رغم إشادة سفير بلجيكا لدى الكويت أندي ديتاي بسهولة تنظيم أي حدث ثقافي في الكويت كون جميع الأبواب تكون مفتوحة لمثل هذه الفعاليات وسهولة بناء الصداقات مع الشعب الكويتي أيضا، ألمح إلى أن إجراءات تنفيذ المشاريع في الكويت تستغرق وقتا طويلا للحصول على الموافقات والتراخيص اللازمة.وأشار ديتاي في حوار مع «الراي» إلى أن هذه الإجراءات الطويلة تعيق حضور الشركات البلجيكية للعمل في الكويت دون وجود شريك كويتي يقوم بمثل هذه المسائل، لافتا إلى أن الشركات البلجيكية لديها خبرة كبيرة في المنطقة حيث بنت برج خليفة وجزيرة النخيل في الإمارات بالإضافة إلى عملها في قناة السويس.وأوضح أن الكويت لم تنس يوما أن بلجيكا كانت ضمن التحالف الذي شارك في تحريرها، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى نحو 300 مليون يورو وأن محطات البنزين Q8 في بلجيكا تعتبر أكبر الاستثمارات الكويتية في القارة الأوروبية.وكشف ديتاي عن تواصله حاليا مع السفير الكويتي في بلجيكا للعمل على التحضير لزيارة وزير الخارجية الكويتي على رأس وفد رفيع المستوى تم التخطيط لها في يوليو من العام الماضي بعد القمة الأوروبية-الخليجية في بروكسل ولكنها لم تتم حتى الآن.وتطرق السفير البلجيكي إلى العمليات الارهابية التي ضربت بروكسل العام الماضي وطريقة الحياة في الكويت والعديد من القضايا الأخرى في ثنايا الحوار التالي:• كيف تصف العلاقات الثنائية بعد عامين ونصف العام على توليك مهام عملك كسفير؟- العلاقات ممتازة في شتى المجالات، فالكويت لم تنس يوما أننا كنا ضمن التحالف الذي شارك في تحريرها عام 1991، وكانت العلاقات قوية بين الأسرتين الأميريتين في البلدين، فنحن بلدان متشابهان إلى حد ما فمساحة كلينا صغيرة ولدينا الكثير من الوافدين، فعلاقاتنا ممتازة ولكنها بحاجة للتطوير في المجال الاقتصادي.• كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟- وصل إلى نحو 300 مليون يورو، ولدينا العديد من المنتجات التي نصدرها للكويت والماركات البلجيكية من مواد غذائية وشوكولاتة وأثاث.• ماذا عن الاستثمارات؟- احد أكبر الاستثمارات الكويتية في القارة الأوروبية محطات البنزين Q8 في بلجيكا بالاضافة لاستثمار الكويت الكبير في ميناء أنتويرب والذي يحتوي على ثاني أكبر الصناعات البتروكيماوية في العالم بعد هيوستن كما ان شركة البترول الكويتية تستثمر هناك أيضا، ونحن نعمل على رفع مستوى هذه الاستثمارات خلال الزيارة المقررة لوزير الخارجية الكويتي على رأس وفد كبير يضم الهيئة العامة للاستثمار وهيئة تشجيع الاستثمار ووفد من غرفة التجارة والصناعة الكويتية إذ إن لدينا العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة، وكانت هذه الزيارة مقررة في عام 2014 في الذكرى الخمسين لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين بلدينا ولكن كان وزراء الخارجية لبلدينا لديهم التزامات أخرى وتم التخطيط لها في يوليو من العام الماضي بعد القمة الأوروبية-الخليجية في بروكسل ولم تتم، وأنا حاليا في تواصل مع السفير الكويتي في بلجيكا النشيط جدا للعمل على التحضير لهذه الزيارة.وهذه الزيارة ستكون نقطة تحول في علاقاتنا الثنائية حيث سيتمكن الوفد الكويتي من معرفة الفرص الاستثمارية المتاحة لهم في بلجيكا، كما سيتعرفون على قدرات الشركات البلجيكية التي قد تستفيد منها الكويت في تنفيذ خطتها التنموية، فلدينا إحدى كبرى شركات المقاولات في العالم وهي BESIX Group التي نفذت العديد من المشاريع الكبيرة في المنطقة على مدى العشرين سنة الماضية ومنها برج خليفة وجزيرة النخيل في دبي، كما أن لدينا أكبر شركتين لحفر البحار لتعميقها والتي حفرتا قناتي بنما والسويس.• برأيك هل الشركات البلجيكية مقصرة في التعريف عن قدراتها هنا؟- لا هذا غير صحيح ولكن إجراءات تنفيذ المشاريع في الكويت تستغرق وقتا طويلا للحصول على الموافقات والتراخيص اللازمة، وهذا لا تستطيع الشركات البلجيكية تحمله وتفضل أن تعمل في مكان قريب من بلجيكا، ولذلك هم يفضلون وجود شريك كويتي ليدخلهم للسوق الكويتي وهذا ما نتوقع حدوثه خلال الزيارة المهمة للوفد الكويتي.• ما مصدر الدخل الرئيس في بلجيكا؟- عدد سكان بلجيكا 11 مليونا ليس لدينا مساحات زراعية كبيرة لأن كثافة السكان لدينا عالية مقارنة مع مساحة بلجيكا، وتشكل المنتوجات الزراعية نحو 2 في المئة من ناتجنا القومي، واعتمادنا على التصنيع وتقديم الخدمات والتصدير لمعظم الدول الأوروبية وبالذات ألمانيا، فنحن نصدر البـتروكيماويات والآلات والأدوية، كما ان تجارة الماس تدخل علينا نحو 5 مليارات يورو سنويا لان 80 في المئة من الماس العالمـي الخام يتم تصنيعه في أنتــويرب ومــن ثم يتم تصديره فنحن الدولـــة الأشــهـــر عـــالمــيا في تصنيع المـاس.• مـاذا عـن التأشـيرة لبلجيكا ومدة اصدارها؟- السفارة تصدر بحدود 2500 تأشيرة سنويا ونحن حاليا لا نتعامل مع مكتب خارجي لاصدار التأشيرات وجميع الاجراءات تتم داخل السفارة ويستلزم من الراغب في السفر الحصول على موعد من السفارة للتقديم للحصول على التأشيرة التي تستغرق 5 أيام عمل بعد تقديم جميع الأوراق المطلوبة للكويتيين ومدة أطول للمقيمين من الجنسيات الأخرى كون الموافقة على تأشيرة الكويتي تكون من قبل وزارة الخارجية البلجيكية أما الجنسيات الأخرى فهناك إدارات أخرى مسؤولة عن إصدارها.• هل تعتمدون على السياحة في دخلكم؟- نحن لا نعتمد على السياحة بشكل كبير فبلجيكا تعتبر دولة وسط أوروبا وهي مركز لتوزيع البضائع لجميع أوروبا حيث نمتلك ثاني أكبر ميناء أوروبي بعد نوتردام والكثير من البضائع تأتي إلينا ويتم تخزينها في بلجيكا ومن ثم يتم إعادة تصديرها وتوزيعها، ولكن تعتبر مدينة مونس عاصمة مقاطعة ليمبورغ، من أفضل الاماكن المعروفة بنغمات الرنين السحرية والمثيرة للدهشة مع أجراس برج الجرس المجيد في البلدة، والتي تضم الشوارع المتعرجة التي تسمح للزوار باجتياز مواقع المدينة بسهولة وهي عبارة عن مزيج غني من الطرز المعماري، كما أن مدينة دينانت التي تقع على طول نهر ميوز جاذبة للسياح اما كهوف هان ومغارة دينانت فهي من مناطق الجذب الطبيعية التي تجلب الزوار إليها و هذه الكهوف تعتبر من أكبر وأجمل الاماكن في أوروبا التي تقع داخل المحمية للحياة البرية والتي تعج بالنباتات والحيوانات الأصلية، ولا ننسى أنتويرب المدينة الديناميكية التي تقدم مزيجا مثاليا من التاريخ والحياة الحديثة.ولدينا متحف الرسوم المتحركة الشهير والكثير من الشخصيات الكارتونية التي اخترعتها بلجيكا مثل السنافر وتان تان ولاكي لوك كما أن لدينا ثاني أكبر مهرجانات موسيقى الروك في أوروبا بالاضافة للرياضات المائية في الأنهر في جنوب البلاد، وشهرة الأطعمة لدينا والتي تشابه الطعام الكويتي في دسامته.• هل اتخذتم أي إجراءات احترازية لعدم تكرار التفجيرات التي ضربت بروكسل مارس الماضي؟- أعتقد اننا أثبتنا مبادئنا وقوتنا ولم نصدر أي قوانين جديدة تجاه أي بلد، حيث تكون هناك مبالغات في رد الفعل لدى بعض البلدان التي قد يحدث بها عمليات إرهابية ولكن ذلك لم يحدث لدينا لأننا نراعي حقوق الإنسان ونحترم القانون، كما أن اقتصادنا لم يعان جراء هذه العمليات وما زال مستمرا في الارتفاع ونحن نحاول منع حدوث مثل هذا الأمر مرة أخرى عن طريق العمل البوليسي والخطة التي أطلقنا عليها (خطة القنال) المعنية بالتأكد من عدم وجود متسللين لبلدنا بالاضافة إلى توعية شبابنا وتعريفهم بمخاطر الانجراف وراء الأفكار والجماعات الارهابية والعمل على إعادة تأهيل من وقع تحت تأثير أفكار هذه الجماعات ليتمكن من العودة للمجتمع بشكل آمن، ولكن لا يوجد بلد آمن من الإرهاب في العالم فأنت لا تخمن متى يحضر شخص مختل ليقوم بعمل ما وفي أي مكان، وأهم ما توصلنا له من تحقيقات حول هذه العملية أن الشخصين اللذين نفذاها لم يكونا متدينين وأحدهما كان يمتلك محلا للكحوليات بالاضافة إلى أنهما كانا من أصحاب السوابق الإجرامية ولكن الأفكار التي تلقوها بأن حياتهم ستتغير في حال ضحوا بها من أجل الله.• هل تواجهون مشكلة من اللاجئين؟- نعم، كنا كذلك ولكن خف تأثيرها حاليا بعد الاتفاق الأخير بين الاتحاد الأوروبي وتركيا مما جفف منبع تدفق المهاجرين من سورية، وما زال هناك من يحضرون عن طريق ليبيا ويجدون السبل لدخول ايطاليا ونحن نعطي حق اللجوء السياسي لمن يستحق منهم ومن لا يستحق تتم إعادته كون المعيشة لدينا صعبة ويحتاج الراغب في العمل فيها لعدة لغات لكي يتمكن من العمل.• كيف تصف الكويت بعد عامين ونصف العام؟- قبل أن أجيب عن هذا السؤال يجب أن أتحدث عن التحدي الأكبر الذي واجهته وهو صعوبة التكهن بالحالة الجوية وتقلباتها خلال اليوم الواحد وكذلك استمرار فصل الصيف لأكثر من 6 أشهر أحيانا مما جعلني أشعر أنني على كوكب آخر مثل المريخ، لكن حرارة ودفء استقبال الشعب الكويتي تطغى على جميع هذه الأمور وكذلك سهولة التعرف واللقاء مع العديد من المسؤولين والذي يسهل من عملنا علما بأن هذا الأمر غير متوفر في بقية دول الخليج كما يبلغني زملائي هناك، وأجمل ما في الكويت سهولة بناء الصداقات مع الشعب الكويتي، كما أحببت طريقة الحياة هنا في الكويت والتي تعطيك فرصة ووقتا كبيرا لتقضيه مع عائلتك كون فترة الدوام الرسمي في النهار فقط على عكس عملنا في بلجيكا والذي يستمر من الصباح حتى السادسة مساء.وأيضا لم يسبق لي أن كنت في بلد من السهولة جدا فيه اقامة أي حدث ثقافي مثل الكويت فكثير من الجهات الكويتية تفتح أبوابها بكل يسر لاقامة أي فعالية ثقافية مثل المجلس الكويتي للثقافة والفنون وحديقة الشهيد ودار الآثار الاسلامية الذين نجدهم دوما يقدمون جميع التسهيلات لاستضافة الفعاليات بالاضــافــة لــكـثرة الرعاة للفعاليات أيضا.في ثنايا الحوار«خروج بريطانيا»أجاب السفير ديتاي عن سؤال عن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على بلجيكا بالقول «هناك تأثير وبشكل كبير على الاقتصاد فبعض الصناعات لدينا قريبة من الشاطئ وبالذات مصانع النسيج والتي كانت تعاني بسبب منافسة المنتجات الصينية لها، ولديهم العديد من العملاء في المملكة المتحدة ولكن هذا سيتناقص مع الخروج البريطاني بالاضافة لهبوط قيمة الجنيه الاسترليني ما سيؤثر على صناعة النسيج البلجيكية».وذكر أنه «كانت هناك تخوفات وقلق من نتيجة الانتخابات الهولندية بعد خبر الخروج البريطاني ولكن الأمور جرت بشكل جيد مع انتخاب رئيس الوزراء الحالي ونحن الآن بانتظار نتائج الانتخابات الفرنسية وإن لم تنجح مرشحة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان فأعتقد أن مصير الاتحاد الأوروبي سيستمر لبضع سنوات مقبلة، فبلجيكا بلد صغير يعتمد على التجارة وقد يتأثر بأي مشكلة قد تحدث في الاتحاد الأوروبي».الديوانياتقال السفير البلجيكي إن اللغة العربية تقف عائقا أمام ارتياده للديوانيات قائلا «في العادة لا أذهب كثيرا لها كوني لا أتحدث اللغة العربية وقد جربت الذهاب عدة مرات ولكني واجهت نفس الشيء فالبعض يتحدث معي بالانكليزية ولكن الكثيرين يتحدثون بالعربي».شهر رمضانأوضح السفير ديتاي أنه اسمتع بأجواء شهر رمضان «الرائعة في الكويت وكيفية تجمع أفراد العائلة على مائدة واحدة»، مضيفا بالقول «بصراحة لقد تمتعت بقضاء رمضان الفائت في الكويت وتعلمت أمرا مهما وهو أن عليك انجاز كافة أمورك المستعجلة قبل بداية الشهر كونك ستكون مشغولا في معظم الأوقات لتلبية الدعوات الكثيرة من الأصدقاء».الأكلة المفضّلةذكر ديتاي انه أحب طبق المربين والطريقة التي يكون فيها الربيان داخل الأرز، قائلا «أنا من عشاق المأكولات البحرية ولديكم في الكويت سوق رائع للأسماك وبأسعار معقولة، فمثلا الربيان في أوروبا يعتبر من أغلى أنواع المأكولات البحرية ولكن هنا في الكويت أستطيع شراء سلة من الربيان وشواءها في فناء المنزل ولا تكلف الكثير».واستطرد «أكثر ما أحب في سوق السمك التونا التي لا يحبها الكويتيون ولذلك أجدها من أرخص الأنواع فالكويتيون يفضلون الهامور»، كما ان «أجمل ما في الكويت أنك تستطيع شراء جميع الأطباق العالمية فيها وكل ما تشتهي أكله وهذا شيء رائع بالاضافة لتنوع المطاعم التي تجعلك تتذوق الطعام وتشعر بالفرق وبجودته كونها لا تقدم المشروبات كما هو الحال في أوروبا ما يجعل تركيزك منصبا على الطعام فقط».
مشاركة :