أدمغة صغيرة خارج الجسم خطوة إلى تطوير إنسان مخبرييأمل العلماء أن تكون خطوتهم المخبرية القادمة تطوير كامل أجزاء جسم الإنسان داخل مختبراتهم بعد أن أعلنوا مؤخرا عن نجاحهم في تطوير أدمغة صغيرة خارج جسم الإنسان، أكدوا أنها قادرة على تقديم علاج فعال لبعض الأمراض.العرب [نُشر في 2017/04/30، العدد: 10618، ص(18)]الظل يتحول إلى شيء ملموس لندن - طور علماء أدمغة صغيرة من الممكن أن توفر العلاجات المستقبلية لبعض الأمراض كالتوحد والصرع، وتأتي هذه الأدمغة نتيجة ما أظهرته شركات التكنولوجيا في السنوات الأخيرة من اهتمام متزايد بالقطاع الصحي، حيث ما انفكت تطور أجهزة جديدة قادرة على اكتشاف العديد من الأمراض في وقت مبكر ومعالجتها. وبحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية مؤخرا، فإن بعض العلماء قاموا بتطوير أول أدمغة صغيرة وهي عبارة عن أجهزة تم زرعها في المختبر، والتي تشكلت في دوائر مماثلة لدوائر طفل عمره شهران في الرحم، ووصفت بأنها “نقلة علمية مثيرة”، وهذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها الدماغ البشري خارج الجسم. ويأمل العلماء في استخدام العقول المصغرة لمشاهدة الوقت الحقيقي لمحركات الصرع، عندما تصبح خلايا الدماغ مفرطة النشاط والتوحد، حيث يعتقد أنها تشكل اتصالات سيئة. ويرى العلماء أن هذه الأدمغة الصغيرة يمكن أن تمهد الطريق لعلاج هذه الحالات، وكذلك الفصام، مما يشير إلى أنه يمكن تطويع التكنولوجيا مستقبلا بحيث تكون قادرة يوما ما على تطوير نمو جسم كامل في المختبر. طور الباحثون في جامعة ستانفورد دائرتين في الدماغ، بحجم ست عشرة بوصة، وذلك باستخدام خلايا الجلد البشرية فقط. ثم ذهب العلماء في جامعة هارفارد خطوة أبعد من ذلك، بتطوير جهاز صغير لأكثر من تسعة أشهر لإنشاء شبكية العين البشرية، وهي بطانة حساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين. وقال البروفيسور بول ماثيوز، رئيس قسم علوم الدماغ في كلية إمبريل لندن “تصف هذه التقارير التقدم المستمر في الأساليب الجديدة المهمة جوهريا لتوليد أورغانويدس الدماغ ذاتية التجميع. بحيث تعتبر نقلة مثيرة للعلم”.روبوتات النانو ستسكن أجساد البشر وتسير عبر شرايينها بحلول 2030، هذا لا يعني نهاية البشرية، بل يعني أن البشر سيصبحون أكثر ذكاء مدعومين بالآلات وأفادت الدكتورة سيلينا وراي، الزميلة في أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة في معهد أوكل لجراحة الأعصاب “ستقدم هذه التكنولوجيا للباحثين رؤى بشأن تطور المخ والأمراض التي لم تكن قابلة للعلاج في السابق”. وتعد هذه النتائج أحدث تقدم لعلوم الخلايا الجذعية، إذ تتحول خلايا الجلد البشري إلى خلايا جذعية متعددة القدرات، أي قادرة على أن تصبح أي جزء من الجسم، وذلك باستخدام أربعة جينات في طبق بتري، ما يساعد الخلايا على التغاضي عن أنها خلايا جلدية والعودة إلى حالة خلايا الطفل حديث الولادة، ثم عبر تغيير الهوية، أو من خلال المغذيات التي تزرع فيها، حيث يتم تحديد أي نوع من الخلايا سوف تصبح في هذه الحالة خلايا الدماغ، أو الخلايا العصبية، وبالتالي الحصول على دماغ يبلغ من العمر 60 يوما مثل طفل في الرحم. وقال الدكتور سيرجيو باسكا، أستاذ مساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد “لم نكن قادرين على تلخيص هذه الأحداث التنموية للدماغ البشري من قبل”. وأضاف أن هذه العملية “تحدث في النصف الثاني من الحمل، لذلك فإن استمرارها في الحياة يعتبر تحديا”. وتتمثل الآثار المترتبة على البحوث، التي نشرت في مجلة الطبيعة، هي أن العقول البشرية يمكن في المستقبل أن تحدد سبب مرض ألزهايمر. ومن المأمول أن العقول المصغرة القائمة تقدم رؤى حول مرض الصرع، حيث الخلايا العصبية مفرطة النشاط، ومرض الفصام والتوحد. وفي نهاية المطاف يمكن أن يؤدي الطريق إلى زرع دماغ، مع الأنسجة التي تزرع في المختبر في المصابين بمرض تلف في الدماغ. كما أن العلماء أصبحوا في الوقت الحالي أكثر قدرة على فهم المرضى الذين يعانون من عيب الولادة، حيث تمكنوا من تصحيح خلل الخلية الذي يسبب هذا العيب، مما يؤدي إلى مشاكل في القلب والصرع، وذلك باستخدام علاجين، علما وأنه كانت في السابق معظم التجارب على العقول التي تم تطويرها خارج الجسم تجرى على الفئران، والتي ليست لديها نفس الظروف مثل البشر.شركة نيورالينك تعمل على تقنية لربط الدماغ البشري مع أجهزة الكمبيوتر عبر خلق أجهزة بأحجام ميكرونية وجلب هذا المنتج الجديد إلى السوق خلال أربع سنوات وقال الدكتور فرنسوا جيليموت، قائد المجموعة ورئيس قسم البيولوجيا العصبية الجزيئية في معهد فرانسيس كريك في بريطانيا، إن قدرة الخلايا الجذعية على التنظيم الذاتي كانت “لافتة للنظر”، مضيفا أنه “سوف يسمّي هذه الدراسات بأنها ستغير قواعد اللعب حيث أن دراسات سابقة قد ألمحت بالفعل إلى هذا. ومع ذلك فهي تمثل خطوات كبيرة إلى الأمام”. وأكد راي كورزويل المدير الهندسي في غوغل وعالم المستقبليات، والذي يعرف بتنبؤاته الدقيقة، في الآونة الأخيرة، أن روبوتات النانو ستسكن أجسادنا وتسير عبر شراييننا بحلول 2030. وكرر الحديث عن توقعه بأن ما يسمى بالتفرد التكنولوجي سيحدث بحلول عام 2045. وبحسب كورزويل، فإن هذا لا يعني نهاية البشرية مع التقدم التكنولوجي، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، كما هو معروف، بل يعني أن البشر سيصبحون أكثر ذكاء مدعومين بالآلات. ويعتقد أن روبوتات النانو نانوبوتس سوف تسكن أجسادنا بحلول عام 2030، وستتدفق في مجرى دمائنا عبر الشرايين، وهذه الروبوتات المجهرية ستبقينا بصحة جيدة، وسيكون بإمكاننا ربط أدمغتنا بالذاكرة السحابية ذي كلاود. ووفقا لمصادر إعلامية فقد عبر عالم مستقبليات آخر، وهو ديف إيفانز، مؤسس شركة سترينجيفي، عن أفكاره المتطابقة مع نظرية النانوبوتس لكورزويل، في مقابلة مع، جيمس بدرول، في فبراير الماضي. وأوضح إيفانز بأنه يعتقد أن مثل هذا الاندماج بين التكنولوجيا وعلم الأحياء ليس بعيد الاحتمال على الإطلاق، مشيرا إلى أن هناك ثلاث مراحل لحدوث ذلك، الأولى هي إمكانية ارتداء الآلات وهو ما نحن عليه اليوم، والمرحلة الثانية هي مرحلة الآلة القابلة للتضمين (ونحن في طريقنا إليها من خلال أجهزة يمكن زرعها بالدماغ البشري وما شابه ذلك)، والمرحلة الثالثة هي مرحلة الأجهزة المزروعة القابلة للاستبدال. وتعمل شركة نيورالينك على تقنية لربط الدماغ البشري مع أجهزة الكمبيوتر عبر خلق أجهزة بأحجام ميكرونية وجلب هذا المنتج الجديد إلى السوق خلال أربع سنوات، وذلك بحسب ما صرح إيلون ماسك الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة تيسلا للسيارات الكهربائية الفاخرة. وبحسب ماسك فإن هذا المنتج الجديد يساعد في بعض الإصابات الدماغية الشديدة الحاصلة بسبب السكتة الدماغية والسرطان.
مشاركة :