بين القول والفعل!

  • 4/28/2017
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

من القضايا التي أثارها المرشح الرئاسي الجمهوري -آنذاك- دونالد ترامب ضد خصومه الديمقراطيين خاصة الرئيس أوباما إسرافه في النفقات السفرية، بمعنى أنه لا يكاد ينتهي من رحلة سفر حتى يبدأ أخرى، بما في ذلك الاستمتاع بإجازاته القصيرة والطويلة. طبعا في ذلك نوع من المبالغة المعتادة، لكن المعضلة أن لوسائل الإعلام عيون وآذان، إذ يؤكدون أن الواعظ ترامب بعيد كل البعد عن الالتزام بمواعظه.لا تنه عن خلق وتأتي مثلهعارٌ عليك إذا فعلت عظيموجاء في تقرير لمنظمة حقوقية شبه رسمية أن الرئيس ترامب قد كلّف خزينة الدولة قرابة 22 مليون دولار في رحلاته السفرية منذ توليه الرئاسة حتى تاريخ التقرير (أي خلال 80 يوما فقط)، في حين كلّفت جميع رحلات أوباما طيلة 8 أعوام (قرابة 3000 يوم) 97 مليون دولار فقط. والسبب الرئيس أن أوباما كان يقضى معظم إجازات نهاية الأسبوع في واشنطن أو في منتجع كامب ديفيد القريب من واشنطن، في حين يفضل ترامب الهرب من شتاء واشنطن إلى منتجعه الخاص في ولاية فلوريدا بطائرة الرئاسة طبعا، وبرفقة كتيبة من العملاء السريين المكلفين بحمايته وحماية عائلته. ولذا فإن كلا من هذه الرحلات تُكلِّف إجمالا الحكومة 3 ملايين دولار.وفي محيطنا العربي المجيد، يبادر بعض المتنفذين (ومنهم أصحاب لحى كثّة) إلى ممارسة الوعظ المباشر وغير المباشر، فيُحدِّثك عن الوطنية، وعن أهمية حفظ المال العام، وعن فضل العدل بين الناس، وعن خطورة استغلال النفوذ لتجاوز أبناء الوطن المستحقين للوظائف إلى غيرهم من ذوي النسب والقرابة. هؤلاء ينطبق عليهم المثل الشعبي: (أسمع كلامك أصدقك، أشوف أفعالك أستغرب).وهؤلاء طبعا سيجدون (في محيطهم الصغير، وفي المجتمع الكبير) من يُبرِّر لهم بكل صفاقة وسذاجة هذا العبث المكشوف، وهذا الاستهتار بالآخرين، وهذا التجاوز الخطير، خاصة إذا صدر ممن يُعتقد أنه ملتزمٌ دينيًّا وأخلاقيًّا، وهو التزامٌ شكلي لا ريب، لأن تناقض الأقوال مع الأفعال مرفوض ومستنكر: (يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون؟).

مشاركة :