تتنوّع فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان «المالح والصيد البحري»، الذي يقام في مدينة دبا الحصن، إذ يخصص لزوّاره سلسلة من العروض التراثية، ويوفر محال بيع السمك، إلى جانب 6 ورش عملية تسلط الضوء على مكوّنات التراث الشعبي المحلي، وتكشف جانباً من الحرف والمهن البحرية التراثية. تضمّنت فعاليات المهرجان مزيجاً متنوّعاً من الأنشطة، وقدّمت فرقة غلا الإمارات التراثية المدرسية لوحات مستقاة من الحكايات الشعبية الإماراتية، أدتها فتيات إماراتيات يرتدين أزياء تقليدية تحاكي ألوان العلم الإماراتي، عرضن على خشبة المسرح إيقاعات راقصة تحمل مضامين الحكايات الشعبية، وأصالة الفنون الفولكلورية.وخصص المهرجان 6 ورش تطبيقية تتناول أبرز أساليب عمل الصناعات التراثية المختلفة مثل: تقطيع المالح، ودقّ السحناة، وصناعة الخلّ والسمن، إلى جانب، ورشة الدلّالة التي تحظى بجماهيرية كبيرة عبر منصّة مخصصة في بهو المعرض لتعريف زوّار المهرجان على هذه الحرف التقليدية التي يقدّمها عدد من الصيادين أصحاب الخبرة الطويلة في هذا المجال، بالإضافة إلى الحديث عن أنواع الأسماك المستخدمة وأنواعها وقيمتها الغذائية والتراثية.وقدّم الدكتور يسري عبد الوهاب، من قسم الصحة في بلدية دبا الفجيرة، ضمن الجناح التابع لوزارة التغيير المناخي والبيئة، ندوة صحيّة تطرّق خلالها إلى أبرز الوسائل الصحية التي يجب مراعاتها أثناء عملية التمليح، إلى جانب التعريف بآلية التخزين الصحية. ويعرض المهرجان إلى جانب الفعاليات المقامة نماذج من منازل متنقّلة مبتكرة مخصّصة لهواة الرحلات، وهي عبارة عن بيوت (كرافانات) متنقّلة تجرّ بواسطة العربات، وتعرض لأول مرة على هامش المهرجان، بهدف تعريف الزوّار بالخيارات المتوفّرة أمام النواخذة في يومنا الحاضر، حيث توفّر البيوت نماذج مصغّرة من المجالس والجلسات المعروفة يمكن نقلها إلى مختلف الرحلات البحرية والبرية. وتستعرض جمعية دبا الحصن للصيادين، ضمن مشاركتها في المهرجان، نماذج من القوارب والسفن المستخدمة في الصيد، وهي عبارة عن نماذج مصغّرة كانت مشتهرة في حياة الإماراتيين الأوائل، وما زالت موجودة حتى يومنا الحاضر رغماً عن حداثة القوارب.وقال محمد عبد الله الظهوري، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان: شهدنا خلال المهرجان إقبالاً لافتاً من الجمهور المحبّ للتراث والعراقة المتجلّية في المالح، إلى جانب الفعاليات المخصصة لتسليط الضوء على أركان أساسية من تقاليدنا الشعبية، فضلاً عن ورش العمل التي تركّز في شموليتها على تعريف الزوّار على الطرق المبتكرة في صناعة هذا النوع من الأغذية الشعبية المشهورة، وألفِتُ إلى أن أول أيام المهرجان امتاز بوفرة في المبيعات، الأمر الذي يؤكد مكانته وأهميته بالنسبة لروّاد التراث والأصالة. وأضاف: خصصت مدارس المدينة زيارات لطلابها للتعرف إلى ما يقدّمه المهرجان من فعاليات وأنشطة، حيث شاركوا وتفاعلوا بشكل لافت، ونأمل أن تحقق نسخة هذا العام الغاية التي تطمح بلدية مدينة دبا الحصن مع شركائها إلى إيصالها وترسيخها في نفوس الأجيال الجديدة. وشارك عدد من طلاب المدارس الحكومية في المدينة بسلسلة من الأنشطة والمسابقات المقامة في المهرجان، وتجوّلوا برفقة مرشدي المهرجان الذين أطلعوهم على مجمل ما يشتمل عليه المهرجان، إضافة إلى إطلاعهم على المعروضات في الأجنحة التابعة لبلدية مدينة دبا الحصن، والجهات الأخرى المشاركة من مختلف الدوائر والقطاعات الحكومية، ليكسبوا معرفة أصيلة بالتراث، وليأخذوا فكرة شاملة عن الغاية من وراء إقامة مثل هذه المهرجانات.وشارك مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بورش تعليمية عن الصناعات القديمة التي تخص التمليح. وتضمنت ورشة شق المالح،التمليح ودق السحناه وصناعة الخل والتي تعد استكمالاً لرؤية المهرجان في تعليم الطلبة عدداً من العادات القديمة والتي توارثتها الأجيال في مجال التمليح كصناعة محلية.وقدم راشد خصاو ورشة صب رؤس السنارة (الميدار) و شارك فيها ما يقارب 200 طالب وطالبة.
مشاركة :