قال سياسيون ومفكرون وعلماء دين مصريون: إن الإخوان المسلمين ينفذون أجندة غربية تسعي لتقسيم مصر، تنفيذًا لمخطط الشرق الأوسط الكبير، وقالوا لـ»المدينة»: إن ما يفعله الإخوان في مصر يهدفون من ورائه لنشر الرعب والخوف في قلب كل عربي يرفض الفكر الإخواني المخالف لصحيح الإسلام». بدايةً، يقول الدكتور ناجح إبراهيم القيادي في الجماعة الإسلامية: إن «الإخوان لم يستغلوا الفرصة التي حصلوا عليها، وانطلقوا يخسرون الطرف بعد الآخر، بدايًة من الدول العربية وصولًا إلى مختلف أطياف الشعب المصري، وكلما نبههم أحد بأخطأهم غضوا الطرف عنه وانطلقوا يحاولون بشتي السبل السيطرة على مفاصل الدولة المصرية». وأضاف إبراهيم: «أبناء الشعب المصري كله على قلب رجل واحد، إلا النسبة القليلة جدًا الموجودة في رابعة العدوية، وأكثر من نصفها معتصم خوفاً ورعبًا من قيادات الإخوان المسلمين، وما يقوله الإخوان اليوم أمر عبثي وأي من تسول له نفسه ويحاول التدخل في شؤون مصر سوف يسحق بالأقدام من الشعب والجيش المصري». من جهته، يوضح المفكر والكاتب السياسي الدكتور عمار على حسن «خطايا الإخوان كثيرة وهي ما أوصلتهم لهذه الأزمة الكبيرة، وأوصلت مصر معهم للأسف الشديد، وأنا لا أزال أتذكر كيف انقلبوا في علاقاتهم مع الصهاينة، فمن كلام قادتهم عن «الصهيونية» على مدار 80 سنة إلى دفاع عصام العريان عن «حق العودة» لليهود إلى مصر، وهو يعلم أنهم لن يعودوا لكنهم سيستخدمون قوله هذا في طلب تعويضات رهيبة من مصر، لا يشغل الإخوان كيف ندفعها، إنما ما يشغلهم أن ترضى عنهم تل أبيب، وتقول لحلفائها في واشنطن: اتركوهم في الحكم وساعدوهم فهم لنا ورهن إشارتنا، والمسألة هنا لا تقف عند حدود إسرائيل، ولا القضية الفلسطينية بوصفها قضية العرب المركزية، إنما هي مجرد مثال صارخ على إمكانية حدوث انقلاب تام في السياسة الخارجية لجماعة الإخوان، لاسيما أن من يدير دفتها، ليس من وصل إلى الرئاسة، ويعتبرونه مجرد رئيس شعبة من شعب الجماعة، إنما مكتب الإرشاد كله، الذي يتحكم في مقاليد الأمور، ومعه العناصر النشطة في التنظيم الدولي للجماعة، والذين أحاط بعضهم بمرسي، وأسندت إليه مهام خارجية أكبر من طاقته وخبرته، وأبعد من أنف جماعته. ويضيف حسن «الإخوان أخطأوا حين توهموا أن بوسعهم أن يتمادوا طويلاً في خداع العالم مثلما خدعوا المصريين، ويستدرجوا الكل في مشارق الأرض ومغاربها إلى فخ التعاطف معهم والإشفاق عليهم، والذهاب إلى أقصى حد في تأييدهم والاعتقاد في أنهم طرف صادق الوعد، موثوق العهد، يظهر ما يبطن، ويقول ما ينوي فعله، ومأمون على أن يكون طرفاً طبيعياً في السياسات والعلاقات الدولية الراهنة، فها هي كفيلتهم أمريكا، تكتشف سريعا أن للجماعة وجهين، وها هي ألمانيا التي طالما قالت لنمنحهم فرصة تستعيد تجربة هتلر وترميها عليهم، وتخشى أن يكونوا أيضا ممن يتسلقون سلم الديمقراطية، ثم يرفعونه خلفهم، حتى لا يصعد غيرهم عليه، وها هو رئيس الهند يقولها صراحة لمرسي حين زار نيودلهي: «الديمقراطية لا تمارس لمرة واحدة». بدوره، يقول الدكتور أسامة القوصي الداعية الإسلامي والمفكر الإسلامي المعروف «الإخوان المسلمين يساهمون بأنفسهم فى ضياع كل معالم المشروع الحضارى الإسلامي، بعد أن شوّهوا التجربة الإسلامية بهذا الشكل ونفروا الناس منها سواء داخل مصر أو حتى خارجها، وبهذا أصبحوا معول هدم لكل قيم وأخلاقيات الإسلام، ولم يكتفوا بذلك بل مازالوا يتشبثون بالسلطة ويحاولون إعادة عجلة الزمن للوراء دون جدوى». وأضاف القوصي «لابد أن يعي الإخوان الدرس جيدًا فبعد ثورة 25 يناير لاحت الفرصة لكى يقودوا مصر ولكنهم بدلا من قيادة مصر للنهضة قادوها للفتنة والاستقطاب والانقسام، وهنا لابد أن نعود للتاريخ وتحديدا الأربعينيات، ففي أثناء الحرب العالمية الثانية، بداية الأربعينات ترشح الشيخ حسن البنا للانتخابات البرلمانية في الإسماعيلية، فاستدعاه النحاس باشا رئيس الوزراء، وكان رجلا حكيما وقال له: يا شيخ حسن هل أنت رجل دعوة أم سياسة؟ فقال: أنا رجل دعوة .. فقال: إن الإنجليز سيسقطونك في الانتخابات بالتزوير رغمًا عني، وأنا أعطيك فرصة العمر لنشر دعوتك في ربوع مصر كلها على أن تتنازل عن الترشيح للبرلمان، فوافق الشيخ على الفور، وكان يقدم هداية الخلائق على كل شىء، ولكن شباب الإخوان غضبوا وناحوا وحزنوا، فجلس معهم الشيخ البنا وذكرهم بصلح الحديبية، وكيف كان فتحا ونصرا للمسلمين حتى هدأت ثورتهم». المزيد من الصور :
مشاركة :