سلطت الاحتجاجات في روسيا، الشهر الماضي، الضوء على الإحباط المتصاعد الذي يشعر به كثير من الروس، بسبب الفساد. وأشارت دراسة أجرتها مؤسسة «جالوب» الأميركية للاستشارات والدراسات، إلى أن 68% من الروس الذين تم استطلاع رأيهم في العام الماضي يرون أن الفجوة بين الفقراء والأغنياء اتسعت خلال السنوات الخمس الماضية. إضافة إلى ذلك، ورغم أن فئة الشباب في روسيا هي التي تشارك في الاحتجاجات، إلا أنهم ليسوا الوحيدين الذين يرون هذه الفوارق، وأن حوالي 77% من الروس الذين تبلغ أعمارهم 55 سنة أو أكثر يشعرون بالشيء نفسه. وأشارت الدراسة إلى أن الوضع المالي الشخصي للروس يلعب دوراً في مفاهيمهم حول عدم المساواة بين الأغنياء والفقراء خلال السنوات الخمس الماضية، كما زادت نسبة الذين يرون أن مستوياتهم المعيشية تدهورت، أكثر من الضعف خلال نفس الفترة. ويعتقد 79% من الذين يقولون إن مستوياتهم المعيشية تزداد سوءاً أن عدم المساواة بين الفقراء والأغنياء زادت. ومن المفارقات التي أظهرتها الدراسة أنه رغم هذه المواقف والمفاهيم السلبية حول الفساد والفجوة بين الفقراء والأغنياء، إلا أن مستويات تأييد الرئيس فلاديمير بوتن لم تتأثر في السنوات الأخيرة. واستناداً إلى هذه النتائج، تقول الدراسة إن تصور البعض بأن الاحتجاجات في روسيا هي ظاهرة شبابية ليس دقيقاً. فمع أن غالبية الشباب يعتقدون أن الفجوة بين الفقير والغني تزداد في روسيا، إلا أن نسبة المواطنين الذين يبلغون 55 سنة أو أكثر، والذين يعتقدون أن الفجوة زادت تتجاوز أعدادهم الشباب الذين يؤمنون بنفس الحقيقة.
مشاركة :