أردوغان يعزز موقعه قبل لقاء ترامب بضربه المقاتلين الأكراد في سوريا

  • 4/29/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يرى محللون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى من خلال إصدار أوامر بضرب فصائل كردية مقاتلة في سوريا، الى ممارسة ضغوط على واشنطن الداعمة لها، قبل لقائه المقبل مع دونالد ترامب. وأثارت تركيا  استياء واشنطن حين قصفت الثلاثاء في سوريا مقر القيادة العامة لوحدات حماية الشعب الكردية ما اسفر عن سقوط 28 قتيلا على الاقل، وشنت غارة جوية في العراق ضد مقاتلين متحالفين مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة “إرهابيا”، ما ادى الى مقتل ستة عناصر من قوات البشمركة العراقية بشكل عرضي. وأعربت الخارجية الأمريكية عن “قلقها العميق” لهذه الضربات التي نفذت “دون تنسيق مناسب مع الولايات المتحدة او التحالف” الدولي الذي يحارب تنظيم داعش في سوريا والعراق. ويبدو ان اختبار القوة هذا قبل اللقاء المرتقب منتصف ايار/مايو بين اردوغان وترامب، يعكس استياء السلطات التركية من الدعم الذي تقدمه واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة الذراع السورية لانفصاليي حزب العمال الكردستاني. ورغم دعوات اردوغان المتكررة، لا تزال واشنطن تدعم هذه المجموعات الكردية في عهد ادارة ترامب كما كان الحال في عهد سلفه باراك اوباما، باعتبارها القوة الاكثر فعالية على الارض لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية.   الهدف استعادة الرقة  تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية الفصيل الرئيسي في قوات سوريا الديموقراطية، تحالف يضم مقاتلين اكرادا وعربا يحارب تنظيم داعش بدعم من واشنطن. وقال جان ماركو الباحث في المعهد الفرنسي للدراسات حول الاناضول “من الواضح ان هذه الضربات تدل على غضب تركيا وتندرج ضمن الدعوات المتكررة إلى واشنطن لوقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية”. واضاف “منذ انتخاب ترامب لم تكف تركيا عن اعلان تغيير في الموقف الامريكي حول دعم وحدات حماية الشعب الكردية، لكن في الواقع لم يحصل اردوغان على اي شيء حتى الان”. وتابع “من الواضح ان تركيا تريد ابقاء الضغوط على الولايات المتحدة قبل اللقاء المقرر في ايار/مايو بين دونالد ترامب ورجب طيب اردوغان”. واستياء تركيا كبير خصوصا وان وحدات حماية الشعب الكردية ستضطلع بدور اساسي في الهجوم الذي يتم التحضير له على الرقة، أبرز معاقل تنظيم داعش  في سوريا، في حين يبدو ان انقرة لن يكون لها اي دور في هذه العملية لان مشاركتها غير ممكنة بوجود المجموعات الكردية المقاتلة. وكتبت مجموعة الازمات الدولية في تقرير نشر الجمعة ان “انقرة قلقة من ان يساهم دور اساسي لوحدات حماية الشعب الكردية في عملية الرقة في تعزيز تحالفها مع واشنطن وأن يمنحها المزيد من الشرعية على الصعيد الدولي. ونظرا الى توقيت الضربات التركية، فقد يكون بين اهدافها الرئيسية عرقلة التحضيرات لشن هجوم على الرقة بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية”.  ورقة تركية  وإذ أقر بإمكانية أن تؤدي الضربات التركية إلى تعقيد عملية التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية، رأى ايكان اردمير من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية ومقرها واشنطن ان اردوغان سيحاول استخدام هذه الورقة للحصول على تنازلات من واشنطن حول دعمها للمجموعات المقاتلة الكردية وملفات اخرى. وقال في مذكرة تحليلية “تجنبت واشنطن اطلاق عملية الرقة قبل استفتاء 16 نيسان/ابريل (حول تعزيز صلاحيات اردوغان) تفاديا لتعقيدات محتملة مع انقرة لكن حملة تركيا العسكرية العشوائية ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية بعيد الاستفتاء تطرح تحديا غير متوقع لجهود التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية”. واضاف “كلما استمرت هذه الحملة، كان من الصعب على واشنطن الحفاظ على وحدة التحالف. في الواقع التوترات بين اعضاء التحالف من العوامل الرئيسية التي تساهم في بقاء تنظيم الدولة الاسلامية”. وفي النهج نفسه، ترى مؤسسة “يوريجا غروب” في مذكرة تحليلية ان ضربات تركية جديدة على سوريا او العراق “ستؤدي إلى المزيد من انعدام الاستقرار”. وتابعت ان “ذلك سينعكس سلبا على الحملة الاميركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية”. وجاء في المذكرة نفسها “انها ايضا مسألة حساسة للجيش الاميركي الذي ينتشر جنوده حاليا الى جانب قوات سوريا الديموقراطية. وقد يؤدي هجوم جديد الى سقوط ضحايا اميركيين بشكل عرضي واثارة توترات كبيرة في العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا”.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :