استفتاء تركيا انتصار للديمقراطية

  • 4/29/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«أراد الجيش إبقاء البرلمان التركي ضعيفاً ومقسّماً، لكن الاستفتاء الذي يهدف لتعزيز البرلمان سيساهم في استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط».. هكذا استهل إبراهيم كالين، كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي، مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية تحت عنوان «أردوغان على حق: استفتاء تركيا هو انتصار للديمقراطية». يقول كالين، إن تركيا أجرت استفتاءً تاريخياً هذا الشهر، حيث بلغت نسبة الإقبال 85٪ وهي نسبة قياسية، وصوّت 51.4٪ لصالح الإصلاح الدستوري، بما في ذلك اعتماد نظام رئاسي للحكومة، مشيراً إلى أن ما جعل التصويت استثنائياً هو أنه لأول مرة في تاريخ تركيا الحديث يقرّر الشعب -وليس مدبّرو الانقلابات- النظام الذي سيحكم البلاد. يضيف الكاتب أن من شأن نظام الحكم الجديد، الذي سيبدأ سريانه في نوفمبر 2019، أن يجعل الديمقراطية التركية أكثر مرونة، من خلال وضع حدٍّ للحكومات الائتلافية الضعيفة، وتعزيز الضوابط والتوازنات، لافتاً إلى أنه منذ عام 1960 أطاح الجيش بـ 4 حكومات منتخبة على الأقل من السلطة، وأدى النظام البرلماني -الذي صمّمه المجلس العسكري لإبقاء الساحة السياسية مجزأة- إلى تشكيل حكومات ائتلافية قصيرة الأجل، شلّت الاقتصاد وأضعفت المؤسسات السياسية ومهّدت الطريق للتدخلات العسكرية. وأوضح الكاتب أن تركيا -التي يعود تاريخها الدستوري إلى منتصف القرن التاسع عشر- قامت بقفزة عملاقة نحو ديمقراطية أقوى وأكثر توطيداً، والآن حان الوقت لتركيز اهتمامها على القضايا الملحة. وتابع: يجب على القادة الأوروبيين أن يسألوا أنفسهم عما إذا كانوا مستعدين لقطع علاقاتهم مع تركيا، التي لديها ثاني أكبر جيش في الناتو، والتي تستضيف 3 ملايين لاجئ سوري، والتي تتبرع بحصة أكبر من ناتجها المحلي الإجمالي للمساعدة الإنسانية أكثر من أي دولة أخرى. ومضى الكاتب يقول: في الوقت نفسه، قامت القوات الخاصة التركية، بالتعاون مع الجيش السوري الحر، بتحرير أكثر من ألفي كيلومتر مربع من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، كما أن قوة متطوعة دربتها القوات التركية في شمال العراق تقاتل في الموصل ضد نفس التنظيم، ومن أجل استعادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، يمكن لأصدقائنا وحلفائنا في جميع أنحاء العالم الاعتماد على التزام تركيا طويل الأجل. وختم الكاتب مقاله بالقول: لقد صوّت عشرات الملايين من الأتراك الآن لتأمين استقرار تركيا لأجيال مقبلة، وبالتصويت على الإصلاحات الدستورية، قضى الأتراك على خطر خضوع البلاد لحكومات ائتلافية ضعيفة، مشيراً إلى أن أحد أكثر الدروس أهمية في القرن العشرين هو أن الاستقرار السياسي هو القوة الدافعة نحو التقدم.;

مشاركة :