البابا يصل مصر حاملا رسالة وحدة وأخوة

  • 4/28/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - وصل البابا فرنسيس بعد ظهر الجمعة إلى القاهرة في زيارة وضعها تحت عنوان "الوحدة والاخوة" ولتأكيد تضامنه مع الأقباط، أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط بعد تعرضها لاعتداءات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية. وأحيطت الزيارة الخاطفة التي تستمر ليومين بإجراءات أمنية مكثفة ومشددة، إذ تأتي بعد ثلاثة أسابيع من اعتداءين انتحاريين داميين ضد كنيستي مار جرجس ومار بطنطا ومار مرقس بالإسكندرية أوقعا 45 قتيلا في التاسع من أبريل/نيسان. وأكد الحبر الأعظم المتحدر من الأرجنتين لصحافيين رافقوه في طائرته التي هبطت قرابة في مطار القاهرة، أن زيارته إلى مصر هي "رحلة وحدة وأخوة". وقال "هناك انتظارات خاصة من هذه الزيارة لأن الدعوة جاءت من الرئيس المصري ومن بطريرك الأقباط الكاثوليك ومن إمام الازهر الأكبر، إنها رحلة وحدة وأخوة"، مضيفا "إنها تستغرق أقل من يومين لكنها مكثفة للغاية". وسيتوجه البابا على الفور إلى القصر الرئاسي للقاء قصير وخاص مع الرئيس عبدالفتاح السيسي. كما سيلتقي الجمعة بابا الأقباط الارثوذكس تواضروس الثاني وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب. وكان البابا قد وصف اللقاء مع شيخ الأزهر بـ"النموذج للسلام لأنه سيكون بالتحديد لقاء حوار". وقال البابا في فيديو نشر قبل بضعة أيام من وصوله إلى القاهرة إن زيارته هي رسالة "تعزية ودعم لكل مسيحيي الشرق الأوسط". وأعرب عن أمله في أن تشكل "مساهمة مفيدة في حوار الأديان مع العالم الإسلامي وفي الحوار التوحيدي مع الكنيسة القبطية الارثوذكسية". وكثفت السلطات المصرية تدابيرها الأمنية في محيط كل كنائس البلاد، خشية تعرضها لأي اعتداء أثناء زيارة البابا، كما ستواكب إجراءات حماية مشددة تحركات رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، بحسب مصادر أمنية مصرية. وأغلقت كل المنطقة المحيطة بالسفارة البابوية حيث سينزل البابا، أمام حركة السير وانتشر فيها العديد من عناصر الشرطة والجيش. وشوهدت مدرعات وآليات قرب كاتدرائية الأقباط الارثوذكس في العاصمة. وعلى طول الطريق التي سيمر فيها موكب البابا فرنسيس الجمعة، يمكن رؤية صور ضخمة تظهر البابا وخلفه الأهرام وعبارة ترحيب باللغتين الانكليزية والايطالية. الخطر قائم ولا يزال التهديد قائما في مصر، فقد توعد تنظيم الدولة الاسلامية بتكثيف هجماته ضد الأقباط وأغلبيتهم من الارثوذكس وهم يمثلون قرابة 10 بالمئة من سكان مصر البالغ عددهم 92 مليونا. وقبل التفجيرين الأخيرين، قتل 29 شخصا في هجوم انتحاري تبناه أيضا الفرع المصري للتنظيم المتطرف واستهدف الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية في القاهرة حيث سيقيم البابا فرنسيس الجمعة صلاة مع بابا الاقباط تواضروس الثاني. ويحظى السيسي بتأييد واسع من أقباط مصر بعد عزل الجيش سلفه الإسلامي محمد مرسي في صيف العام 2013 استجابة لاحتجاجات شعبية عارمة طالبت برحيل حكم الاخوان. في سبتمبر/أيلول 2016، أصدر السيسي قانونا جديدا من شأنه تسهيل إجراءات بناء الكنائس في البلاد، خلف قانونا متشددا موروثا من عهد الدولة العثمانية. وفتح هذا القانون الباب لإضفاء الصفة القانونية على أوضاع العديد من الكنائس التي بنيت دون ترخيص. إذابة الجليد بين الفاتيكان والأزهر وستشكل لحظة لقاء الحبر الأعظم الأرجنتيني مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، محطة مهمة من الزيارة. وسيسبق اللقاء خطاب يلقيه البابا في المؤتمر الدولي للسلام الذي ينظمه الأزهر. ويدير الأزهر الذي يعود تاريخ إنشائه لنحو ألف سنة جامعة ومدارس في عدة مدن في البلاد، يتوافد عليها آلاف الطلاب الأجانب من كل بقاع الأرض لدراسة العلوم الدينية قبل العودة إلى بلادهم كرجال دين. وهو معروف بمواقفه المناهضة بشدة لكل أشكال التطرف الإسلامي. لكن الأزهر يجد نفسه وسط تجاذبات بين السياسة والدين منذ أطلق السيسي دعوته إلى إجراء إصلاحات دينية لمواجهة الفكر الجهادي المتطرف. ويقاوم إلى حد كبير فكرة فرض هذه الإصلاحات المتعلقة بشؤون الدين من الخارج. وتهدف زيارة البابا بشكل خاص إلى إعادة الدفء إلى العلاقات بين الأزهر والفاتيكان التي شهدت توترا على مدى عشر سنوات بعد تصريحات للبابا السابق بنديكتوس السادس عشر في سبتمبر/أيلول 2006 ربط فيها بين الإسلام والعنف. وتأزمت الأمور أكثر مطلع العام 2011، حين قرر الأزهر تجميد علاقاته مع الفاتيكان لأجل غير مسمى، إثر دعوة البابا بنديكتوس إلى حماية المسيحيين في مصر بعد تفجير انتحاري استهدف كنيسة في الاسكندرية. والتقى البابا فرنسيس في مايو/ايار 2016 الشيخ أحمد الطيب في الفاتيكان. ومنذ انتخابه في العام 2013، أطلق الحبر الأعظم الأرجنتيني مبادرات عديدة لتعزيز السلام والانفتاح على المسلمين، فقد زار مساجد وغسل أقدام مهاجرين مسلمين خلال الاحتفالات التي سبقت عيد الفصح واصطحب ثلاث أسر مسلمة من اللاجئين السوريين على متن طائرته من جزيرة ليسبوس اليونانية إلى الفاتيكان. ويبلغ عدد الكاثوليك في العالم 1.3 مليار. وتوجد في مصر أقلية كاثوليكية صغيرة يبلغ عدد أفرادها 270 ألفا، استعدت بحماس لاستقبال البابا الذي سيترأس قداسا في ملعب رياضي عسكري بإحدى ضواحي القاهرة السبت. وتأتي زيارة البابا فرنسيس بعد 17 عاما من تلك التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني إلى مصر.

مشاركة :