حذر وزير الخارجية الصيني وانج يي في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، من مخاطر الفوضى، وكوارث أكبر في حال اللجوء إلى القوة للرد على تهديد برنامج كوريا الشمالية الصاروخي والنووي. وقال وانج إن استخدام القوة لا يحل الخلافات، ولن يؤدي إلا إلى كوارث أكبر، وذلك أثناء جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث ملف كوريا الشمالية ترأسها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون. وقال وانج للصحافة قبل دخول قاعة الاجتماع إن الحل السلمي للمسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية بالحوار والتفاوض يشكل الخيار السليم الوحيد الواقعي، والقابل للحياة، مؤكداً على ضرورة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، والحفاظ على النظام الدولي لمنع الانتشار النووي من أجل تجنب الفوضى في المنطقة. من جانبه دعا جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، كوريا الشمالية إلى إنهاء برامجها المحظورة لتطوير أسلحة نووية وصاروخية، لكنه حذر من أن استخدام القوة ضد بيونج يانج سيكون أمراً غير مقبول على الإطلاق. وقال لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "التصريحات العدائية المقترنة مع استعراض متهور للقوة أدى إلى موقف يجعل العالم كله يفكر بجدية حول ما إذا كان سيؤدي لنشوب حرب أم لا، فكرة واحدة مريضة، أو خطوة يساء فهمها قد تؤدي لتداعيات هي الأكثر رعباً وبؤساً". وأطلقت الولايات المتحدة أمس نداءً للتصدي لتهديد كوريا الشمالية النووي، وناشدت بكين استخدام نفوذها الفريد لكبح جموح بيونج يانج، وتجنب عواقب كارثية. فبعد تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترمب من خطر نزاع كبير مع النظام المنعزل، دعا وزير خارجيته ريكس تيلرسون مجلس الأمن الدولي المنعقد برئاسته في جلسة طارئة لبحث ملف كوريا الشمالية إلى حملة ضغوط غير مسبوقة لإلزام بيونج يانج بتعديل مسارها، ووقف برنامجيها البالستي، والنووي. وقال تيلرسون إن عدم التحرك الآن إزاء أهم المسائل الأمنية في العالم قد يأتي بعواقب كارثية، مؤكداً أن استمرار الوضع الراهن ليس خياراً مقبولاً. كما شدد على وجود خطر حقيقي لهجوم نووي كوري شمالي على سيول أو طوكيو، وهي على الأرجح مسألة وقت قبل أن تطور كوريا الشمالية القدرة على ضرب البر الأميركي. وأضاف تيلرسون: "لا شيء يوحي بإمكانية تعديل كوريا الشمالية خططها في ظل نظام العقوبات المتعدد الأطراف، منذراً بأن الوقت حان كي نضغط جميعاً على كوريا الشمالية لتتخلى عن مسارها الخطير. ودعت الولايات المتحدة مراراً الأمم المتحدة إلى تشديد العقوبات على نظام بيونج يانج، إلا أنها تريد من الصين أن تقود الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة مستغلة نفوذها على الشمال، الأمر الذي يثير تردد بكين خشية زعزعة استقرار هذا البلد. وبالإعلان عن الحملة وضع تيلرسون مجدداً مجمل العبء على الصين التي تشكل وجهة %90 من تجارة كوريا الشمالية، مؤكداً أنها وحدها تملك نفوذاً اقتصادياً فريداً على بيونج يانج، مضيفاً أن فرض بكين عقوبات سيكون له وقع كبير. كما طلب وزير الخارجية الأميركي من جميع الدول تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الشمال، وفرض عقوبات محددة الأهداف على هيئات وأفراد داعمين لبرنامجي بيونج يانج النووي، والصاروخي.;
مشاركة :