منذ انتخاب رئيس وأعضاء مجلس اتحاد كرة القدم قبل أكثر من أربعة أعوام، كانت طموحات الجماهير الرياضية ومسؤولي الأندية تعانق السماء، لملامسة عهد جديد من الشفافية والوضوح، وتطبيق الأنظمة والارتقاء بالكرة السعودية، إلى مستويات من التطور والعمل الإستراتيجي المنظم، بدءاً من الحملات الانتخابية التي رافقت المرشحين، وصولاً لإعلان أول مجلس إدارة لكرة القدم بنظام الانتخابات الكاملة، في تاريخ الرياضة السعودية في 20-12-2012م. اليوم وبعد طي التجربة الأولى لانتخابات اتحاد الكرة برئاسة أحمد عيد، بكل تفاصيل نجاحاتها واخفاقاتها، وحتى بعد الذهاب لتكرار التجربة مرة ثانية والقائمة الآن في الأشهر الأولى لها، بقيادة عادل عزت، يمكن القول إن الكرة السعودية لازالت تراوح مكانها على صعيد النظام وتطبيق اللوائح، وسن التشريعات الملزمة للأندية، إذ لا زال صوت مسؤولي الأندية يعلو صوت اتحاد الكرة، الذي بات يقف في مفترق الطرق، ويعترف علناً بوجود ثغرات قانونية في لوائحه التنظيمية، قد تؤثر على مستوى عدالة المنافسة بين الأندية، وحتى على صعيد ما يتطلبه التواصل مع الجهات ذات العلاقة، لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، لحلحلة القضايا العالقة للأندية السعودية هناك، والأهم من ذلك غياب العمل في تطوير اللوائح الخاصة باتحاد الكرة، وسد كل الثغرات التي تسبب الإشكاليات المتعددة، حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بمستشارين داخلياً وخارجياً لتجديد اللوائح وتنقيحها، لتكون متوافقة مع أنظمة وقوانين "الفيفا"، بدءاً من المراجعة الشاملة، حتى إعلانها كخارطة طريق أمام جميع الأندية وعناصر اللعبة. على اتحاد الكرة الحالي البدء من حيث انتهى الاتحاد السابق، حتى لا تتكرر ذات الأخطاء والمعالجات القاصرة للملفات الكروية، والقضايا الجدلية التي يتم تداولها بصفة سلبية، كلما طال أمد الفصل فيها، كما حدث ولا يزال يحدث في قضيتي حارس الشباب السابق محمد العويس، ولاعب وسط النصر عوض خميس، وغيرها من القضايا الشائكة والتي لم تغلق أبواب الحديث عنها حتى اللحظة، على الرغم من صدور القرارات الآن، وفي وقت متأخر أثار المزيد من التساؤلات حول سلامة أنظمة وتشريعات اتحاد الكرة الآنية والمستقبلية. وتبرز طبيعة العمل في لجان اتحاد الكرة كهاجس كبير ضمن تحديات جمة، ستظل تخضع لانتقادات النقاد والمتابعين في حال استمرارها بذات الفوضى السابقة والحالية، في ظل عدم وضوح اللوائح المنظمة لعمل اللجان، وانتفاء العمل المؤسساتي، الذي يقوم على إستراتيجية واحدة، لا تخضع للأمزجة الشخصية والاجتهادات عند تطبيقها، مع استهلاك الكثير من الوقت والجهد، للخروج من عنق الزجاجة، في أي قضية مطروحة، ما يهدد نجاح اتحاد الكرة بأكمله، ويؤدي إلى اهتزاز الثقة في قيادته للمشهد الكروي الرياضي. أمام اتحاد الكرة الحالي أعوام أربعة قد تكون كافية نوعاً ما، لترك أثره الناجح في إدارة الكرة السعودية، بدءاً من مراجعة لوائحه وأنظمته ثم بانتهاج الشفافية والوضوح في تطبيقها دون تردد، مروراً بتطوير بيئة الملاعب وجذب الجماهير، ورعاية المنتخبات السعودية، ومعالجة مشكلات الاحتراف في الأندية السعودية، والحد من تصعيدها إلى الجهات القانونية في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، مع العناية بتطوير المسابقات الكروية المحلية، كل ذلك من شأنه تهيئة الأجواء الصحية في الكرة السعودية، وتعزيز الثقة بين اتحاد الكرة وإدارات الأندية، ما سيحد كثيراً من الجدل الدائر حول كل قضية تطفو تفاصيلها على السطح، والتخفيف من داء التعصب الكروي الذي يطغى كثيراً على مشهد التعامل فيما بين الأندية السعودية من جهة، وبينها وبين لجان اتحاد اللعبة من جهة ثانية.
مشاركة :