الكثير من المتفائلين تغنوا كثيراً بالخصخصة، وكأن تطبيقها على الأندية العصا السحرية التي ستنتشلها من ظلمات الديون والبعد عن استجداء اعضاء الشرف الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير فهم لم يقصروا وقت حاجة أنديتهم، وإذا ما نجحت الخصخصة ستلمع سجلنا لدى "الفيفا" وتمحو كل قضية رفعت ضد انديتنا او على الأقل لن تورطها بعقود لاتستطيع الوفاء بها. اما الواقع فيقول أن رأس المال جبان فهو إن لم ير الطريق ممهداً امامه أو على الأقل يستطيع تمهيده هو فلن يقدم عليه، وفي ظل العقبات التي تقف حجر عثرة امامه اعتقد انه سيفكر ملياً قبل ان يخطو خطوة الاستثمار في الأندية، ومن هذه العقبات بيئة الملاعب التي على الرغم من أنها اشبعت طرحاً منذ أعوام إلا انه لا جديد واستمرت معوقات الحضور الجماهيري ابتداءً من مواقف السيارات عند الملاعب وانتهاءً بالمشروبات والأطعمة التي تقدم وسوء جودتها وتحضيرها وصعوبة الحصول عليها ناهيك عن غلاء أسعارها. وحول جو مشاهدة المباراة، فالبداية من دخولك بوابة الملعب ورحلة البحث عند مقعد مناسب وهذا يتطلب منك الوصول إلى الملعب بساعات قبل انطلاق المباراة لأن تذكرتك التي دفعت مبلغاً وقدره للحصول عليها تفتقر لرقم مقعد خاص بك يريحك من العناء، واذا ماحصلت على المقعد الذي تعتقد انه مناسب لمشاهدة المباراة او مجبراً اخاك لا بطل فأنت ستكون هدفاً لأعقاب السجائر وقشور "الفصفص" واذا نجيت منهما ربما لن تنجو من عبوات الماء اثناء المباراة، واذا ما اردت قضاء حاجتك او الذهاب لشراء الماء لتروي به ظمأك وتبلل به ريقك الذي جف ربما من المباراة او من اختناق المكان حولك فيلزمك قطع مسافة لاتقل عناء من رحلة البحث عن مقعد، وفي نهاية المباراة امامك خياران اما انك تضحي بالجزء الأخير منها حتى تسلم من تزاحم الخروج من البوابات وتنجو من الاختناق المروري خارجاً او انك تشاهد كامل المباراة ومن ثم تبدأ رحلة الخروج من الملعب وهي اكثر عناء وشقاء من رحلة الدخول، فقل لي بربك من يملك شاشة 50 بوصة في منزله او في استراحته هل سيتجشم كل هذا العناء لمشاهدة المباراة او يشاهدها مع اصدقائه امام المكيف بصحبة براد النعناع؟. ومن العقبات ايضاً هو الملابس المقلده للأندية التي تباع بأبخس الأثمان في كل مكان فعلى الرغم من شكاوي الأندية عليهم إلا ان وزارة التجارة لم تحرك ساكنا، ومن المعلوم أن بيع النادي لزيه بالسعر الذي يضعه يشكل رافداً مالياً لابأس به ولكن اين المشتري وهو يجد نفسه مقلداً طبق الأصل وبأقل منه سعراً فربما يصل لعشرة اضعاف؟. ومن العقبات ايضاً هو حقوق النقل التلفزيوني فمن المعلوم ان الأندية لم تستلم حقوق نقل مبارياتها منذ أعوام هل سيتغير الحال بعد الخصخصة ام ان الحال سيستمر على ماهو عليه؟ كل ماذكر من معوقات هي الرافد المادي اذا ماحلت وهي العجلات التي تستطيع الخصخصة السير قدماً بها.
مشاركة :