استقبال رمضان بسوق سوداء سنوية! - يوسف المحيميد

  • 4/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب شهر رمضان المبارك تبدأ حركة بيع وتسويق نشطة، تشمل كل السلع دون استثناء، ليس فقط المواد الغذائية فحسب، وإنما الأدوات المنزلية والأثاث المنزلي، وكل ما يتعلق بالمنزل خلال الشهر الكريم، حتى العاملات المنزليات يصل سوقهن ذروته مع اقتراب هذا الشهر، فتنشط سوق سوداء مجنونة، تؤجر فيه العاملة بمبالغ تصل أحيانا خمسة آلاف ريال خلال الشهر، وكأنما على الأسرة السعودية، بكافة أفرادها، ألا تقوم بأي نشاط طبيعي روتيني في هذا الشهر، فقط تسترخي وتأكل وتنام وتتابع المسلسلات الرمضانية! لن أتحدث عن ملف الخادمات الشائك، لأنه أصبح معقدًا، بل أكثر تعقيدًا من ملفات الشرق الأوسط مجتمعة، ولم ينجح أحد في حله، أو حتى فتح الفرصة للسعوديين بالاستقدام من دول الخليج، وتسهيل ذلك، خاصة أننا لا ننافس دول الجوار، لا في تكاليف الاستقدام، ورواتب العاملات، ولا في مدة الاستقدام وشروطه، ولا في ضبط الخادمات من الهروب المستمر بتدبير عصابات المتاجرة بهن علنا، فهذه المشاكل أصبحت مستعصية، ويصعب حلها، أو قد لا يُراد حلها، لوجود منتفعين من هذه الفوضى! أفكر أحيانًا، بما أن سوق العاملات المنزليات لا يختلف عن أي سوق سلعة أخرى (وأعتذر عن المقارنة التي فرضها السوق وتجار العاملات المنزليات) فإن ثمة عرض وطلب، وبما أن الطلب على العاملات يزداد كثيرًا في رمضان، مقابل العرض الثابت، فإن التوازن مفقود بين العرض والطلب، وبالتالي سيتحكم من يمتلك هذه السلعة برفع أسعارها، في ظل عدم وجود رقابة، وعدم وجود تنظيم لهذه السوق، لأنها سوق سوداء وغير نظامية، يعمل فيها تجار وعاطلون وباعة كل شيء، يستلمون المبلغ قبل تسليم السلعة، ولا يضمنون حتى سلامة المنزل الذي ستعمل فيها، وسلامة ممتلكاته من السرقة والإتلاف! وأمام كل ذلك، ماذا لو قرر السعوديون فجأة أن يغيروا سلوكهم الرمضاني، ويعملوا بأنفسهم داخل منازلهم، يتصالحوا من جديد مع المطبخ وأدواته، بل ويستمتعوا فيها، ماذا لو اكتشفوا أنهم قادرون على إدارة منازلهم بأنفسهم، نساء ورجالا، وتوقفوا عن هذا النمط الاتكالي؟ ماذا لو أعلنوا في مواقع التواصل الاجتماعي، كما فعلوا مع سلع أخرى، تضامنهم مع بعضهم ووقوفهم ضد استغلالهم، وتوقفوا عن جلب العاملات الموسميات، وجربوا رمضان من غير خادمات؟ حتمًا ستصبح هذه السلعة كاسدة لدى المتاجرين بها، وسيصبح أفراد الأسرة السعودية كما غيرهم في مختلف دول العالم، قادرون على العيش بسلام وأمان وحب ونشاط بعيدًا عن وصاية الآخرين على طعامهم وملابسهم وما إلى ذلك.

مشاركة :