صراحة – (رويترز) – قالت مصادر من المعارضة السورية المسلحة ومصادر إقليمية إن إسرائيل قصفت يوم الخميس مستودعا للأسلحة تديره جماعة حزب الله اللبنانية قرب مطار دمشق مستهدفة أسلحة تنقلها طائرات تجارية وطائرات شحن عسكرية من طهران. وأظهر فيديو عرضته قناة تلفزيونية لبنانية ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي أن الضربات الجوية الإسرائيلية التي وقعت قبل الفجر أدت لنشوب حريق في محيط المطار الواقع شرقي دمشق مما يشير إلى إصابة مصادر وقود أو أسلحة تحتوي على متفجرات. وذكر التلفزيون السوري أن إسرائيل قصفت موقعا عسكريا سوريا جنوب غربي مطار دمشق بالصواريخ فجر يوم الخميس لكنه لم يذكر إصابة أي أسلحة أو مخازن وقود. وأضاف نقلا عن مصدر عسكري أن “العدوان الإسرائيلي” أسفر عن انفجارات بالموقع نتجت عنها خسائر مادية. وفي مؤشر على التوتر المتزايد المرتبط بالصراع انتقدت روسيا حليف دمشق الضربة الإسرائيلية وقالت إنه ينبغي احترام السيادة السورية. ولا تعلق إسرائيل عادة على أي تحرك لها في سوريا. لكن إسرائيل كاتس وزير المخابرات أدلى بتصريحات لراديو الجيش من الولايات المتحدة تؤكد التحرك الإسرائيلي فيما يبدو. وقال “الواقعة التي حدثت في سوريا تتماشى تماما مع سياسة إسرائيل بالتحرك لمنع إيران من تهريب الأسلحة المتطورة لحزب الله عبر سوريا”. وتابع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “قال إننا سنرد كلما نحصل على معلومات تشير إلى نية لنقل أسلحة متطورة لحزب الله”. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي “لا يسعنا التعليق على مثل هذه التقارير”. ونقل مصدران كبيران في المعارضة السورية في منطقة دمشق عن مراقبين على المشارف الشرقية للعاصمة قولهم إن خمس ضربات أصابت مستودعا للذخيرة تستخدمه فصائل مسلحة تدعمها إيران. وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الضربات أصابت مستودعات ومخازن وقود وخلفت خسائر مادية فقط ولا خسائر بشرية. * روسيا وإيران تدعمان الأسد تدعم روسيا وإيران وفصائل شيعية في المنطقة من بينها حزب الله الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب السورية المستمرة منذ ست سنوات. وحزب الله حليف مقرب من طهران وعدو لدود لإسرائيل. ويقول منشقون عن الجيش السوري على دراية بالمطار إنه يلعب دورا كبيرا في نقل الأسلحة من طهران. ويقول المنشقون إن طائرات عسكرية وطائرات شحن تجاري تنطلق من إيران لإمداد حزب الله وفصائل أخرى بالسلاح. وتتوجه الطائرات مباشرة من إيران إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي. ويضيف المنشقون أنه إلى جانب الأسلحة يتوجه مئات المقاتلين الشيعة من العراق وإيران جوا إلى مطار دمشق الدولي. وتقدر مصادر من المخابرات بأن أعدادهم تتراوح بين عشرة آلاف و20 ألفا وتقول إنهم يلعبون دورا كبيرا في الحملات العسكرية التي يشنها الجيش السوري. وتنأى إسرائيل بنفسها عن الحرب في سوريا إلى حد بعيد لكن دائما ما يشير مسؤولوها إلى خطوط حمراء سبق وأن دفع تجاوزها لرد عسكري تتمثل في نقل الأسلحة المتطورة لحزب الله و تأسيس “مواقع إطلاق” لشن هجمات على إسرائيل من مرتفعات الجولان. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في تصريحات بمؤتمر أمني في موسكو يوم الأربعاء إن إسرائيل “لن تسمح بحشد قوات إيران وحزب الله على حدود مرتفعات الجولان”. وأجرى ليبرمان محادثات خلال الزيارة مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ووزير الخارجية سيرجي لافروف في إطار جهود إسرائيلية للتنسيق مع موسكو بشأن التحركات في سوريا وتفادي خطر المواجهة. وذكر بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية أن ليبرمان عبر للوزيرين عن القلق من “النشاط الإيراني في سوريا واتخاذ إيران من الأراضي السورية قاعدة لتهريب السلاح لحزب الله في لبنان”. وقال دبلوماسي غربي إن الضربات الجوية بعثت برسالة سياسية قوية لإيران مفادها أنها لن تستطيع بعد الآن استخدام المجال الجوي لسوريا والعراق في إعادة إمداد وكلائها في سوريا. وقال كاتس في مقابلة مع رويترز من واشنطن يوم الأربعاء إنه يسعى لتفاهم مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بألا يسمح لإيران بتأسيس موطئ قدم عسكري دائم في سوريا. وقدر مسؤولون إسرائيليون أن إيران تقود نحو 25 ألف مقاتل في سوريا بما في ذلك أفراد من الحرس الثوري ومسلحون شيعة من العراق وأفغانستان وباكستان. وقالت إسرائيل إن حزب الله يملك ترسانة أسلحة تضم أكثر من مئة ألف صاروخ يمكن للكثير منها قصف أي منطقة داخل إسرائيل. وسقط 1300 قتيل في آخر مواجهة بين الجانبين.
مشاركة :