بلل الإرهاب - ناصر الحزيمي

  • 5/13/2014
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الشاعر: ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء يقال: إن قائل هذا البيت هو الحسين بن منصور الحلاج المقتول في بداية القرن الرابع (سنة 309 ه). على كل حال لن أتناول هنا الحلاج وشطحاته وما باح به من اسرار شيخه الشبلي، فدعا عليه حتى صلب، وقتل شر قتلة، وإنما سأتناول فكرة من ورط ولازال يورط مجموعة من الشباب تحت ذريعة الجهاد المقدس، فإذا ما شطحوا وغلوا تتالت بيانات التبرؤ منهم، ومن افعالهم المشينة. من قتل عشوائي وتكفير بالجملة، ومحاكمات صورية فكاهية، وأحكام ما أنزل الله بها من سلطان، هل يظن من أرسلهم بذريعة الجهاد أنهم سيراعون العدل، والحكمة، والرحمة، والبصيرة في تصرفاتهم في أرض المعركة ومن الذي أقنع هذا الشيخ أو ذاك أن مجرد رفع السلاح في وجه الظلم هو جهاد تحت راية حق وعدل، وخذ داعش مثلا هل تعتبر رايتها راية حق وعدل؟ وهم الذين شوهوا سمعة الإسلام والمسلمين بل كفروا المسلمين بنفس طريقة الخوارج الحرورية القدماء. ان منع علماء الدين الربانيين الخروج للجهاد إلا تحت راية ولي الأمر، وتشديدهم في ذلك لهو خير دليل على بصيرتهم بالحروب، والفتن وما ينتج منها من ظلم، وعدوان ومخالفات شرعية، وانسانية، وتعدّ على الأمن والأمان وانفلات؛ لهذا السبب تجد الكثير ممن كان تكفيريا أصبح يعلن التبرؤ من سلوك داعش غير المنضبط والمخالف لتعاليم الإسلام الحنيف ولو جادلت احدهم لقال لك نحن ضد سلوك داعش وممارساته المشينة وخذ مثلا البيان الذي اصدره دهاني السباعي ود. طارق عبدالحليم في التبرؤ من جميع الجماعات الجهادية خصوصا علما، أن احدهما وهو الدكتور هاني السباعي لطالما غرر بالشبان ولطالما دعم هذه الجماعات المتطرفة فكرا وتنظيرا وتعاطفا ولكن ما الذي حدث وتغير؟ الذي حدث أن جماعات الجهاد بدأت تتفلت من بين يدي القيادة التاريخية وأصبحت عارا على من ينتمي لها، أو من يتعاطف معها خصوصا أن الفضائح لم تعد مستترة كما كان في السابق، بل أصبحت تصل للمتابع في جميع انحاء الأرض بالتو والساعة فما كان يستر، ويغطى، ويكذَّب أجهزة التواصل تبثه كما هو، فقتل المجاهد للمجاهد وقتل المجاهد للمدني، وتقطيع الأيدي والضرب بالمطارق على الأيدي كل ذلك لم يعد ظنيا ومتقولا بل أصبح يمارس امام الكاميرات وعلى رؤوس الأشهاد..

مشاركة :