وجد باحثون من جامعة مكاستر، من خلال التجربة على الفئران، أن ميكروبات الأمعاء تتسبب في الالتهابات المرتبطة بتقدم العمر.ظهر من خلال الدراسة، والتي نشرت بمجلة «الخلية المضيفة والميكروب»، أن خلل التوازن في التركيبة الميكروبية لدى الفئران المسنة تسبب في نفاذية وتسرب الأمعاء، ما أدى إلى تسرب إفرازات البكتريا التي تهيج الالتهابات وتضعف وظيفة المناعة وتهدد الحياة؛ فالشخص الذي ترتفع لديه معدلات الجزيئات الالتهابية يكون أكثر عرضة للوهن ويتكرر تواجده بالمستشفى، ويكون عرضة للعدوى والحالات المرضية المزمنة مثل الخرف وأمراض الأوعية الدموية والقلب؛ وحتى الآن لم تتضح العلاقة بين التركيبة الميكروبية بالأمعاء وبين الالتهابات وضعف الصحة لدى المسنين، وكل ما يمكن القيام به لتقليل التعرض للالتهابات المرتبطة بتقدم العمر هو الالتزام بالنظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة والتعامل الجيد مع الالتهابات المزمنة. قام الباحثون بهدف الدراسة بتربية فئران في بيئة معقمة ومقارنتها بفئران أخرى تربت بطريقة اعتيادية، ووجد أن الفئران التي تربت في بيئة خالية من الجراثيم لم تتعرض بكثرة للالتهابات المرتبطة بتقدم العمر، وعاش كثير منها فترة حياة طويلة. يرتبط تقدم العمر بارتفاع معدلات السيتوكينات المعززة للالتهابات مثل عامل نخر الورم بالدم والانسجة؛ ولكن وجد في حالة الفئران المعقمة أنها لم ترتفع لديها معدلات ذلك العامل حتى بعد تقدم العمر تبين من ناحية أخرى أن الفئران التي لديها نقص بالعامل ولم تتعرض للالتهابات المرتبطة بتقدم العمر، وكذلك الفئران التي أعطيت عقاراً مضاداً للعامل - النوع المصرح به للاستخدام الآدمي- كان لديها تغير أقل بالتركيبة الميكروبية التي تحدث مع تقدم العمر؛ وبناءً على تلك النتائج اقترح العلماء أن تقليل التعرض للالتهابات يحسن وظيفة المناعة وبالتالي تتحسن التركيبة الميكروبية بالأمعاء، ولكنها فرضية تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة.
مشاركة :