لم يعد من النادر بالنسبة للنساء أن يكسبن دخلا أعلى من أزواجهن. ففي عام 2015، على سبيل المثال، بلغت نسبة الزوجات في الولايات المتحدة اللواتي يحصلن على دخل أعلي من أزواجهن 38%، لكن العديد من النساء لا يزلن متناقضات بآرائهن حيال كونهن معيلات. تحاول آشلي فورد، التي تشعر بالقلق من كونها تحصل على دخل يزيد على دخل زوجها بنسبة 70%، أن تفهم لماذا تشعر الكثير من النساء من جيل الألفية بالقلق، بل حتى الخجل، بشأن تداعيات نجاحهن على علاقاتهن مع أزواجهن. ردود الفعل التي تتلقاها النساء من ثقافة المجتمع واضحة: الرجال يجب أن يكسبوا أكثر حتى يعيلوا أسرهم، وإن لم يفعلوا فهذا دليل على وجود مشكلة. هذه الرسائل تؤدي إلى «عواقب نفسية وعاطفية لا يمكن تفاديها»، كما كتبت فورد. فالنساء يشعرن بالذنب بينما يشعر الرجال بالعجز والضعف. بعض النساء اللواتي تحدثت إليهن فورد يتغاضين عن الموضوع. في حين أن هناك عددا قليلا منهن يرغبن في أن يكسب أزواجهن أكثر منهن، لكنهن لا يردن لهم أن يعملوا في وظائف غير مرضية وغير مجزية. البعض الآخر، مثل فورد، يرغبن في أن تتغير وأن تتكيف الثقافة المجتمعية مع فكرة أنه لا يهم من يجلب الخبز للمنزل طالما أن الأسرة لديها طعام. ومع ذلك، فإن تقارير فورد تظهر إلى حد كبير كيف أن جني أموال أكثر يترتب عليه آثار سلبية بالنسبة للمرأة. فهن يشعرن بالقلق بل وحتى الاستياء. وتقول: «خلافا للمسار التقليدي للرجال الذين يكسبون المزيد، أو يكونون المعيل الوحيد للأسرة، فإن معظم هؤلاء النساء من جيل الألفية إما يعتقدن أن جني دخل أعلى من أزواجهن هو أمر مؤقت، أو يرثين ويأسفن لفكرة أنه قد لا يكون كذلك». وتفيد منى شلبي من موقع fivethirtyeight.com أن الرثاء الذي سمعته مدعوما بالبيانات. ولخصت نتائج جامعة شيكاغو بوث لإدارة الأعمال قائلة إنه في العينة التي خضعت للدراسة، زاد عدم الرضا لدرجة يمكن أن تؤدي إلى الطلاق، «عندما بدأت المرأة في الحصول على دخل يزيد عما يجنيه زوجها». ويبدو أن قيمة الفارق ليست مهمة. فبحسب شلبي «إذا كانت الزوجة تكسب أكثر قليلا أو أكثر من ذلك بكثير فإن ذلك لا يحدث في الواقع فرقا كبيرا». ووجدت جامعة شيكاغو أنه حتى الزوجة التى تجني 5 آلاف دولار في السنة أكثر من زوجها تكون معرضة بشكل كبير لخطر الطلاق. قد تشعر بعض النساء بعدم الرضا في علاقاتهن. لكن ما يثير قلق الكثير من النساء يكمن في صعوبة إعاشة الأسرة أو حتى إعالتها في الأساس على دخل واحد، لأن الدخل في ركود في حين ارتفعت تكاليف الضروريات مثل التعليم والإسكان ورعاية الأطفال. وفي هذه الأيام، أن يعيل المرء أسرة وأطفالا أمر يصعب على الرجال والنساء على حد سواء. لكن بما أن النساء يحصلن في المتوسط على دخل أقل من الرجال، خاصة إذا كان لديهن أطفال، وما زلن هن من يقوم بالأعمال المنزلية، فإن العبء الذي تتحمله المرأة كمعيل أكثر صعوبة، حتى إن استثنينا نظرات قلة الاحترام والازدراء من الجيران والتعليقات اللاذعة والحقودة من الأقارب. لا عجب إذن أن تكون النساء منهكات حد الاستنزاف، وفقا لفورد، فهن يقمن بشيء صعب ويوبخن على ذلك. والمسألة، على كل حال، ليست أن النساء لا يرغبن في كسب أموالهن الخاصة: فقد ذكر مكتب إحصاءات العمل في عام 2014 أن «معظم الأمهات اللواتي شملتهن الدراسة يرغبن في العمل بدوام جزئي أو بدوام كامل». لكن المرأة تفضل تقاسم المسؤولية، كما يفضل الرجال ذلك أيضا. فالأسر التي يعمل فيها كلا الشريكين أصبحت هي القاعدة. وتقول ستيفاني كونتز لصحيفة نيويورك تايمز انه «عندما يسأل الشباب الأميركي عن تطلعاتهم العائلية، فإن الأغلبية الكبيرة تختار تشارك الإعالة وتربية الأطفال إذا ذكر خيار سياسات العمل الصديقة للأسرة». وتضيف كونتز: «قد يكون الوضع المثالي هو الذي يتمتع فيه طرفا العلاقة بوظائف مجزية ومربحة، مستشهدة بـ«المزايا المالية للأسر التى يعيلها الزوج والزوجة على الأسر التي يعيلها الذكور، وهو وضع زاد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة». والمشكلة هي أن تأمين وظيفة واحدة مرضية ومربحة لكل أسرة أمر صعب بما فيه الكفاية، فما بالكم بالحصول والحفاظ على اثنتين للأسرة الواحدة. لكن هل من السهل تغيير الأفكار حول دور الرجل والمرأة؟ كتبت فورد أن «الغالبية الساحقة من نساء جيل الألفية المعيلات لأسرهن لا يعتقدن أن الرجال في حياتهن يجب أن يشعروا بالضعف والعجز بسبب الفجوة في الدخل». وهن الآن ينتظرن الغالبية الساحقة من الرجال أن يتكيفوا ويقبلوا بالواقع.
مشاركة :