صحيفة وصف : نشر شبان فيديوهات لهم وهم يقومون بذبح وتقطيع عدد من حيوانات القنفذ تمهيداً لطبخها بمزاعم أن لحمها طري ولذيذ. وظهر الشبان في هذه الفيديوهات وهم يقومون بسلخ القنفذ وشيه بالرغم من أنه يتغذى على العقارب والثعابين وصغار الفئران، ما قد يتسبب لهم بأمراض خطيرة. ووجدت هذه المقاطع ردود فعل واسعة في موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، وطالب متابعوها بمحاسبة هؤلاء على هذا العبث البيئي الغير مبرر. بدورها توجهت ” للباحث في الحياة الفطرية ومؤلف كتب سلسلة رواد الصحراء محمد سليمان اليوسفي، وبسؤاله عن مثل هذه التصرفات وكيف يراها من زاويته؟ قال: “نشر صور وفيديوهات بزعم الصيد تثير الاشمئزاز صار يشبه الظاهرة بعدما اندفع “مع طفرة استخدام شبكات التواصل” أشخاص أصيبوا بهوس الخروج عن مألوف الناس بغرض لفت الانتباه أو بدافع عقد نقص أو بسبب جهل يعود إلى خرافات ومقولات شعبية، وبالتدريج أصبح مراهقون آخرون يقلدون هؤلاء الحمقى دون وعي”. وأشار: “وفيما يتعلق بالصيد وفي ظل الغياب الإعلامي والضعف الميداني للجهات المعنية بالبيئة والحياة الفطرية، وأخصّ وزارة البيئة والمياه والزراعة والهيئة السعودية للحياة الفطرية توسعت دائرة الأخطاء حتى بلغ الهوس استمراء التعدي على المحميات الوطنية الطبيعية التي تصرف عليها الدولة الملايين من ميزانيتها، والشاهد في ذلك تكرار التباهي بصيد الغزلان والوعول المهددة بالانقراض من داخل المحميات ونشر ذلك على شبكات التواصل ومن حسابات المخالفين أنفسهم وبأسمائهم الشخصية”. وتابع: “ولم يحدث أن قرأنا عن تطبيق الأنظمة تجاههم والتشهير بهم حسب ما تنص عليه الأنظمة، بل وصار الصيد بالشباك ممارسة تجارية وعبثية مخالفة لاتفاقيات دولية وقعت عليها المملكة، ويحدث ذلك في مرأى من الجهة المعنية في الالتزام ببنودها والحفاظ على سمعة المملكة في الوفاء بالاتفاقيات، وأعتب على كتاب رأي وإعلاميين وشخصيات بارزة كانت تهتم بالشأن البيئي والحفاظ على سلامة الحياة الفطرية وتوارت عن نقد هذا المشهد المسيء إلينا ربما خشية منهم من سطوة الإعلام الجديد “الشعبوي” الذي صار يرى أن مثل هذه القضية لا تستحق التناول قبل قضايا أخرى لها أولوية ملحّة في سلم ترتيب هموم واحتياجات المواطن”. وتابع قائلاً: “وألفت نظر هؤلاء أنه يوجد تقارير وأخبار في الصحافة الغربية بل والمحطات العربية تتلقف الأخطاء التي يرتكبها مراهقون من أبنائنا في شبكات التواصل وتعرضها في قالب يسيء إلينا وتظهرهم بشكل غير مباشر بأنهم “سعوديون همجيون متخلفون” مثل تناول حادثة أكل سعوديين للحم الذئب، وأدعوهم إلى تكرار تناول هذه الأخطاء وتقبيحها للضغط والتمهيد لإجبار الجهات المعنية للقيام بدورها الميداني كما ينبغي وبردع هؤلاء المراهقين المسيئين إلينا”. واختتم: “ولا ينبغي ألا تدفعنا ممارسات وأخطاء أبنائنا المراهقين إلى هذا التردي وكأننا جوعى ننتظر أحدا يفتي لنا بجواز أكل مخلوقات تعف عنها نفس المسلم. وعلى أيّ حال فهو مخلوق يؤدي دوره في التوازن الطبيعي بين الأحياء الفطرية، بل يخدم الإنسان بأنه من ألد أعداء العقارب والثعابين السامة، وأرى من واقع بحث أن علماءنا الأفاضل قد يفتون بعدم جواز أكل كثير من الطيور والأحياء الفطرية إذا عرفوا طبيعة غذائها الذي يعتمد على الجيف والقاذورات أي أن لحمها مبني على محرمات”. (0)
مشاركة :