عمرو عبيد (القاهرة) ألقت نتائج ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بظلالها على مسيرة الموسم الحالي، بالنسبة للفرق التي شاركت في تلك المرحلة المتقدمة من المسابقة القارية، ولعل بايرن ميونيخ وموناكو المثالين الأبرز خلال الأسبوع الماضي، حيث ظهر التأثير السلبي لخروج «البافاري» من دوري الأبطال على يد ريال مدريد بعد مواجهة ماراثونية، خاصة في لقاء الإياب. ورغم الأخطاء التحكيمية التي أثارت جدلاً واسعاً، إلا أن الإحباط المسيطر على «العملاق الألماني» قد يستمر حتى نهاية الموسم الجاري الذي أوشك على الانتهاء، فالبايرن عقب انتهاء مغامرته القارية تعادل مع ماينز صاحب المركز الـ 13 في جدول ترتيب البوندسليجا بهدفين لكل منهما، والغريب أن الفريق لعب بتشكيلته الأساسية باستثناء حارسه المصاب نوير، ومع ذلك تأخر متصدر الدوري مرتين في تلك المباراة وكان هو صاحب التعادل في كل مرة، ثم كان السقوط في نصف نهائي بطولة الكأس المحلية أمام بروسيا دورتموند الجريح، بعد الخروج من الدور ذاته في دوري الأبطال، ليبدو الموسم الأول لأنشيلوتي غير جيد مع اقترابه من الفوز بلقب الدوري. ورغم عودة البافاري من التأخر بهدف والتقدم بهدفين بعد مرور أكثر من ساعة من عمر المباراة، لكن 5 دقائق كانت كافية للأسود والأصفر للإجهاز عليه والفوز في النهاية، وقبلها بأربعة أيام، حقق دورتموند فوزاً بذات النتيجة على مونشنجلادباخ في الدوري، ليتجاوز سريعاً أحزان الإقصاء الأوروبي أمام موناكو الفرنسي، الذي فاز عليه ذهاباً وإياباً لينقذ موسمه من الخروج صفر اليدين، في حين لن ينسى البايرن هذا الموسم المحبط الذي سينهيه بأقل عدد من البطولات مقارنة بمواسم سابقة ! على جانب آخر، فإن موناكو الذي سجل تاريخاً جديداً بالتواجد في نصف نهائي دوري الأبطال للمرة الرابعة في تاريخه، مسجلاً رقمياً قياسياً فرنسياً لم يعنه كثيراً أن يواجه باريس سان جيرمان بفريق من اللاعبين البدلاء، خلال نصف نهائي الكأس المحلية أيضا، حيث يظهر بشكل واضح اهتمام الفريق صاحب اللونين الأحمر والأبيض برحلته الأوروبية، ورغبته في بلوغ النهائي الحلم بجانب الحفاظ على موقعه في صدارة الدوري الفرنسي بـ 80 نقطة، مثل رصيد سان جيرمان متفوقاً بفارق الأهداف، وتأكد ذلك تماماً عندما لعب بتشكيلته الأساسية أمام أولمبيك ليون قبل ثلاثة أيام فقط، من خوض لقاء الكأس أمام منافسه اللدود الذي فاز عليه بخمسة أهداف نظيفة. وفي الإطار ذاته، رفض ليو ميسي قائد برشلونة الاستسلام لحالة الإحباط عقب الخروج من دوري الأبطال على يد يوفنتوس، فالفريق الكتالوني الكبير لن يقبل بإنهاء الموسم دون حصد بطولة كبرى، ولهذا كانت العودة الكبيرة في كلاسيكو الأرض أمام ريال مدريد بهدف قاتل للساحر الأرجنتيني، ليشعل المنافسة على لقب الليجا الإسبانية بعد تصدر فريقه للقمة بفارق الأهداف أيضا عن غريمه الملكي، واستمرت الصحوة بانتصار شهد تسجيل 7 أهداف في مرمى أوساسونا مقابل هدف واحد، وفي الجهة الأخرى وبعد تأهل عصيب للميرنجي إلى نصف النهائي القاري على حساب البايرن جاء السقوط أمام البارسا ليضع عبئاً زائداً على عاتق زيدان وكتيبته المطالبة باللعب بقوة في الدوري الإسباني، ومحاولة التغلب على فريق العاصمة الثاني أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال، وهو ما جعل الفرنسي يشرك الفريق الثاني من البدلاء في مواجهة ديبورتيفو لاكورونيا الذين كانوا عند حسن الظن بالفوز 6/ 2، لكن يبقى السؤال.. هل سيدفع زيدان بالبدلاء أيضا أمام فالنسيا وإشبيلية من أجل حلم الكأس الأوروبية؟ أما الأتليتي، فلم يتمكن من الحفاظ على بوصلة خط سيره الأخير، فبعد بلوغ نصف النهائي على حساب ليستر سيتي لم يكن أمامه خيار بديل عن اللعب بالأساسيين أمام إسبانيول وفياريال في الدوري، من أجل تأمين المركز الثالث المؤهل إلى البطولة القارية في العام المقبل، صحيح أنه فاز على إسبانيول، لكنه خسر أمام الغواصات الصفراء، ليتقلص الفارق بينه وبين إشبيليه الرابع، وزادت خسائره بإصابة نجمه البلجيكي كاراسكو قبل الاستعداد لمواجهة الريال في الثاني من مايو القادم. أخيرا تبدو الأمور رائعة هناك في إيطاليا، بالنسبة لليوفي بعد التأهل القوي والمستحق على حساب البارسا ثم الفوز بسهولة برباعية نظيفة في شباك جنوى، ولا توجد أي مشكلة لدى فريق السيدة العجوز الذي يؤمن قمة الكالتشيو بفارق 8 نقاط عن روما الوصيف قبل مواجهة موناكو منتصف الأسبوع المقبل، ويختلف الوضع كلية مع ليستر الانجليزي الذي انتهى موسمه تماماً عقب الإقصاء الأوروبي ووجوده في المركز الخامس عشر في ترتيب البريميرليج، بما يعني فشله في تحقيق أي إنجاز في هذا العام، ومع فقده لطموح جديد خسر أمام أرسنال بعد مباراة أتلتيكو، ويسعى الثعالب فقط لضمان البقاء والابتعاد تماما عن مخاطر الهبوط إلى الدرجة الأدنى، أملاً في موسم قادم يعيد إلى الأذهان سطوة الثعالب المتوجة بلقب البريميرليج في الموسم الماضي !a
مشاركة :