اجتماع ثلاثي الأبعاد

  • 4/29/2017
  • 00:00
  • 41
  • 0
  • 0
news-picture

الاجتماع الثلاثي لوزراء الداخلية والخارجية والدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي يضيف هذه المرة إلى أعمال التنسيق المشترك المعتاد؛ رسم سيناريوهات محتملة للمنطقة التي تشهد تحولات متسارعة على أكثر من صعيد، وتحديداً في اليمن، وسورية، والعراق، والحرب على الإرهاب، والتدخلات الإيرانية، حيث باتت تلك القضايا الأكثر تأثيراً على أمن واستقرار دول الخليج، وهو ما يعني الانتقال من مرحلتي التنسيق والتكامل في الجهود والقرارات إلى توقع ما هو قادم، والتعامل معه بلا فجائية، أو عشوائية، أو تردد. من الواضح أن هناك عملاً استخباراتياً كبيراً بُذل خلال الفترة الماضية، وتحركات سياسية على أعلى مستوى، وآلة عسكرية لا تزال تعمل، وتفاهمات دولية لديها أجندات ومصالح ومشروعات أيضاً، وكل ذلك لا يخص دولة خليجية عن أخرى، بل الجميع في مهمة مصير واحد، وما يسفر عنه من تحرك للحفاظ على القرار الخليجي، وصيانة استقلاليته، والحفاظ على مبادرته؛ وصولاً إلى حالة من الاستعداد على كافة المستويات. الحرب على الإرهاب أصبحت اليوم العنوان الأبرز للحراك الخليجي، وتنسيق جهوده مع دول أخرى لديها الرغبة في الخلاص من تأثيراته، خاصة الولايات المتحدة الأميركية التي تراهن على حلفائها الخليجيين في المشاركة الأمنية والسياسية والعسكرية لمواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والتصدي لها، وهو جهد معلن، ولكن لا نتوقف عنده، بل نذهب إلى ما هو أبعد بعد هزيمة "داعش" في العراق وسورية، وكيف سيكون التعامل مع الفلول التي بدأت تترك مواقعها هرباً من العمل العسكري هناك، ومنع وصولها في مهمات انتحارية داخل دول الخليج المستهدف الأول لتلك التنظيمات. وفي سورية؛ لا يمكن أن نطالب كخليجيين برحيل بشار الأسد من دون أن يكون هناك سيناريو مثالي لنهاية الأزمة، وتبعاتها، والموقف منها، كذلك الحال في اليمن؛ فالوقوف مع الشرعية التي تتقدم على مساحات واسعة على الأرض بفعل المقاومة والجيش الوطني مدعوماً من قوات التحالف؛ يتطلب أن يكون هناك سيناريو للحل السياسي في نهاية المطاف، أيضاً في العراق، وحربه على "داعش" وما أسفرت عنه؛ كلها تتطلب تنسيقاً خليجياً لمعرفة النهايات المحتملة، وآلية التعامل معها مستقبلاً. تبقى إيران القضية الأخرى في سلم أولويات دول الخليج؛ فالموقف منها واضح، وصريح، ومبرر؛ نتيجة سلوكها في دعم الإرهاب، والتدخل في شؤون الأسرة الخليجية، ونشر الفوضى والطائفية، وتصدير ثورتها المزعومة، وهو "سيناريو التعرية" الذي عملنا عليه لسنوات طويلة، ونجحنا فيه، واليوم علينا أن نرسم "سيناريو الهزيمة" لإيران، وتكون اليمن بداية الانطلاق، ويتبعها سورية والعراق.

مشاركة :