في الوقت الذي يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤيديه في ولاية بنسلفانيا، للاحتفال بمرور مائة يوم على ولايته، فقد قال في شريط فيديو بثه البيت الابيض "إن المائة يوم الأولى من إدارتي هي ببساطة الاكثر تتويجا بالنجاح في كامل تاريخ" الولايات المتحدة.
وأضاف ترامب: "لا أعتقد أن أحدا حقق ما استطعنا تحقيقه في مائة يوم، نحن سعداء جدا".
وفي تغريدة له السبت (29 أبريل 2017) قال ترامب إنه ينتظر ان يرى هناك "جمهورا غفيرا" و"طاقة كبيرة".
ويواجه ترامب خلال الفترة الحالية انتقادات جمة، خاصة مع تأكيد مراكز بحثية أنه الرئيس الأمريكي الأدنى شعبية في التاريخ الحديث، وفقا لاستطلاعات الرأي، ولو أن قاعدته الانتخابية بقيت ثابتة في دعمها له.
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها: "لقد ظهر حتى الآن أن الحكم فوق قدرات السيد ترامب. لم يكن يعرف شيئا تقريبا حين تولى منصب الرئيس".
والقت بعض المؤشرات بظلها على حماسة الفريق الرئاسي، بدءا بالإعلان الجمعة عن أرقام النمو الاقتصادي الأمريكي في الفصل الأول من 2017، وهي أسوأ أرقام منذ ثلاث سنوات.
كما يواجه البيت الأبيض توترا متزايدا مع كوريا الشمالية، وحذر ترامب الخميس من "احتمال" اندلاع نزاع كبير مع بيونج يانج.
ويواجه الرئيس الأمريكي الـ45 للولايات المتحدة الذي أثار فوزه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون صدمة في العالم، صعوبة في الوفاء بوعوده الانتخابية.
ومن أبرز هذه الوعود التي عجز حتى الآن عن تحقيقها إلغاء قانون الضمان الصحي الذي يحمل اسم سلفه "أوباما كير" لاستبداله بنظام جديد، وقد اصطدم هذا الوعد بانقسامات داخل غالبيته الجمهورية في الكونجرس.
كما اضطر هذا الأسبوع إلى سحب تمويل الجدار الذي وعد ببنائه على الحدود مع المكسيك، من مشروع قانون المالية الفدرالي لتفادي أزمة ميزانية كانت تهدد بشل عمل الأجهزة الحكومية.
أما مشروع الإصلاح الضريبي الذي كشف عنه بشكل متسرع هذا الأسبوع سعيا لتلميع حصيلة المائة يوم وقد وصفه الرئيس بأنه "ربما أكبر تخفيض ضريبي في التاريخ"، فاعتبر بصورة عامة هدية بقيمة مليارات الدولارات إلى الأثرياء الأمريكيين، وانتقد باعتباره سيزيد المديونية.
ووقع ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض عشرات المراسيم الرئاسية لإلغاء التدابير المتخذة في عهد باراك أوباما في مجال الصناعة والبيئة والتنقيب عن النفط والغاز، وهي جهود لقيت ترحيبا من الجمهوريين.
غير أن المرسوم الرئاسي الذي كانت له أوسع أصداء كان قرار حظر دخول رعايا دول مسلمة إلى الولايات المتحدة، وقد جمده القضاء مرتين.
وللمرة الثانية في شهر واحد من المتوقع أن يخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في واشنطن اليوم السبت للتعبير عن قلقهم إزاء التغير المناخي في احتجاجات حاشدة تتزامن مع مرور 100 يوم على تولي ترامب، فيما يسعى للإفلات من ضغوط البيت الأبيض، بلقاء أنصاره في هاريسبورج في بنسلفانيا، إحدى الولايات التي حسمت فوزه في نوفمبر 2017.
مشاركة :