ما زالت تداعيات الفضيحة الأخيرة التي كشف المحققون الأميركيون خيوطها، تتفاعل في الأوساط الرياضية على مختلف درجاتها، ابتداءً من رأس الهرم الرياضي أي اللجنة الاولمبية الدولية، مرورا بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وصولاً هذه المرة الى الشارع الكويتي.ولا شك في أن الاعترافات «الواضحة والصريحة» التي أدلى بها رئيس اتحاد غوام لكرة القدم، ريتشارد لاي، قبل أيام أمام القاضية الاتحادية في نيويورك، باميلا تشن، وتطرق فيها الى تورط شخصيات كويتية في دفع رشاوى وشراء ضمائر تحقيقاً لمصالح انتخابية وسلطوية، طرحت أكثر من علامة استفهام حول هوية هؤلاء «المتهمين» المفترَضين.وعلى الرغم من انتشار مندرجات صحيفة الادعاء الأميركي الصادرة من نيويورك ووضوحها، فإن البعض ما زال يتساءل عن «الشخصيات الكويتية» التي ذكرها لاي في التحقيقات، مع التذكير في ان استجوابه لم يتم تحت التهديد أو بقوة السلاح.معلوم ان اللائحة الاتهامية اشتملت على اربعة متآمرين مشاركين مع لاي خلال الفترة من 2009 وحتى 2014، وهم:1 - شخصية رفيعة المستوى في «فيفا» والاتحاد الاسيوي لكرة القدم.2 - شخصية رفيعة المستوى في «فيفا»، الاتحاد الكويتي لكرة القدم، والمجلس الاولمبي الآسيوي.3 - شخصية رفيعة المستوى في المجلس الاولمبي الآسيوي، ومسؤول في الاتحاد الكويتي لكرة القدم.4 - موظف في المجلس الاولمبي الآسيوي، ومساعد للشخصية رقم 3.من جانبه، شدد النائب راكان النصف على ضرورة فتح الكويت تحقيقا داخليا بشأن ما ورد في صحيفة الإدعاء الأميركي بتورط مسؤولين كويتيين في قضايا فساد ورشوة مرتبطة بالـ«فيفا» والمجلس الأولمبي الآسيوي.وقال إن دور الكويت يتمثل في التحقيق في مدى ارتباط تلك الفضائح والرشاوى في إيقاف النشاط الرياضي دوليا، لافتا الى أن ما جاء في اعترافات العضو السابق في لجنة التدقيق والامتثال في «فيفا»، ريتشارد لاي، حول تلقيه مبالغ مالية من مسؤولين كويتيين للتأثير في القرارات الصادرة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تعتبر ذات أهمية بالغة لا سيما وأن إيقاف النشاط لا علاقة له بالقوانين المحلية.وشدد على أن الكويت تستضيف المبنى الرئيسي للمجلس الأولمبي الآسيوي، وهو المقر الذي بات اليوم محل شبهات فساد وتقديم رشاوى وتلاعب في القرارات الرياضية في آسيا وأثرها على القرارات الرياضية الدولية.وأشار الى أن هيئة مكافحة الفساد معنية اليوم بمتابعة القضية بعد أن وضع الادعاء الأميركي الاتحاد الكويتي لكرة القدم في موضع شبهات وتم ذكر مسؤوليه في أكثر من حادثة رشوة، داعيا في الوقت ذاته لجنة الشباب والرياضة البرلمانية الى الحصول على موافقة مجلس الأمة لمتابعة الملف.واعترف لاي (55 عاما)، الذي ترأس اتحاد غوام منذ 2011، بذنبه أمام القاضية الاتحادية في نيويورك، باميلا تشن، بتهم فساد وتستر على حسابات مصرفية في الخارج، بحسب بيان للمدعي العام في بروكلين، ما أدى الى ايقافه موقتا 90 يوما من قبل الاتحاد الدولي.وتعتبر غوام أرضاً اميركية على الرغم من وقوعها في قارة آسيا.وأقر لاي بالحصول على 850 ألف دولار أميركي من الرشاوى بين 2009 و2014 من مجموعة من المسؤولين الرسميين في منطقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كي يستغل موقعه في التأثير على الآخرين والمساعدة في تحديد مسؤولين في الاتحاد القاري قابلين لتسلّم رشاوى.
مشاركة :