تونس تجمع الأعمال الشعرية الكاملة لأحمد اللغماني

  • 4/29/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كتاب “أحمد اللغماني- الأعمال الشعرية الكاملة” يتضمن جميع دواوين الشاعر على امتداد نصف قرن مع أشعار تُنشر لأوّل مرّة.العرب  [نُشر في 2017/04/29، العدد: 10617، ص(16)]شاعر انشغل بكل قضايا عصره تونس - يحتوي كتاب “أحمد اللغماني- الأعمال الشعرية الكاملة” على أشعار لم تُنشر، وأخرى تُنشر لأوّل مرّة بالصيغة التي ارتضاها الشاعر في حياته، وأُلحقت هذه المجموعة الشعرية بنص نثري عنونه بـ”أنا وزماني”، هو بمثابة ترجمة ذاتية استعرض فيها عددا من الأحداث التي عاشها، وفقا لتقديم عبدالمجيد الشرفي رئيس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” الذي صدر عنه الكتاب. ويمكّن هذا الكتاب المتضمن لجميع دواوين الشاعر على امتداد نصف قرن من الاطلاع على تجربة إبداعية وأنطولوجية تستحقّ دراسات نقدية لأحد “أبرز شعراء تونس في النّصف الثاني من القرن العشرين”، حسب توطئة مبروك المناعي. واهتمّت نصوص الشاعر التونسي الراحل أحمد اللغماني (1923-2015) بمدارات مختلفة تجمع بين الذاتي، الوطني، الإقليمي والإنساني، ففي مستوى المدار الأوّل يبدو قلقا “كأنّ الريح تحته”، حسب عبارة المتنبي، نظرا لكثافة قصائده التأملية خاصة الواردة في ديواني “قلب على شفة” و”عواصف الخريف”، إذ تؤكّد جلّ القصائد حيرة وجودية أملاها الاستغراق في التأمّل الأنطولوجي والكوسمولوجي، كقوله “تمر الليالي وأحداثها/ وفي طعمها الشهد والحنظل/ ونحن على سطح هذا الأديم/ على سفر، دائما رحّل”. كما تؤكّد أشعاره تعدّد الأغراض، حيث كتب في المدح والرثاء والغزل، منشغلا بكل قضايا عصره، فلم يكن سجينا لمحيطه الضيّق بل كان مهتما بما يحدث إقليميا وعالميا، وهو ما تعبر عنه مثلا قصيدة “آه يا بغداد” التي كتبها سنة 1991 فاضحا عبر أبياتها الفتنة الكبرى وطوفان الدّماء، متسائلا “هل تشفّى حلفاء الحقد من يتم اليتامى؟”. وقد أبرز أحمد اللغماني في هذا النص الشعري المفعم بكثافة المعنى مفهوم الإنصاف في عالم فاجر ذي وجهين “باسم للأقوياء وكاشر للضعفاء”، إنّه وجع الشاعر الذي مزّقه “اللحم الممزوق” وأرهقه “الدم المرهوق”، حيث لم يستسغ اللّغماني مؤامرة الحلفاء ومفردات الشرعية وحق تقرير المصير وسيادة الدوّل، لذلك صرخ قائلا “دمّرت، دكّت، أبادت، شوّهت، قتلت، أفنت، أطاحت، نسفت، أظمأت وجوّعت”، تلك هي الشرعية الدولية في مضامين تأملاته الشعرية. ويذهب إلى الأقصى في قصيدته “أبناء كنعان” التي أهداها إلى الوفد الفلسطيني في مؤتمر السلام بمدريد، وإلى أبطال الانتفاضة وأشبالها، مبيّنا فظاعة ورياء هيئات أممية ترفض التمييز بين “حمام السلام وصقور الوغى”.

مشاركة :