لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، بإمكانية تنفيذ بلاده عملية عسكرية «مباغتة» ضد الإرهابيين خارج الأراضي التركية، واعتبر أن تركيا والولايات المتحدة يمكنهما إذا وحدتا قواهما، تحويل الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في سوريا، إلى «مقبرة» للإرهابيين. وقال أردوغان في كلمة ألقاها في اسطنبول إن «أميركا الهائلة، والتحالف وتركيا قادرون على توحيد قواهم وتحويل الرقة إلى مقبرة لداعش». ويزور الرئيس التركي الولايات المتحدة في منتصف مايو لعقد أول لقاء له مع الرئيس دونالد ترامب. وتختلف واشنطن وأنقرة حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها في سوريا حيث لا يزال تنظيم داعش يسيطر على مناطق واسعة. وتدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردي، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، إلا أن تركيا تعتبر الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون «إرهابياً». وقال اردوغان أمس، إنه سيعرض على ترامب خلال لقائهما «وثائق» تثبت ارتباط وحدات حماية الشعب بحزب العمال الكردستاني. وأضاف «هذا ما سنقوله لأصدقائنا الأميركيين حتى لا يتحالفوا مع مجموعة ارهابية». وأضاف أردوغان «نفذنا غارات على سنجار والموقع الآخر (في سوريا) وقضينا على 210 إلى 220 إرهابياً هناك. لماذا؟ لا مزاح مع أمتنا. وألمح الرئيس التركي، إلى إمكانية تنفيذ عمليات جديدة عبر الحدود ضد المسلحين الأكراد، بعد أيام من تنفيذ الجيش غارات في سوريا والعراق. وقال أردوغان، في قمة لرجال الأعمال في إسطنبول، «عندما يحين الوقت، نعلم ماذا نفعل تماماً. يمكن أن نأتي بغتة ليلة ما». وحول العمليات العسكرية التركية شمالي سوريا، قال أردوغان: «قلنا إن مدينة منبج هي هدفنا المقبل ونؤكّد أننا على استعداد لتنفيذ عملية الرقة بالتعاون مع قوات التحالف الدولي». وقتلت الغارات الجوية الأسبوع الجاري نحو 20 عضوا من ميليشيا كردية سورية متحالفة من الولايات المتحدة. كما قتل عدة أشخاص في العراق، بينهم مقاتلو البيشمركة المدعومة أيضا من واشنطن. ووقعت غارات جديدة أمس في سنجار العراقية، بحسب مصادر كردية في المنطقة، قالوا أيضاً إنها لم تخلف ضحايا. وفي حصيلة محدثة، أعلن الجيش التركي أمس، أن ما إجماليه 89 «إرهابياً» من حزب العمال الكردستاني قتلوا في الغارات الجوية التي تم شنها في 25 أبريل في العراق وسوريا. في الأثناء، كشفت مصادر كردية أن الجيش الأميركي أنزل قوات تابعة له على طول الحدود التركية مع سوريا. وأشارت المصادر إلى أن هذه القوات ستكون بمثابة حاجز بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد. ونقل الجيش التركي قافلة من العربات المدرعة وناقلات الجند إلى قاعدة بالقرب من الحدود السورية مع تصاعد التوترات. وأظهرت لقطات مصورة صفا طويلا من الشاحنات، التي تحمل مركبات عسكرية تتجه إلى المنطقة. وذكرت وكالة أنباء "إخلاص" الخاصة أن القافلة كانت متوجهة إلى محافظة شانلي أورفا من كيليس في الغرب.
مشاركة :