غزة: «الخليج»، وكالات عمَّ الإضراب الشامل، أمس، الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم الثاني عشر على التوالي، في خطوة «غير مماثلة منذ سنوات».وأغلقت المؤسسات الحكومية والمدارس، ومحال تجارية أبوابها، استجابة للإضراب الشامل، لدعم وإسناد نحو 1800 أسير فلسطيني يخوضون الإضراب المفتوح عن الطعام من أجل تحقيق مطالب إنسانية عادلة، لتحسين ظروفهم الاعتقالية في السجون. وشهدت مدن فلسطينية رئيسية مسيرات تضامنية، تدعم الأسرى، وتندد بالانتهاكات «الإسرائيلية» الجسيمة بحقهم.وقالت اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الأسرى، إن الهدف من الإضراب الشامل تسخير اليوم لدعم صمود الأسرى، ويستثنى منه طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) والمرافق الصحية.وقالت اللجنة، إن حراكاً فاعلاً سيشكل على المستوى المحلي والدولي وفي الدول العربية والأوروبية والسفارات، وستتم دعوة المنظمات الحقوقية والإنسانية للوقوف أمام مسؤولياتها في هذا الإضراب.وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره «حماس» في غزة، أن اللجنة الإدارية الحكومية أصدرت توجيهاً بضرورة التعاطي مع فعاليات إسناد الأسرى المضربين بإعلان إضراب شامل بالمؤسسات الحكومية.وأعلنت لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية بعد اجتماعها في غزة، أول أمس، عن إضراب شامل في الضفة الغربية وقطاع غزة إسناداً لإضراب الأسرى. كما دعت غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة إلى إضراب تجاري شامل، وإغلاق كافة المحال التجارية، والتوجه إلى خيمة الاعتصام في ساحة السرايا لمؤازرة الأسرى في مطالبهم الشرعية.وأكدت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الإضراب الذي شرع فيه 1500 أسير يوم السابع عشر من الشهر الجاري، تتسع دائرته يومياً، بانضمام أسرى آخرين، بهدف إنهاء سياسة العزل الانفرادي والاعتقال الإداري، وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية داخل السجون.وزار مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لليوم الثاني على التوالي، الأسرى المضربين عن الطعام؛حيث زاروا سجن «جلبوع» والتقوا بجميع المضربين عن الطعام، وبهذا تكون اللجنة قد زارت المئات من المضربين عن الطعام في سجني «نفحة» و«جلبوع» خلال اليومين الماضيين.وأعلن مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقدس والضفة الغربية «كريستيان كاردون» أن اللجنة ستقوم بترتيب زيارات إضافية للمضربين الآخرين خلال الأيام القادمة، مضيفاً: «نحن على وعي تام بأننا حالياً نقطة الاتصال الوحيدة للمعتقلين المضربين عن الطعام مع العالم الخارجي. ومن هذا المنطلق، أعطيت الأولوية لتبادل الرسائل الشفهية (السلامات) بين المعتقلين وذويهم. ويعمل المندوبون بشكل مكثف ولساعات طويلة من أجل تأمين وصول هذه الرسائل للعائلات على أسرع وجه».وفي وسط مدينة رام الله، في الضفة الغربية المحتلة، كانت الشوارع خالية تماماً مع إضراب وسائل النقل العام وأغلقت المحال أبوابها بالإقفال. وبدت الشوارع التجارية والأرصفة التي تكون مكتظة في العادة هادئة تماماً، بينما تجمع عشرات من الفلسطينيين في خيمة اعتصام للتضامن مع المضربين.وقال خليل رزق، رئيس اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية «هذا الإضراب العام غير مسبوق منذ سنوات»، مشيراً إلى أن «كافة القطاعات الفلسطينية كالنقل والمخابز والمتاجر وكل القطاع الخاص والمؤسسات التجارية ملتزمة بالإضراب»، مؤكداً أن هذه «البداية».وأصيب 9 شبان، 6 منهم بالرصاص الحي، و3 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال المواجهات التي اندلعت بالقرب من حاجز «بيت ايل» المدخل الشمالي لمدينة البيرة. وأصيب شاب بالرصاص الحي في البطن والقدم، وآخر برصاصتين في الظهر والرجل، إضافة إلى 4 آخرين بالرصاص الحي في الرجل. كما أصيب 3 شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أحدهم كانت إصابته بالوجه. وألقى الشبان المتضامنين مع الأسرى الحجارة على جنود الاحتلال، فيما أطلق الجنود الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز نحوهم.وشارك المئات من الحقوقيين والنشطاء في سلسلة بشرية وسط محافظة رفح جنوب قطاع غزة، تضامناً مع الأسرى المضربين. ونظمت السلسلة بدعوى من «الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون» بمحافظة رفح، بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني، وهيئة العمل الوطني، وحشد من المواطنين والنشطاء. ودخل 500 قيادي وكادر في حركة «الجهاد الإسلامي» بقطاع غزة في إضراب عن الطعام ليوم واحد في ساحة السرايا وسط مدينة غزة تضامناً مع الأسرى.وقالت حركة «الجهاد»، إن المشاركين في الاعتصام سيضربون عن الطعام ليوم واحد، في رسالة دعم ونصرة للأسرى، ولتأكيد عزم الحركة على الوقوف جنباً إلى جنب مع الأسرى حتى يحققوا الانتصار.
مشاركة :