شيخ الأزهر وأمل القبيسي يؤكدان أهمية تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب

  • 4/30/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، خلال مشاركتها في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، الذي اختتم أمس الأول بالقاهرة، كما التقت القبيسي القس أولاف فيكس تفانيت، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي.وفي بداية اللقاء مع شيخ الأزهر، رحّب الإمام الأكبر برئيس المجلس الوطني الاتحادي، وأشاد بكلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، التي وجهت خلالها العديد من الرسائل المهمة من أجل أن يتّحد زعماء العالم في سبيل مكافحة الإرهاب، وأهمية صياغة مستقبل السلام من أجل الشعوب والأجيال المقبلة، لكي تنعم بالسلام. وشددت القبيسي خلال اللقاء على أهمية دور الأزهر الشريف كأهم مؤسسة دينية إسلامية، تتولى نشر الفكر الصحيح للدين الإسلامي، وقيم التسامح والمحبة والسلام، وروح الوسطية والاعتدال، واحترام وتقبل الآخر والحوار بين الأديان، ليعب دوراً مهماً في تنوير المجتمع بأهمية دور المرأة واحترام إمكانياتها وقدراتها، والدعوة إلى إشراكها ودمجها بصورة كاملة في المجتمع.ثمّنت دور الأزهر في نشر العلم والثقافة الإسلامية في مصر، وامتداد رسالته لمحيطه الإقليمي والدولي، ومساهمته في نشر رسالة الإسلام السمحة التي تحث على الاعتدال والوسطية والتسامح والسلام، مؤكدة أن منهجه الوسطي عمل على ترسيخ صورة الإسلام السمحة، وساهم في الحفاظ على تماسك المجتمع، ووقوفه أمام الأفكار المتشدّدة والمتطرفة.وأشادت بالجهود التي يقوم بها شيخ الأزهر، وقالت: «هو رجل سلام يسعى لترسيخ قيم الإسلام السمحة في كل بقاع الأرض»، مؤكدة أهمية مؤتمر الأزهر، خاصة في ظل الظروف العصيبة والأزمات الكبيرة، التي يمر بها العالم أجمع، نتيجة التطرّف والممارسات الإرهابية التي ترتكب باسم الدين وهو منها براء.وأكد الجانبان أهمية تصحيح وتوضيح الصورة الحقيقة للإسلام في المجتمعات الغربية، التي عملت التنظيمات الإرهابية على تشويهها عن طريق مشاهد القتل والترويع باسم الدين الإسلامي، وشددا على أن الأعمال التي تعمد التنظيمات الإرهابية إلى ممارستها، لا تمثل الإسلام أبداً وتناقض تعاليمه السمحة.وتم خلال اللقاء بحث آلية تعزيز التعاون بين البرلمانات والأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب، وإرساء دعائم السلام في المنطقة، باعتبار أن البرلمانات صوت الشعوب، ويمكنها نشر الفكر الصحيح بين الشعوب، والعمل وفق اختصاصاتها في جميع المجالات على التصدي للمفاهيم المغلوطة، التي تشوّه حقيقة الدين من خلال تصحيح الأفكار الخاطئة المنافية لسماحة الدين الإسلامي. وأشاد الإمام الأكبر شيخ الأزهر بمواقف دولة الإمارات الداعمة لأشقائها العرب، وموقفها الأخوي الصادق والداعم لمصر بشكل عام والأزهر الشريف على وجه الخصوص، مؤكداً أن هذه المواقف النبيلة والخالدة للإمارات تعكس موقفاً راسخاً لقيادتها الحكيمة، بتقديم كل ما يصب في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. في سياق متصل، التقت القبيسي القس أولاف فيكس تفانيت، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، الذي أشاد بالفكر المستنير والمنفتح على العالم لدولة الإمارات، وبوجود أكثر من 200 جنسية يعيشون على هذه الأرض الطيبة، واصفاً الإمارات بأنها نموذج يحتذى في التعايش والتسامح والانفتاح على الآخر. وقال تفانيت، إن كلمة رئيس المجلس الوطني الاتحادي خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أوضحت الكثير من المفاهيم، وبعثت بكثير من الرسائل الإيجابية، وكان وقعها كبيراً ومؤثراً، وتحتاج لأن نعمل على تحويلها إلى ممارسات على أرض الواقع.وفي اللقاء أكدت القبيسي أهمية مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، ودوره في الفترة الراهنة التي تشهد العديد من التوترات على مختلف الأصعدة. وأعربت عن سعادتها بما قدّمه المشاركون على صعيد تبرئة دين الإسلام من العنف، والتطرف، واصفة المؤتمر بأنه بداية طيبة وجيدة لوقفة جديدة لمحاربة الإرهاب والتطرف. وقالت إن هناك العديد من القضايا الحيوية الملحة، التي تستوجب البحث الجاد، مثل التنمية والجهل، والفقر والتعليم، وغيرها من الأمور التي يستند إليها الإرهابيون، وتغذّي أفكارهم المتطرفة وتعرقل مسيرة السلم والسلام. وأشارت إلى أن دولة الإمارات تستضيف وتدعم عدداً من المبادرات العالمية، والمنظمات الدولية، والمؤسسات الرائدة في تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف، ومكافحة التطرّف مثل «مركز هداية الدولي للتميّز لمكافحة التطرّف العنيف»، و«مركز صواب»، إضافة إلى «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، و«مجلس حكماء المسلمين»، وذلك انطلاقاً من إيمان لا يتزعزع بحتمية تعايش الأديان والحضارات والثقافات. ونوهت بأن مجلس حكماء المسلمين، الذي يترأسه الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لعب منذ تأسيسه دوراً حيوياً في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام في مختلف أرجاء العالم، وتعزيز السلام والتسامح والعيش المشترك، والتقارب بين الأديان.وقدمت الدكتورة القبيسي دعوة إلى الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، لزيارة الإمارات والتعرف عن قرب إلى الإنجازات التي حققتها على مختلف الصعد. ولفت أمين عام مجلس الكنائس العالمي، إلى أن مجلس الكنائس حريص على الشراكة التي تربطه بمجلس حكماء المسلمين، لما له من جهود كبيرة في نشر وتعزيز السلام العالمي. (وام)

مشاركة :