لماذا قرر فينغر تغيير طريقة لعبه بعد 21 عاماً؟

  • 4/30/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

في أواخر شهر سبتمبر (أيلول) 1996، سافر آرسنال لمواجهة بروسيا مونشنغلادباخ في الدوري الأوروبي. وكان آرسنال قد أعلن للتو عن أن المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر سوف يقود الفريق، وكان من المفترض أن يكتفي فينغر بمشاهدة الفريق في تلك المباراة من المدرجات على أن يتولى المهمة بشكل رسمي عقب مباراة آرسنال أمام سندرلاند في نهاية الأسبوع. وبين شوطي المباراة، كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدف لكل فريق، وكان آرسنال متخلفاً بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة في مجموع مباراتي الذهاب والعودة، ولذا نزل فينغر من المدرجات إلى غرفة خلع الملابس، وفقاً للمدير الفني المؤقت للفريق آنذاك بات رايس، وعرض «فكرة أو فكرتين». وكان آرسنال قد بدأ المباراة بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي (ولكن نظرا لأن الظهيرين كانا مارتن كيون ونايغل وينتربيرن، فقد كان الفريق يلعب بخمسة لاعبين في الخط الخلفي وليس ثلاثة)، لكن فينغر نصح رايس باللعب بأربعة لاعبين في الخلف وإضافة لاعب إلى خط الهجوم، وبالفعل وافق رايس على خطة فينغر. وبعد أربع دقائق من بداية الشوط الثاني، سجل بول ميرسون الهدف الثاني لآرسنال لتصبح النتيجة تقدم المدفعجية بهدفين مقابل هدف، وكان الفريق بحاجة إلى هدف ثالث من أجل التأهل للدور التالي، لكن شباك الفريق اهتزت بهدفين متتاليين لتنتهي المباراة بفوز النادي الألماني بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وعقب انتهاء المباراة التي فاز فيها آرسنال بهدفين دون رد على سندرلاند، قال فينغر إنه «لشيء مثير للسخرية أن تتحرك بقية أوروبا باتجاه اللعب بأربعة لاعبين في الخط الخلفي، في الوقت الذي تعتمد فيه الأندية الإنجليزية بصورة أكبر على الخطة القديمة التي تعتمد على ليبرو وظهيرين». وفور توليه مهمة تدريب الفريق بصورة رسمية، بدأ فينغر الاعتماد على طريقة 4 - 4 - 2 بدلا من 3 - 5 - 2، لكن مدافع الفريق توني أدامز أعرب عن غضبه من تدخل المدير الفني الجديد في خطة اللعب التي كان يشعر أدامز بأنها مريحة. وتراجع فينغر في البداية عن تطبيق خطته الجديدة ولعب معظم مباريات ذلك الموسم بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، لكن مع بداية موسم 1997 / 1998 مضى المدير الفني الفرنسي في اللعب بأربعة لاعبين في الخط الخلفي، وقاد الفريق للحصول على الدوري والكأس في إنجلترا في ذلك الموسم. ولعب فينغر بهذه الخطة طول هذه السنوات، وحتى قبل مباراة فريقه أمام ميدلسبره قبل أسبوعين. ولذا فإن السؤال الآن هو: لماذا أجرى فينغر بعد 20 عاماً هذا التغيير الجذري في طريقة اللعب؟ قد يعود السبب في ذلك بصورة جزئية إلى حالة اليأس والإحباط، لا سيما بعد الخسارة أمام كريستال بالاس. وقد يكون ذلك بمثابة مواكبة للتطور الخططي والتكتيكي الذي جعل البعض يعتمد على طريقة 3 - 4 - 2 - 1، التي يصعب على الفرق المنافسة مواجهتها. ويعد الجانب الأبرز في هذه الطريقة هو الاعتماد على صانعي لعب في منطقة بعيدة عن واجبات لاعبي خط وسط الفريق المنافس ومدافعيه، وهو ما يسمح لهما بتشكيل خطورة كبيرة على مرمى المنافس أكبر بكثير من مجرد الاعتماد على صانع ألعاب تقليدي. ربما كان هذا هو ما أدركه من يعتمدون على هذه الطريقة التي تشبه شجرة عيد الميلاد (4 - 3 - 2 - 1) في أواخر الثمانينات وبدايات ومنتصف التسعينات من القرن الماضي. لكن كيف يمكن مواجهة الفريق الذي يلعب بهذه الطريقة؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أن نشير إلى أن ثمانية مديرين فنيين واجهوا تشيلسي - الذي يلعب بنفس الطريقة - هذا الموسم بطريقة 3 - 4 - 2 - 1، ويبدو هذا منطقيا للغاية، فالظهيران سوف يتعاملان مع ظهيري الفريق المنافس، وسيواجه لاعبو خط الوسط صانعي اللعب، بينما يراقب أحد المدافعين المهاجم الصريح، في الوقت الذي يكون فيه هناك لاعبان في الخلف يقدمان الدعم لخط الوسط، سواء هجومياً أو دفاعياً. وبات واضحاً أن أفضل شيء لمواجهة هذه الطريقة هو اللعب بالطريقة نفسها. إن طريقة 3 - 4 - 1 - 2 التي اعترض عليها فينغر قبل مواجهة سندرلاند في بداية توليه المسؤولية قد طغت عليها الطريقة التي تعتمد على أربعة لاعبين في الخلف مع الاعتماد على الضغط العالي، لكن الثلاثة لاعبين في طريقة اللعب الحديثة يعتمدون على الضغط بالفعل. ويتعين على فينغر أن يدرك أن اللعب بطريقة 3 - 4 - 2 - 1 تكشف نقاط ضعف فريقه، ولا يمكنه اللعب بهذا الشكل أمام توتنهام هوتسبير اليوم الذي يبدو لاعبوه أقوى وأسرع وأفضل من الناحية البدنية. ولن يكون توتنهام متسامحاً مثل مانشستر سيتي في مواجهته أمام آرسنال الأحد الماضي، ولذا يبدو أن الأمر به قدر كبير من المخاطرة من جانب فينغر.

مشاركة :