أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، عن منح السباحة السورية يسرا مارديني لقب سفير النيات الحسنة. وقال فيليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان: «يسرا فتاة شابة ملهمة للغاية، من خلال قصتها الشخصية الهائلة، يسرا تمثل الأمل، الخوف، وقدرات كامنة مذهلة لأكثر من عشرة ملايين لاجئ شاب حول العالم». وخاضت مارديني فعاليات أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 تحت لواء اللجنة الأولمبية الدولية وذلك ضمن فريق اللاجئين الذي يضم عشرة رياضيين. وأكدت على ضرورة تشكيل فريق يمثل اللاجئين في الألعاب الأولمبية المقبلة في طوكيو 2020. وكانت مارديني (19 عاماً) لفتت إليها الأنظار بشدة بعد قصة فرارها من العاصمة السورية دمشق في أغسطس (آب) 2015 برفقة شقيقتها، وقد حالفها الحظ بأن تنجو من الغرق بعدما أصرت وشقيقتها على الذهاب بحراً إلى ألمانيا وكان قاربهما في طريقه إلى الغرق. وفي أول ردة فعل على منحها اللقب، قالت مارديني: «أشعر بسعادة غامرة للانضمام إلى أسرة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأعتزم مواصلة نشر الرسائل المتعلقة بكون اللاجئين أشخاصاً عاديين يعيشون في ظروف صادمة ومدمرة، ولكن بمقدورهم القيام بأشياء مذهلة فقط إذا حصلوا على الفرصة». وأعربت مارديني في مؤتمر بمكتب الأمم المتحدة، بمدينة جنيف السويسرية، أمس، عن اعتزازها بتمثيل اللاجئين. وأضافت: «أعيش في برلين، وألقي خطابات للتعريف بقضيتي»، داعية جميع اللاجئين إلى استئناف تعليمهم وحياتهم من النقطة التي توقفوا عندها. جدير بالذكر أن يسرا مارديني، غادرت العاصمة السورية دمشق، إلى تركيا جراء الحرب التي تعصف بالبلاد، واضطرت لعبور بحر إيجة سباحة حتى وصلت جزيرة لسبوس (مديللي) اليونانية. وانطلقت مارديني، من تركيا نحو اليونان على متن قارب مطاطي يحمل 20 شخصاً، إلا أن المياه تدفقت إلى القارب وهو في عرض البحر، واضطرت للسباحة لأكثر من 4 ساعات حتى جزيرة لسبوس مع شقيقتها. وعقب الرحلة، لجأت مارديني إلى ألمانيا، وبدأت تدريباتها في السباحة بإحدى النوادي بالعاصمة برلين، وشاركت في «فريق الرياضيين اللاجئين الأولمبيين»، التي أقيمت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية صيف الماضي، بعد سماح اللجنة الأولمبية الدولية للمرة الأولى في تاريخ الألعاب، بتشكيل فريق لا يمثل بلداً معيناً وإنما يتكون من لاجئين من عدة دول.
مشاركة :