لا جدال في أن النوايا الهلالية بأن يكون هذا الموسم مختلفاً تماماً عما سبقه من مواسم، كانت واضحة وجلية للعيان، تمثلت بسلسلة من التدابير التي بدأتها الإدارة الهلالية مع نهاية الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي شملت عدة استقطابات وتعاقدات فنية وعناصرية من الوزن الثقيل، فضلاً عن الإعداد الجيد الذي اتضحت بوادر نجاحه من خلال نتائج الجولات الأولى للفريق في الدوري، وتوالت بالثبات على حصد النقاط تباعاً. هذا الحراك الهلالي الواضح جداً كان كافياً للفت أنظار المتربصين الذين لم يفيقوا من (غيبوبتهم) الطويلة الاّ حينما نجحوا -بطريقة أو بأخرى- في إزاحة المارد الأزرق عن موقعه لخمسة مواسم تعتبر في حسابات عشاقه دهراً حتى وهو لم يغب عن تحقيق الألقاب وارتياد المنصات. فكان لا بد لهم من التحرك من خلال اللجوء لأساليبهم المتوارثة التي يتقنون ممارستها منذ القِدم في محاولة منهم لإيقاف الخطر الأزرق القادم الكفيل بإعادة الأمور إلى نصابها، فضلاً عن تكفله بكشف الكثير من (البلاوي) التي حدثت خلال المواسم القليلة الماضية!!. لهذا تفتّقت أذهانهم عن خطة (سحريّة) في حساباتهم وتفكيرهم، انطلاقاً من قاعدة (الهجوم خير وسيلة للدفاع) ولكن ليس عبر ساحات التنافس الميداني الشريف، وإنما عبر الدهاليز وبؤر الكيد والدّس!!. تلك الخطة التي تمثلت في تجنيد (عبد اللطيف البخاري) للاضطلاع بالمهمة، واقتراف البادرة الـ (....) التي أجزم أنه لم يكن ليقترفها لولا أن هناك من دفعه لاقترافها دفعاً!!. الخطة كانت تنطوي على العديد من المنافذ التي يمكن المروق منها وصولاً إلى الهدف المنشود المتمثل بإبطال مفعول التدابير الهلالية المشروعة والواضحة، وذلك من خلال التحريض والتأليب والتشويش عليه وإشغاله، بما في ذلك توفير مبررات استباحة حقوقه وحرمانه من تحقيق البطولة، سواء كان بذريعة إثبات كذب (البادرة البخارية)، أو كان في سبيل إطلاق يد عناصر لا أرغب في تسميتها للقيام بواجب إدخال السرور إلى نفوس (بني خيبان).. ويبقى الهدف في كلتا الحالتين هو الحيلولة بأي شكل دون تحقيق الزعيم بطولته المفضلة!!. غير أنه من سوء حظ أصحاب الخطة (السحرية) أن تزامن عرض بضاعتهم الكريهة بوجود الأمير المحنك (نواف بن سعد) على رأس الهرم الإداري الهلالي الذي تنبه للأهداف المتوخاة من وراء الخطة، فكان من السهل عليه إبطال مفعولها، خدمه في ذلك افتضاح أمر الخطة وما تنطوي عليه من (خُبث) في وقت مبكر من الموسم، وبتلك الكيفية المكشوفة، وقبل ذلك ثقته بالله أولاً، ثم ثقته بأنه قد وفّر لفريقه مقومات تحقيق التطلعات. ولأن (النوايا مطايا) كما قالت العرب، فقد جاء أمر رفع سقف الاستعانة بالحكام الأجانب بالتزامن مع تطبيق المرحلة الثانية من خطتهم الكيدية وهو الضرب على وتر التحكيم كالعادة بعد أن أفشل الله مرحلتها الأولى بامتياز، مما أتاح للإدارة الهلالية مساحة أوسع للاستعانة بالتحكيم الأجنبي وبالتالي ضمان الوصول إلى بر الأمان بكل جدارة واستحقاق. خلاصة القول: لقد خدموا الزعيم الملكي من حيث أرادوا، وعملوا على الكيد والإضرار به، وبذلك ( انقلب السحر على الساحر ) وبالتالي تم وضع (حجر) في حلق كل كذوب نذر نفسه للتشكيك (المتعمّد) في أي منجز هلالي سواء قديماً أو حديثاً.
مشاركة :