بدأت كرة القدم في الأردن – بحسب الروايات التاريخية - مع الأخوين علي وحسني سيدو الكردي اللذين قضيا إجازة صيفية في القدس ووجدا آنذاك كرة يتم ركلها بين أبناء فلسطين في عهد الانتداب البريطاني فنقلا معها الكرة إلى عمان ومنها بدا الشباب الاهتمام بالرياضة الجديدة، وتم تشكيل الفرق التي نافست الفرق الإنجليزية في البلاد آنذاك. مر اثنان وعشرون عاما ثم انطلقت مسيرة الدوري الأردني عام 1944 من خلال بطولة دوري الدرجة الأولى بمشاركة أربعة أندية وهي الفيصلي، الأردن، الأهلي والهومنتمن. واللقب الأول ناله الفيصلي وحافظ عليه في العام التالي قبل أن يفوز به نادي الأردن في 1946 ثم توج الأهلي لثلاث مرات متتالية وبعد حرب 1984 وقرار انضمام أندية الضفة الغربية إلى الدوري في الأردن توسعت دائرة المنافسة ونجح الجزيرة بالفوز بلقب عام 1952 وهو الذي تأسس قبلها بخمسة أعوام وشملت نشاطاته عدة العاب وليس فقط كرة القدم. الجزيرة الذي كرر الانتصار بالدوري في عام 1955 وتصدر الترتيب في بطولة 1956 واحتسبت في سجلاته كثالث لقب دوري له لكنه بعدها عاش لسنوات طويلة في ظل النادي الفيصلي والذي هيمن على لقب الدوري المحلي منذ 1959 الى 1966 أي لثماني سنوات متتالية بينما تناوب الجزيرة والأهلي على نيل الوصافة. حرب 1967 وضعت شكلا جديدا للمسابقة المحلية مع غياب أندية الضفة الغربية عن المشاركة، فتم إعادة تصنيف الأندية في الأردن وإقامة بطولة تنشيطية شملت جميع أندية الضفة الشرقية وهي 26 ناديا قبل أن تصل ست منها إلى دون مستوى دوري الدرجة الأولى ومن بينها الجزيرة أيضا وليتكرر السيناريو، الجزيرة يقدم أداء كرويا جميلا بحسب ما يتذكره معاصروا تلك الفترة ولكن يبقى دوما غائبا عن المركز الاول الذي ناله الفيصلي والأهلي ثم جاءت النكسة الكروية الأبرز للنادي العريق بهبوطه الى الدرجة الثانية في 1977. نقطة التحول الأبرز كانت في العام التالي بنجاح نادي الوحدات في الوصول للعب بين الكبار واجتذابه قاعدة جماهيرية لا يستهان بها خاصة في موقعه في شرق العاصمة الاردنية وعندما عاد الجزيرة الى دوري الاولى في 1979 كان بانتظاره مفاجأة أن جماهير طالما شجعته في سنوات ماضية وجدت لها فارسا جديدا يبحث عن الألقاب في نادي الوحدات والذي سرعان ما بات قطبا ثابتا في الدوري الذي ناله لأول مرة في 1980 بمسمى الدوري الممتاز. الجزيرة عاش سنوات طويلة كأحد فرق الترتيب المتوسط بالدوري واكتفى بعدها بنيل لقب الكاس في 1984 واتبعه بالتتويج بكاس الكؤوس – كاس السوبر الاردني- في العام التالي إلى جانب لقبين اثنين في مسابقة درع الاتحاد الاردني- ثالث البطولات الاردنية – المستحدثة. الجزيرة وصيف دوري 2015 حضر بفضل ذلك المركز في اول مشاركة قارية له وودع كاس الاتحاد الاسيوي في دور الستة عشر أمام نادي الجيش السوري ونجح الموسم الحالي بوضع نفسه على بعد تسعين دقيقة من لقب الدوري الاردني بعدما تصدر الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن الفيصلي قبل جولة من الختام، الجزيرة امام تحدي نيل لقب غائب منذ 61 عاما عن خزائنه وهو ينافس ايضا في نصف نهائي مسابقة الكأس للموسم الحالي ولعل الانتظار الطويل يحمل في طياته ثنائية محلية وتعيد اسم الجزيرة الى الواجهة وربما بعض من جماهيره الوفية.
مشاركة :