أبوظبي: مجدي زهرالدين شهدت الندوة الخاصة بمشروع تبادل الترجمة والنشر بين الدول العربية والصين، توقيع اتفاق حقوق ترجمة ونشر باللغة الصينية لرواية «غرفة واحدة لا تكفي» للكاتب الإماراتي سلطان العميمي، والمجموعة القصصية «نهار الظباء» للكاتبة الإماراتية الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، وذلك لصالح دار إنتركونتيننتال الصينية للطباعة والنشر.أكد المشاركون في الندوة التي قدمها الدكتور أحمد السعيد الشريك المؤسس والمدير العام لمؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام، أن الوطن العربي والصين يشكلان جناحي الحضارة الشرقية التي تحلق بهما، نظراً لما يمتلكانه من إرث وتاريخ عريق في مختلف مجالات العلوم والآداب الإنسانية، مشيراً إلى أن أي ثقافة قومية لا يمكن أن تتطور ويتعاظم نموها إلا في إطار الاندماج والتآلف مع الثقافات القومية الأخرى.وفي مستهل الندوة، تحدثت جينغ شياو مين نائبة رئيس إنتركونتيننتال الصينية للنشر والإعلام، عن الحضارتين الصينية والعربية والتي شبهتهما بمغارة علي بابا المليئة بالكنوز الثمينة والتي تستحق الكشف عنها للعالم أجمع، مشيرة إلى أن مشروع الترجمة المشترك ما بين الصين والدول العربية أخذ على عاتقه تأدية هذه المهمة من خلال خلق جسر للتبادل الثقافي والفني ما بين الحضارتين عبر بوابة الأدب.6بدوره، أكد الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية للكتاب أهمية فكرة الترجمة المتبادلة للأعمال الأدبية ودورها في تأسيس علاقة قوية بين الشعوب، مشيداً بهذا الصدد بالجهود التي قادتها وزارة الثقافة المصرية في ترجمة العديد من الأعمال الأدبية الصينية للغة العربية، حيث كان لها قصب السبق في هذا المجال. وقال إن المشروع يشكل نقطة انطلاقة قوية للحضارة الشرقية عموماً، وهو بوابة عبور ثقافية من شرق آسيا إلى غربها والعكس صحيح، داعياً إلى التنويع في اختيار الأعمال التي ستتم ترجمتها من العربية إلى الصينية، ضمن هذا المشروع بحيث تغطي كافة دول الوطن العربي، وتلقي الضوء على التجربة الأدبية فيها بكل خصوصيتها. من جانبه قال الكاتب الصيني ليوجين يون، إن هناك تاريخاً عريقاً للصداقة بين الأمتين العربية والصينية، وإن هذا التواصل العريق يأخذ أشكالاً مختلفة، سياسية واقتصادية وثقافية، مشدداً على أهمية البناء على هذا التاريخ العريق من العلاقات الثنائية، من أجل المضي قدماً في تعزيز التواصل الثقافي والأدبي ما بين الجانبين. وأضاف ليوجين إن الأدب يعتبر من أهم تجليات المعرفة بالآخر، باعتباره نبض المجتمع، وأن الترجمة تخلق جسراً متيناً ينتقل منه الأدب من لغة إلى أخرى، مشيراً إلى أن أعماله الأدبية ترجمت ونشرت في أربع دول عربية مختلفة، هي مصر ولبنان والمغرب والجزائر، داعياً إلى بذل المزيد من الجهد في هذا الاتجاه، لدعم حركة الترجمة من الصينية إلى العربية. وعبرت الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، عن سعادتها بترجمة أحد أعمالها للغة الصينية، مؤكدة أن الترجمة تلعب دوراً مهماً في مد جسور التعاون والتعارف بين الشعوب، من أجل عالم أكثر تسامحاً وعدلاً. ورأى الكاتب الصيني الشهير ماجيا، صاحب رواية «الشيفرة» أن جواز سفر أي كاتب هو أعماله الأدبية التي تسبقه في الحضور إلى أي مكان والتي يعرفه من خلالها الجمهور، ومن هنا تأتي أهمية الترجمة في الأدب، بحيث تجعل من «جوازات السفر» هذه إن صح التعبير جوازات دولية تسمح لصاحبها بالتنقل إلى أي مكان، بحيث يكون محل ترحيب وحفاوة من قبل مستضيفيه.
مشاركة :