن التنافس أمام تلك الجماهير الكبيرة، وأمام أهلي وأصدقائي وكل من أعرفهم في أرض الوطن يُعطيني حافزاً كبيراً لأقدم أفضل ما لدي، وأنا فخورة بمشاركتي في هذا الحدث الكبير».وما يجعل الدوري الماسي حدثاً مهماً بالنسبة لمريم يتعدى مجرد مشاركتها وأدائها في السباق، فهي تؤمن بأن استضافة هذه البطولة الكبيرة في الدوحة تمثل فرصة رائعة لتسليط الضوء على رياضة المرأة في قطر، وعن هذا تقول: «علينا أن نثبت للأجيال الناشئة بأن باستطاعة الفتيات العربيات في قطر والخليج والمنطقة تحقيق الكثير في مجال الرياضة، وأن قطر تمتلك لاعبات موهوبات في ألعاب القوى سيشاركن في الدوري الماسي. نحن الفتيات نتمرن كل يوم، ونعمل بجد لتحقيق أهدافنا».وكان أحدث إنجاز رياضي ملفت حققته مريم في تخصصها هو إحرازها لميدالية فضية وأخرى برونزية في الدورة الخامسة لبطولة المرأة الخليجية التي استضافتها الدوحة الشهر الماضي. وتؤمن مريم بأهمية البطولات الرياضية النسائية للمنطقة فهي بحسب قولها: «إن البطولات الرياضية تعرّف العالم بمدى تطور وتقدم الفتيات في الرياضة، وحصولهم على دعم بلادهم للمشاركة والتنافس في البطولات الدولية والعالمية». وتَعتبر مريم حصولها على المركز الرابع في بطولة غرب آسيا 2014 وهي لم تتجاوز وقتها الـ16 سنة إنجازاً مهماً بالنسبة لها حتى وإن لم تتوج على منصة الفائزين، حيث تقول: «لقد حققتُ نتيجة جيدة بالنسبة لعمري آنذاك، وقد أعطاني ذلك دافعاً أكبر للتمرن بجد والعمل والمثابرة لتقديم الأفضل». ومنذ ذلك الوقت، تحلم مريم بأن تصبح الأفضل على مستوى العالم حيث تقول: «طُموحي الأكبر هو أن أصبح بطلة عالمية وأولمبية. ومن أجل ذلك على أن أعمل جاهدة، وأن أؤمن بقدراتي». كما أن لوقوف عائلتها إلى جانبها أثرا كبيرا في نجاحها ومصدر دعم لها لمواصلة تحقيق أحلامها، حيث أضافت:«تدعمني عائلتي كثيراً في رياضة ألعاب القوى وتشجعني يومياً للذهاب للتمارين، ولولا وقوفهم إلى جانبي، لما كنت الآن ضمن المنتخب القطري، ودائماً ما يقول لي والدي:«ستكونين يوماً ما بطلة عالمية «وهو دائماً ما يشجعني للتمرن والعمل والالتزام». وأكثر ما تحلم به مريم وتتوق إليه هو التنافس أمام جمهورها في أكبر منافسة رياضية لها وهي بطولة العالم لألعاب القوى التي ستستضيفها الدوحة في 2019، حيث تقول: «أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر حتى أتنافس في بطولة 2019 هنا في قطر، هي هدفي الذي أتمرن من أجله وأعمل بجد لتحقيقه». وفي عمر الـ16 سنة، انضمت مريم إلى الفريق القطري الذي ترشح لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى التي ستكون الأولى في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وقد وصفت هذه التجربة بقولها: «لقد كانت الأفضل في حياتي كلها، وسأكون دوماً فخورة بكوني جزءاً منها». وفي العرض الختامي الحاسم الذي قدمه الفريق أمام لجنة صُناع القرار، ألقت مريم خطاباً ملفتاً باللغة الفرنسية -لغتها الثالثة- حول أهمية استضافة ثالث أكبر حدث رياضي على مستوى العالم، ومدى تأثيرها على المفاهيم المتبناة حول رياضة المرأة في منطقة الشرق الأوسط وتطورها، وهو ما تسعى مريم دائماً للترويج له بقوة: «نُريد أن نثبت للعالم بأن ارتداء المرأة للحجاب لا يعوقها عن المشاركة في البطولات الدولية. توجد فتيات رياضيات ماهرات يتنافسن لتحقيق أحلامهن في مجال الرياضة. نريد أن يفخر الناس بنا وبثقافتنا وتقاليدنا وبكل ما نقوم به». وبعد عامين ونصف العام من تلك التجربة، دخلت مريم جامعة نورث ويسترن في الدوحة حيث تدرس حالياً مجال الاتصالات، كما تتمرن كل يوم لمدة ساعتين، ما عدا أيام الجمعة. وتعوز مريم نجاحها إلى الدعم الذي تحصل عليه من جامعتها ومن اللجنة الأولمبية القطرية:«تدعمني جامعتي في كل منافسة مهمة لي، كما تدعمني اللجنة الأولمبية القطرية في أوقات الامتحانات الجامعية». وعلى الرغم من الضغط الكبير الذي يرافق جدولها الدراسي والرياضي، إلا أن الأمر أصبح بمثابة «أسلوب حياة» بالنسبة لمريم حيث أنها تؤمن بأنه «لا توجد صعوبة في عمل أي شيء طالما أنك تستمتع بما تقوم به»، فالرغبة بالتفوق في ألعاب القوى وتحقيق طموحها الرياضي هو ما يدفعها يومياً للالتزام والاجتهاد: «ما يجعلني أنهض يومياً من سريري وأذهب للتمرين هو أنه لدي هدف أرغب في الوصول إليه، أريد أن أحقق المزيد من الإنجازات، وأن أترك بصمة مؤثرة في الرياضة، وأن أغير وأطور من رياضة المرأة، وأن أجعل قطر فخورة بي. أحب ألعاب القوى لأنها تعلم الاستقلال، كما أنها تعزز من الثقة بالنفس، ويجعلك فرداً مسؤولاً».
مشاركة :