فيسبوك منصة القتل المباشر أم البث المباشر

  • 4/27/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فيسبوك منصة القتل المباشر أم البث المباشر“القتل المباشر على فيسبوك أظهر طبيعة البشر السيئة” وفق خبراء، إذ أن الأمر شبيه بإبطاء السرعة لمشاهدة حادث سير على الطريق.العرب  [نُشر في 2017/04/27، العدد: 10615، ص(19)]الجانب المظلم يجذب الجميع واشنطن - لم يكن موقع فيسبوك يعلم أن إطلاق خدمة البث الحي بالفيديو لكل المشتركين في الموقع، بعد أن كان مقتصراً من قبل على الصفحات فقط، ستوقعه في ورطة كبيرة. فمرة أخرى، كان فيسبوك منصة لبث قتل مباشر راحت ضحيته رضيعة على يد والدها الذي انتحر في ما بعد. وقالت الشرطة التايلاندية، الثلاثاء إن التايلاندي ووتسيان وونغتالاي قتل ابنته ناتالي البالغة 11 شهراً مؤخرا وبث الجريمة مباشرة عبر فيسبوك (4 دقائق)، ثم انتحر. ووفق وكالة رويترز، تمكن الناس من مشاهدة المادة المصورة على حساب الوالد على فيسبوك لمدة 24 ساعة تقريباً قبل أن تحذف. ويظهر الجاني وهو يربط حبلاً على رقبة ابنته الرضيعة، فيما ثبّت طرفه الآخر في سقف منزل مهجور في بلدة بوكيت الساحلية، في الوقت الذي أوضح فيه ضابط شرطة أن انتحار الرجل لم يبث عبر الإنترنت لكن السلطات “عثرت على جثته بجوار ابنته”. وقال الضابط إنّ ووتسيان وونغتالاي “كان يعاني من بارانويا (جنون الارتهاب) بشأن زوجته التي هجرته ولم تكن تحبه”. وإثر نقل عدد من المؤسسات الإعلامية التايلاندية للمادة المصورة وهو ما أدى إلى امتعاض الكثير من المشاهدين، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنّ “مجلس البث الإخباري” في تايلاند أصدر بياناً، حثّ من خلاله وسائل الإعلام على عدم عرضها لأنّها “قد تؤدي إلى عنف من باب التقليد”. وتفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع الحادث بغضب، كما قدموا التعازي لأسرة الرضيعة. وتسلم أقارب الطفلة، ومن بينهم أمها، جثة الرضيعة وجثة أبيها من المستشفى الثلاثاء. وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلةٍ طويلة من الجرائم عُرضت عبر خاصية البث المباشر على فيسبوك. وردد ناطق باسم فيسبوك في سنغافورة “هذا حادث مروّع. لا مكان مطلقاً لمثل هذه المحتويات على فيسبوك”. والعبارة نفسها رددها ناطق آخر باسم فيسبوك قبل أسبوع تقريبا بعد بث مباشر لجريمة قتل راح ضحيتها رجل (74 سنة) قبل أن ينتحر القاتل بعدما حاصرته الشرطة. قالت الشرطة في تايلاند الأربعاء إنها ستبحث في كيفية تسريع حجب “المحتوى الإلكتروني غير اللائق”.لا تمتلك إدارة فيسبوك الكثير من الخيارات لمنع نشر مشاهد الجرائم الحية على الموقع يذكر أنه تم رفع مقطعي الفيديو على يوتيوب من قبل أشخاص آخرين، لكن الشركة التابعة لغوغل قالت إنها أزالتهما في غضون 155 دقيقة من لحظة إبلاغها بالأمر. ويزداد الجدل حول الخطر الذي بات يحيط بتقنية البث المباشر على فيسبوك، بعد أن تعددت عمليات القتل والانتحار أمام أعين الجميع. وكانت شركة فيسبوك قد أعلنت الأسبوع الماضي عن مراجعتها لسبل مراقبة تصوير مشاهد تنطوي على العنف، وغيرها من المواد المرفوضة. لا يعتقد ريموند سوريت، وهو أستاذ في العدالة الجنائية بجامعة سنترال فلوريدا أنَّ إدارة فيسبوك لديها الكثير من الخيارات لمنع نشر مشاهد هذه الجرائم على الموقع، وقال سوريت “إذا تلقيتَ مكالمةً مُزعجة، فأنت لا تلوم الشركة المُصنِّعة للهاتف”، ولكنَّه يؤمن بأن شركة فيسبوك مسؤولة عن حذف مقاطع الفيديو ومشاهد البث المباشر بأقصى سرعةٍ ممكنة. وأضاف “كلما قلَّت فترة وجود المقطع على الموقع، قلَّت احتمالية نسخه”. وبالإضافة إلى تحسين جودة تدفق التقارير، ستستخدم شركة فيسبوك الذكاء الاصطناعي لمنع إعادة مشاركة المحتوى نفسه، وتعهَّدت بتحسين عملية المراجعة في الموقع. وبغض النظر عن مسؤولية شركة فيسبوك، ففي الحقيقة إن مشهد القتل حظيَ بهذا العدد الهائل من المشاهدات، وإن إصداراً واحداً من الفيديو حظيَ بأكثر من 1.6 مليون مشاهدة، سلَّطت الضوء على الجانب السيء من الطبيعة الإنسانية. وقال سوريت “هذا هو السبب نفسه الذي يدفع الناس إلى الإبطاء في مشاهدة حوادث تصادم السيارات. إذ يجذب الجانب المظلم جميع الناس”. وبالتأكيد لا يريد جميع الناس الإبطاء، والتحديق في الحادثة شاغرين أفواههم، بيد أن طبيعة مُشاركة المحتوى على فيسبوك وتويتر والمنصات الأخرى تعني أنَّ الفيديو الذي انتشر انتشاراً واسعاً، والذي تحوَّل في بعض الأماكن إلى صور GIF متحركة، قد وجده مستخدمو موقع فيسبوك على صفحاتهم دون أن يرغبوا فيه، نتيجة مشاركة الناس له بكثرة. يذكر أن مؤسس فيسبوك ورئيسه التنفيذي مارك زوكربيرغ، أعلن في 6 أبريل 2016، عن إطلاق خدمة البث الحي بالفيديو لكل المشتركين في الموقع، بعد أن كان مقتصراً من قبل على الصفحات فقط. وأفاد زوكربيرغ في منشور ورد على صفحته في فيسبوك حينها، بأن الهدف من هذا القرار الجديد هو جعل فيسبوك مكاناً أسهل لإنتاج وتبادل واكتشاف أشرطة الفيديو الحية لكل مستخدمي الموقع. وأضاف أن خدمة البث الحي الجديدة تجعل الشخص كأنه يحمل جهاز تلفزيون في جيبه، بحيث يمكن لأي شخص يملك هاتفاً الآن أن يبث الفيديو الحي نحو أي شخص آخر وفي أي مكان من العالم. واعتبر مالك أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم أن التفاعل الحي يجعل المستخدم يحس بالتواصل مع الآخرين بشكل شخصي أكثر، من خلال تعبيره “وهذا تحول كبير في كيفية تواصلنا”.

مشاركة :