الاجتماع الخليجي المشترك :رسالة قوية للنظام الإيراني ودعم جديد لعاصفة الحزم

  • 4/29/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

خطف الاجتماع الثلاثى المشترك لوزراء الداخلية والدفاع والخارجية لدول مجلس التعاون الخليجى أنظار العالم، وخاصة الدول المعنية أو المتابعة لأطماع إيران في منطقة الخليج، والأخرى الرافضة لتدخلات نظام طهران في شئون دول المجلس. ورغم أن توقيت الاجتماع، ومكان انعقاده في العاصمة السعودية الرياض، يكشفان عن أهميته، إلا أنه يعتبر سابقة فريدة من نوعها، حيث لم يحدث من قبل أن التقى وزراء داخلية وخارجية ودفاع دول “التعاون الخليجي” في اجتماع علني موسع كما حدث مؤخرًا. وإن دل لك على شيء فإنما يدل على حكمة ووعي قادة دول المجلس وحرصهم على التوحد والتنسيق الكامل تجاه كل ما تواجهه منطقة الخليج من مخاطر وتحديات. وإذا كان البيان الختامي لوزراء الداخلية والدفاع والخارجية، أكد على توافق كل دول المجلس على ضرورة محاربة وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، باعتباره التحدي الأكبر، وعلى الوقوف صفًا واحدًا بمواجهة التدخلات الإيرانية في شئون دول المنطقة، والتأكيد على استمرار دعم الشرعية في اليمن. ومساندة أمريكا والتحالف الدولي في الحرب على “داعش” إلا أن الاجتماع حمل أيضًا العديد من الرسائل المهمة. تأتي في مقدمة هذه الرسائل: أن مجلس التعاون الخليجي يكاد يكون الكيان السياسي العربي الوحيد المحتفظ بقوته وتماسكه وفاعليته، وأن دول المجلس، هي التي استطاعت أن تحمي أمنها واستقرارها؛ رغم كل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، أما الرسالة الأهم فكانت موجهة إلى نظام الملالي في إيران. وكان عنوانها اللافت “أن أمن الخليج لا يتجزأ، وأنه أقوى من أي تدخلات إيرانية سياسية كانت أو أمنية وعسكرية، وأن مجلس التعاون قادر على ردع أي محاولة من الدول المتربصة بأمنه وتسعى إلى النيل من استقراره وتقويض تقدمه ورخائه”. وكما يؤكد المحللون السياسيون، لم يأت هذا التوحد في المواقف، والإجماع على سرعة مواجهة التحديات، من فراغ، وإنما عن عقيدة راسخة لدى قادة وشعوب دول المجلس بأن مصيرهم واحد، وأن منهجهم واحد، وأنهم بحاجة إلى التكاتف الآن قبل أي وقت مضى. وأن الاختلاف في بعض وجهات النظر لا يمكن أن يكون أبدًا عائقًا في طريق مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، والدليل على ذلك استمرار الدعم الكامل لـ”عاصفة الحزم” ولكافة الجهود الدبلوماسية والعسكرية لسعودية، التي أجهضت الحلم الفارسي. لقد وضع الوزراء استراتيجية جديدة للتعامل الواقعي والفعلي مع الأخطار والتحديات، السياسية والعسكرية والاقتصادية، ويكشف تزامن اجتماعهم مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمنطقة، والإعلان عن قرب زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للرياض، العديد من الدلالات، التي تقول لإيران وغيرها من الدول التي تزكي نار المذهبية والطائفية وتحاول استثمارها لتحقيق أطماعها التوسعية ومصالحها الخاصة، إن كل الأوراق سقطت، وإن اللعبة باتت مكشوفة وواضحة بعد أن تثبت المجتمع الدولي وتأكد من حقيقة توجهاتكم وأفكاركم المسمومة. وأن هناك تحالفًا أمريكيًا عربيًا وخليجيًا، بدأ يكشر عن أنيابه ضد الاستفزازات الإيرانية، وخاصة بعد أن تخلى البيت الأبيض عن السياسة التي كان يتبعها “أوباما” مع قادة إيران، وأصبح الوضع مختلفًا تمامًا مع الرئيس ترامب الذي سبق وأن هدد بعدم تردده لحظة في التدخل عسكريًا إذا ما استمرت التهديدات العسكرية لمنطقة الخليج العربي. إن هذا الاجتماع غير العادي، وإن أكد على أن دول الخليج العربي تجنح دائمًا للسلم، ومنح الدبلوماسية أن تقول كلمتها ولو على نار هادئة، في حراك سياسي متزن وعقلاني، بعيدًا عن المؤثرات المذهبية والعرقية، إلا أنه يعد دعمًا قويًا ومساندة فعلية لعاصفة الحزم، ولقوات التحالف الدولي والعربي التي لقنت الإيرانيين وأعوانهم درسًا قويًا، جعلهم يعيدون ترتيباتهم وحساباتهم الخاطئة. ومن المهم الآن أن تترجم نتائج الاجتماع إلى خطة موحدة ومتكاملة تقضي على كل أحلام نظام طهران واستفزازه المستمر للعرب. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الاجتماع الخليجي المشترك :رسالة قوية للنظام الإيراني ودعم جديد لعاصفة الحزم

مشاركة :