الشيف هدى البوسعيدية: موهبة الطبخ ورثتها عن أمي

  • 4/28/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مسقط: «الخليج» لم يُعلم الشيف هدى البوسعيدية أحد الطبخ، ولم تدرسه، لكنها أتقنته بفضل حبها له وشغفها به، وقادتها موهبتها للعمل في مطعم راقٍ مختص بتقديم المأكولات التقليدية العمانية كالشوا والعوال وغيرهما من الأطباق، لتثبت أن الموهبة تتطور بالتعلم، لكن الأخير لا يفيد وحده. وفي الحوار التالي تحدثنا البوسعيدية عن موهبتها وعملها، وأعطتنا بعض النصائح والأسرار.. التفاصيل في السطور التالية: } من أنتِ؟ ولماذا اخترت مجال الطبخ؟ - اسمي هدى البوسعيدية، 32 سنة، من ولاية العامرات. بدأ تعلقي بفن الطبخ يتبلور منذ الصغر، إذ كنت دائمة الالتصاق بوالدتي. أراقبها كيف تعد الأطباق الشهية بنظرة متفحصة متسائلة ومهتمة وفضولية وليست بنظرة عادية كأي طفل. واكتشفت مع الوقت أن هوايتي الأجمل والأحب إلى قلبي هي قضاء الوقت في إعداد الطعام. ومع الوقت تعلمت هذا الفن رويداً رويداً من مشاهدة أمي وأبي أيضاً وأختي الكبرى، وكنت أركز على أي طبق يتم إعداده من حيث نوعية وكمية البهارات التي توضع له، وكيف نبدأ بتحضيره، وكل ذلك من غير أن أوجه أي سؤال لهم. كنت أراقب بهدوء فقط وأتعلم. الطبق الأول } هل تذكرين أول مرة أعددت فيها طبقاً ما؟ - نعم، ما زلت أتذكر أول طبق عماني أعددته، وكنت آنذاك بعمر 10 سنوات فقط، ورغم صغر سني إلّا أنني حصلت على كل التشجيع من والدي ووالدتي لأنهما لمسا شغفي الكبير وحبي لهذا المجال وسمحا لي بالتجريب والمحاولة، وهو ما قادني لاحقاً إلى الانطلاق والإبداع في الطبخ، لأنه سمح لي بالتعبير عن موهبتي من غير تردد أو خوف من الفشل. } لماذا لم تدرسي لاحقاً فن الطهي؟ - لم تتح لي الفرصة للتخصص الدراسي، وعلى الرغم من معرفتي بأهميته فلم أشعر بأنني متوقفة عند ذلك أو بحاجة ماسة له في اختصاصي، فأنا تعلمت الطبخ من مطبخ والدتي فقط، حيث إن الأطباق التقليدية العمانية تحتاج إلى خبرة أمهاتنا وجداتنا لتحضيرها، وذلك يكفي باعتقادي. } أين خُضت تجربة العمل الأولى؟ حدثينا عمّا تقومين به. - العمل الأول لي كان ولا يزال، في مطعم بيت اللبان، وهو مطعم رائع يتميز بطابعه التقليدي العماني وموقعه الجميل الذي يطل على كورنيش مطرح البحري وطرازه العتيق، وهذا المطعم مختص بتقديم الأطباق التقليدية العمانية للعمانيين والسياح الأجانب الذين يرغبون بخوض هذه التجربة، والتعرف إلى البلد من نكهاته المميزة. فكما هو معروف فإنك لن تتعرف إلى أي بلد أو شعب عن قرب من دون أن تتذوق طعامه التقليدي، وتغوص في نكهاته التي تسرد لك الكثير عن تاريخ وحضارة هذا البلد. أعمل في هذا المطعم في مجال المأكولات الساخنة كالقبولي والمكبوس والهريس والعرسية وصالونات اللحم والدجاج والسمك وغيرها، من الأطباق الشهية. كما أهتم بعدة أمور أخرى منها توزيع الأدوار على كل أعضاء فريق العمل، والمتابعة الدقيقة لكل أنواع الأعمال، وتدريب المستجدين والملتحقين بالمطعم على كيفية طبخ الأكلات العمانية بإتقان ودقة. إلى جانب الإشراف على الأكل والتدقيق بجودة المذاق بعد الانتهاء من الطبخ، والإشراف على كيفية التقديم الذي يجب أن يكون مرتباً جداً. أسرار الوصفات } ما السر في إعداد وصفات ناجحة؟ وما الأخطاء التي ترتكبها بعض النساء؟ - الطهي الناجح يحتاج إلى المعرفة والفهم التام للمبادئ الأساسية وخصوصية كل طبق، وذلك يتطلب الإتقان في الطبخ بالدرجة الأولى، وبالتالي عدم التسرع في الطبخ حتى لا نحصد نتيجة غير مرضية. طبعاً هناك أخطاء كثيرة ترتكب بحكم العادة، ومن أهمها إضافة بعض المواد الكيماوية إلى الطبخ للإسراع بإنضاجه، فإضافة بيكربونات الصودا أثناء الطبخ تزيد من تلف الفيتامينات وفقدانها، ولا أنصح بها أبداً. الطهي على نار هادئة يعطينا دائماً نتائج أفضل. } بماذا تحلمين وإلى أين يصل طموحك؟ - حلمي أن أتمكن دائماً من إسعاد الناس عبر تقديم المذاق الطيب والشهي لهم، وأتمنى أن تزداد خبرتي مع الوقت وتتطور مهاراتي، حتى أرضي طموحي الكبير. إلّا أن حلمي الكبير الذي أتمنى أن يتحقق يوماً، هو أن يؤمن أحد ما بموهبتي ويتبنى مشروعي الصغير الذي أتخيله دائماً، ومساعدتي على امتلاك مطعم خاص بي بمستوى راقٍٍ. سأبقى أعد الأطباق بالعزيمة نفسها والشغف حتى يتحقق حلمي يوماً ما!

مشاركة :