إسلام آباد: «الشرق الأوسط» أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أنه واثق بأن المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة مع أفغانستان ستؤدي إلى توقيع اتفاق أمني ثنائي يحدد تفاصيل الوجود الأميركي في هذا البلد ما بعد عام 2014. وصرح كيري للصحافيين إثر محادثات أجراها مع مسؤولين باكستانيين كبار في إسلام آباد: «إننا نحرز تقدما، نجهد لتحقيق ذلك. شخصيا، أنا واثق بأننا سنتوصل إلى اتفاق». وأضاف الوزير الأميركي «أتوقع أن يتم التوصل إلى هذا الاتفاق في مواعيد ملائمة». وهذا الاتفاق الأمني سيحدد تفاصيل الانتشار الأميركي في أفغانستان مع نهاية المهمة القتالية لقوة الحلف الأطلسي في هذا البلد في نهاية، 2014 وبينها عدد القواعد الأميركية ووضع الجنود الأميركيين الذين سيبقون. وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي علق المفاوضات في شأن هذا الاتفاق في 19 يونيو (حزيران) احتجاجا على ظروف افتتاح مكتب سياسي لمتمردي طالبان في الدوحة. ومذ ذاك، تم إغلاق المكتب «مؤقتا». وستكون مهمة القوات الأميركية مواصلة التصدي لمقاتلي القاعدة في أفغانستان وتدريب قوات الأمن الأفغانية. وقال كيري أول من أمس إن «الرئيس (باراك أوباما) قال بوضوح إنه سيعلن في الوقت المناسب إبقاء وجود أميركي، والمفاوضات حول اتفاق أمني ثنائي مستمرة». من جهة أخرى صرح دبلوماسيون أميركيون وباكستانيون أمس بأن الولايات المتحدة الأميركية وباكستان سوف تستأنفان المباحثات بشأن القضايا الاستراتيجية وتشمل الأمن وذلك بعدما توقفت منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يزور باكستان إن ما يطلق عليه «الحوار الاستراتيجي» سوف يتم إحياؤه خلال ستة أشهر. وكان كيري يتحدث للصحافيين بعدما أجرى لقاءات مع مسؤولين سياسيين وعسكريين باكستانيين بهدف تحسين العلاقات المتوترة مع باكستان قبل الانسحاب المقرر للقوات الأجنبية من أفغانستان. واتفقت واشنطن وإسلام آباد أمس على إعادة تأسيس «شراكة كاملة» أملا في إنهاء تأزم استمر لسنوات بسبب غارات أميركية بطائرات من دون طيار على الأراضي الباكستانية والغارة التي قتلت أسامة بن لادن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة ومشاكل أخرى. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارة لم يعلن عنها لباكستان: «نحن موجودون هنا للحديث بصدق مع بعضنا البعض وبصراحة بشأن أي فجوات قد تكون موجودة ونريد أن نحاول سدها. يستحق شعبانا أن نتحدث مباشرة. وتأزمت العلاقات الأميركية الباكستانية كثيرا بسبب دعم باكستان لمقاتلي حركة طالبان الذين يحاربون القوات الغربية في أفغانستان إلى جانب غارة جوية لحلف شمال الأطلسي قتل فيها 24 جنديا باكستانيا وعملية قتل بن لادن في مدينة باكستانية عام 2011». وقال مستشار الأمن القومي لباكستاني سارتاج عزيز إن إسلام آباد على استعداد للمساعدة في عملية انسحاب القوات الأجنبية التي تقاتل في أفغانستان منذ أكثر من عقد. ويرى البعض أن هذه الخطوة تمثل تحسنا كبيرا في العلاقات بين الدولتين. وكان الحوار الاستراتيجي قد توقف بعدما قتل المقاول الذي يعمل لصالح المخابرات المركزية الأميركية رايموند الين دافيس مواطنين باكستانيين في لاهور في يناير (كانون الثاني) 2011. والتقى كيري في أول زيارة لدبلوماسي أميركي رفيع المستوى لباكستان منذ أن تولت حكومة جديدة مهام منصبها في يونيو الماضي برئيس الوزراء نواز شريف وقائد الجيش أشفق برويز كاياني.
مشاركة :